أكدت الخارجية الليبية التزام الحكومة بمخرجات الحوار السياسي الذي تضمن ضرورة خروج كافة المسلحين والقوات الأجنبية من البلاد.
اعتبر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات من طرابلس أن وجود الجنود الأتراك جاء من أجل حماية حقوق ومصالح الليبيين ومساعدتهم، مشدداً على أن أنقرة مستمرة في أنشطتها شرق البحر المتوسط بما في ذلك اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية مع ليبيا.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، هدد بتجميد التعاون الاقتصادي مع تركيا، حال استمرار وجودها العسكري في ليبيا.
يأتي هذا بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا، مجدداً دعم واشنطن لإجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.
وقال رئيس مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية، محمد الأسمر، إن إن زيارة وزير الدفاع والخارجية التركيان إلى طرابلس تأتي في سياق محافظة تركيا على تواجد وإجراء زيارات من هذا النوع، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تهدف إلى محاصرة حكومة الوحدة الوطنية لكي تتبنى إرث حكومة الوفاق بالكامل ووضعها في منزلق خطير.
وأضاف الأسمر، خلال لقاء على شاشة الغد، أن تصريحات وزير الخارجية التركي، بأن لبلاده حقوقا للبقاء في ليبيا وتبريره ذلك بأن التعون التركي هو الذي دافع عن طرابلس، تضرب بعرض الحائط كل ما تم التوصل إليه من اتفاقات ملزمة برعاية دولية لخروج هذه القوات.
ولفت إلى أن تركيا تتخوف على مصالحها، لا سيما أن المكسب الحقيقي لها هو أن تظل على الأراضي الليبية قبل انتهاء فترة تلك الحكومة والوصول إلى الانتخابات، مؤكدا أن القوات التركية لن تترك ليبيا بسهولة، وإنما عن طريق مبادلة مع القوى الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ورأى أن تركيا غير مستعدة لإخراج قواتها من ليبيا، وتمارس المناورة عبر إخراج المرتزقة السوريين وتعيد بعضهم مرة أخرى.
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي، إسلام الحاجي، إن ليبيا أصبحت ورقة للضغط لتحقيق مصالح أخرى، وأن الزيارة الرسمية التركية الأخيرة هي بمثابة رسالة تأكيد من أنقرة للمجتمع الدولي بأن هذا الملف هو أحد الأوراق التي تلعب بها لصالح قضايا أخرى.