في شكل شبه متواصل وعلى مدى أيام متتالية استمر تساقط الثلوج وهطول الأمطار في لبنان تحت تأثير العاصفة ياسمين.
ويغتنم الناس، خصوصًا سكان المناطق الجبلية، أي انفراجة محدودة، ليسرعوا إلى شراء ما ينقصهم من حاجات ولا سيما لضمان التدفئة في ظل حرارة بلغت مستويات دنيا وقاربت في هذه المناطق سبع درجات تحت الصفر، فيما ارتفعت سماكة الثلج إلى ما يزيد عن المتر.
وقالت إحدى المواطنات: “ليس سهلا أن تبلغ سماكة الثلوج مترًا، الحمد لله لا نتضايق، فالبيوت مليئة ولكن الصعوبة عندما تنقطع المياه والكهرباء”، مضيفة: “الحمد لله عند الناس ما يكفيها من مازوت، ونطلب من الله أن يساعد من ليس لديه من يساعده”.
يكمل الحديث حول الأمر مواطن آخر: “بالنسبة إلى المازوت فالمشكلة كبيرة، ولكن مثل كل العالم نحاول أن نتأقلم مع الوضع، القليل من الحطب والقليل من المازوت يكملان بعضهما”.
ويخشى الناس أيضًا على المزروعات من تداعيات العاصفة بعدما تراخت ثلوجها على أغصان الأشجار ودمرت العديد منها فضلا عن الخسائر الناتجة عن شدتها.
ولكن العاصفة التي لم تمر على لبنان منذ سنوات ستعوّض الكثير من منسوب المياه الجوفية في زمن الخشية من التصحر.
وأوضح أحد المواطنين: “لم تمر على لبنان منذ حوالى عشر سنوات وهي حلوة جدًا، بياضها وانشالله كل لبنان يصير أبيض وقلوب المسؤولين أيضًا”.
هدوء استثنائي يسبغه الثلج على المناطق التي يغطيها والتي يحولها ببيوتها وحقولها وشوارعها إلى أشبه بلوحات لا مثيل لجمالها.
ثلوج وصقيع وظروف طقس قاسية، ولكن رغم المعاناة لتأمين التدفئة، عادت العاصفة ياسمين وسلطت الضوء على ما يميز لبنان من جمال وخيرات طبيعية لا تقوى عليها أزماته المتراكمة.
