شهدت سوريا، اليوم الأحد، تطورات على الصعيد السياسي الداخلي، رغم الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا بين القوات الحكومة السورية والمعارضة المدعومة من الغرب، فإن القتال يهدد بتقويض وقف إطلاق النار الصامد إلى حد بعيد، منذ أكثر من شهر.
الجيش السوري يستعيد بلدة القريتين الاستراتيجيةمحافظ #حمص يصرح للغد إن قوات الجيش السوري تستعد لتحرير مدينة #الرقة معقل تنظيم #داعش بعدما نجحت القوات السورية في استعادة بلدة #القريتين ذات الأهمية الاستراتيجية.. وفي ظل ذلك كله يستعد السوريون للانتخابات وينظمون حملاتها
Posted by قناة الغد العربي Alghad Alarabi channel on Sunday, April 3, 2016
إستعادة القريتين بعد أسبوع من تدمر
قالت القيادة العامة للجيش السوري، إن القوات والمقاتلين المتحالفين معها، طردت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، من بلدة القريتين اليوم الأحد، بدعم من الضربات الجوية الروسية بعد أن حاصروها على مدى الأيام القليلة الماضية.
وسيطر التنظيم على بلدة القريتين في أواخر أغسطس/ آب، وكانت قوات الحكومة السورية تحاول استعادة القريتين وجيوب أخرى تحت سيطرة التنظيم لتقليل قدرته على إبراز قوته العسكرية في منطقة غرب سوريا شديدة الكثافة السكانية حيث تقع دمشق ومدن رئيسية أخرى.
وحسب متابعين للوضع السوري، فإن السيطرة على القريتين يحرم تنظيم الدولة من قاعدة رئيسية في وسط سوريا، يمكن أن تستخدمها القوات الحكومية في المستقبل لشن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بالقرب من الحدود العراقية.
وكان الجيش السوري نجح الأسبوع الماضي، في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض، من خلال إحكام قبضته على مدينة تدمر التاريخية، وتقع القريتين على بعد مئة كيلومتر غربي مدينة تدمر، في منتصف الطريق مع العاصمة دمشق، ويسكنها خليط سكاني يصل إلى 40 ألف نسمة، مكون من المسلمين السنة والمسيحيين، فضلا عن آلاف النازحين محليا الذين فروا من مدينة حمص القريبة.
وتقوم القوات الحكومية حاليًا بتفكيك القنابل التي زرعها المتطرفون داخل القريتين، وقال تقرير أذيع عبر وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن القوات السورية تسيطر بشكل كامل على البلدة بعد «محو إرهابيي داعش من داخلها»، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت قيادة الجيش السوري، في بيان إن القوات اعادت الأمن والاستقرار إلى القريتين والمزارع المحيطة بها. وجاء في البيان، الذي تلاه لواء بالجيش على التلفزيون الرسمي، إنه سيتم تأمين خطوط أنابيب النفط والغاز في المنطقة، وسيتم قطع طرق إمدادات تنظيم الدولة بين الصحراء الشرقية ومنطقة القلمون.
وقال لواء بالجيش السوري متحدثًا على الهواء مباشرة من القريتين لقناة الميادين اللبنانية، إن القوات تفكك الآن القنابل التي وضعها المتطرفون، وتستعد لشن هجمات جديدة على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة.
«القتال كان يجري من بيت إلى بيت»، حسبما قال ضابط جيش آخر متحدثا لقناة الميادين التلفزيونية من داخل القريتين أيضا. وأضاف أن تنظيم الدولة لديه مهاجمون انتحاريون كانوا يحاولون منع هجوم الجيش في المدينة.
40 ضربة جوية اليوم.. والمرصد السوري يشكك
وفي السياق نفسه شكك المرصد السوري لحقوق الإنسان (جماعة للنشطاء تتابع الحرب الأهلية السورية من بريطانيا) في مزاعم الحكومة السوريا، مؤكدين أن الجيش السوري يسيطر حاليًا على أكثر من نصف بلدة القريتين، لكنها لم تستحوذ على البلدة بالكامل، وأشار المرصد إلى أن طائرات روسية وسورية شنت أكثر من 40 ضربة جوية قرب البلدة اليوم الأحد.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد، إن مقاتلي تنظيم الدولة لا يزالون يسيطرون على الأجزاء الشرقية من البلدة ومناطق بجنوب شرقها لكنهم «على وشك الانهيار»، مضيفًا، أن بعض المتطرفين بدأوا في الانسحاب باتجاه الأجزاء الشرقية لمنطقة القلمون الجبلية.
وأفاد المرصد في وقت لاحق اليوم، أن مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا من كثير من أجزاء البلدة باتجاه الضواحي الشرقية للقريتين.
داعش تسيطر على الرقة وتذبح 15
وذكر المرصد في بيان له اليوم الأحد، أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قد أعدم 15 من عناصره في أكبر عملية من نوعها تنفذها قوات الأمن التابعة له في سوريا.
ووفقًا لبيانات المرصد، فإن عمليات الإعدام أعقبت قيام التنظيم باعتقال 35 من أعضائه أمس السبت في الرقة.
ويرجح أن عمليات الإعدام ذات صلة باغتيال أبو الهيجاء التونسي، القيادي البارز في التنظيم والذي قتل في غارة جوية، الأربعاء الماضي، بيد أن رويترز للإنباء والتي نقلت الخبر، عادت وأكدت أنها معلومات مرسلة لم يتسن حتى اللحظة التأكد منها.
ومازال داعش يسيطر بالكامل على الرقة وعلى معظم محافظة دير الزور في شرق، سوريا المتاخمة للعراق. وعندما استولى التنظيم المتشدد على بلدة القريتين في أغسطس آب الماضي هدم ديرا مسيحيا واحتجز نحو 200 من سكان البلدة ثم نقل بعضهم إلى مدينة الرقة عاصمته الفعلية.
حزب الله يخسر 12 مقاتلًا أمام جبهة النصرة
وتصمد هدنة «لوقف العمليات القتالية» في سوريا، منذ أكثر من شهر، في الوقت الذي يحاول فيه طرفا الصراع، التفاوض لإنهاء الحرب الدائرة هناك، وذكر المرصد السوري إن قتالاً في شمال سوريا وقع بالأمس، أسفر عن مقتل العديد من المقاتلين المنتمين إلى حزب الله اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب قوات الجيش السوري في الحرب الأهلية.
وقال المرصد إن 12 من مقاتلي حزب الله، قتلوا وأصيب العشرات في الهجوم الذي شنه أمس السبت، مسلحو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على قرية تل العيس شمالي البلاد.
وفي جنوبي لبنان، حملت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي صور 7 من مقاتلي حزب الله، يقال إنهم الذين قتلوا في تل العيس. بحسب فرانس برس.
ويتواصل قتال عنيف اندلع في مطلع الأسبوع جنوبي حلب، قرب الطريق السريع الرئيسي، الذي يربط المدينة بالعاصمة دمشق، وبدأ القتال عندما شن مقاتلو المعارضة المسلحة وجبهة النصرة هجوما على القوات الحكومية.
وتستثني الهدنة مقاتلى داعش وجبهة النصرة التنظيم التابع للقاعدة، حيث تكثف قوات الأسد وحلفائها من ضرباتها الجوية فى الأجزاء التي يشتبه تواجد مقاتلي الجماعتين بهما.
*الصورة: عثر جنود سوريين على مقبرة جماعية في الطرف الشمالي لشرق تدمر.
في الصورة : جندي سوري نظامي يحمل علم الدولة الاسلامية بعد انسحاب عناصرها، 27 مارس 2016. – رويترز.
