رغم الخلافات.. مشاورات بين الحوثي وصالح لتشكيل حكومة في اليمن
علي الرغم من خلافات واضحة بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إلا أن وسائل إعلام يمنية محلية ذكرت اليوم الثلاثاء، أن مشاورات سرية تجري بين ميليشيات الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، لتشكيل حكومة من الجانبين في صنعاء، تحول اللجنة الثورية للحوثيين إلى هيئة رقابية عليا، فيما يتم اقتسام السلطات التنفيذية بين الحوثيين وأتباع صالح.
يأتي ذلك تزامنا مع تقدم الجيش اليمني، بدعم من قوات التحالف العربي نحو العاصمة صنعاء حيث أشارت تقارير صحفية إلى أن محافظ صنعاء يحري مشاورات مع قيادات قبلية لتسليم صنعاء بالطرق السلمية.
من جانبه قال الصحفي اليمني فؤاد مسعد، إن الخلافات بين الطرفين المتحالفين حالياً، خاصة في العاصمة صنعاء، تعود إلي اتهام الحوثيين لأتباع صالح بالتواطؤ وعدم الجدية في مواجهة المقاومة الشعبية والجيش الوطني، مؤكدا أن تلك الخلافات تبدو أكثر وضوحا يوما بعد يوم مع إنكار الطرفين أي وجود لها.
وأوضح مسعد لـ “الغد العربي”، أن من شأن هذه الخلافات أن تسرع من هزيمتهم خاصة وأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتت على أطراف العاصمة صنعاء.
إلا أن المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أكد أن الخلافات بين الطرفين قديمة تعود إلى عام 2004، بعد سعي جماعة الحوثيين للسيطرة على الجمهورية وخاض صالح ضدهم 6 حروب متتالية قضت على مؤسس الجماعة وأبيه، مؤكدا أن الخلاف في الوقت الحالي يدور حول طريقة استيلائهم على السلطة وإعلانهم الدستوري.
وأوضح الطاهر لـ “الغد العربي”، أن الحوثيين وصالح تركوا الخلافات جانبا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الحوثيين قد يخضعون للرئيس اليمني السابق بإسقاط الإعلان الدستوري وإعادة مجلس النواب الذي تم حله عقب استقالة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، مؤكدا انه إذا خضع الحوثيون لشروط صالح فإن ذلك سيقود لحكومة جديدة، ما يعني تحول اليمن إلى نموذج متطور من ليبيا ذات الحكومتين.
ويأتي هذا التوجه مخالفا لما جاءت به المبادرة الخليجية لانتقال السلطة في اليمن، والتي وقع عليها صالح في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، في الرياض لتنتقل سلطات الرئاسة قانونا إلى نائبه في ذلك الوقت عبد ربه منصور هادي، والذي انتخب رسميا رئيسا للبلاد في فبراير/شباط 2012.
على الجانب الآخر، ذكرت الصحف أن صالح، يسعى للحصول على دعم روسيا في ظل اقتراب قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من مناطق شمال العاصمة صنعاء، والهزائم المتتالية التى تعرضت لها ميليشيا الحوثي وصالح في الفترة الأخيرة.
وقام صالح بزيارة للسفارة الروسية باليمن، برفقة أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، حيث التقي بالسفير الروسي وسط أنباء بأن صالح وجه طلبا لموسكو بمساعدته علي الخروج من البلاد وفق تصريحات لنائب منشق عن حزب المؤتمر.
