رغم الهدنة.. الجيش التركي ما زال يثير التوتر في إدلب
ما زال التوتر مستمرا في إدلب رغم الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا وتطبيق الهدنة في المنطقة.
الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في السادس من مارس/ آذار لوقف إطلاق النار، كانت توصلت إليه أنقرة وموسكو، ونجم عنه إيقاف هجوم واسع شنه الجيش السوري ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة موالية لتركيا وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية في إدلب ومحيطها.
ونصّ الاتفاق على تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على مسافة واسعة في محيط طريق “إم فور” الدولي، الذي يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب مروراً بمحافظة إدلب. وجرى تسيير الدورية الأولى يوم الأحد.
هجوم ضد تركيا
لم تنجح الهدنة في وقف نزيف الجيش التركي في إدلب، حيث أعلنت أنقرة، الخميس، مقتل جنديين تركيين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا في أول خسائر لها منذ دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المنطقة بداية شهر مارس/آذار الحالي.
وأفاد كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم ومحافظة سيواس (وسط)، التي يتحدر منها أحد الجنديين، عن مقتل الجنديين في إدلب، وذلك على حسابهما على موقع تويتر.
ولم توضح السلطات التركية ظروف مقتل الجنديين، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن “انفجار عبوتين ناسفتين انفجرتا في رتل عسكري للقوات التركية أثناء مروره على الطريق الدولي إم -4” في ريف إدلب الغربي.
رد فعل تركي
في أول رد فعل تركي على الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديين أتراك، قامت أنقرة بإرسال تعزيزات إلى إدلب، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد منتصف الليل وصباح يوم الخميس، دخول رتلين اثنين تابعين للقوات التركية إلى منطقة “بوتين-أردوغان”، حيث دخلت نحو 110 آلية عسكرية على دفعتين عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، نحو المواقع التركية في المنطقة.
ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 1400 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.
وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة “خفض التصعيد” خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/ شباط الجاري وحتى الآن، إلى أكثر من 4800 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و”كبائن حراسة” متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 9650 جندي تركي.
خطر المتطرفين
أفاد مراسلنا في تركيا بأن التحدي الأكبر أمام تركيا بعد هجوم أمس ضد قواتها هي الأطراف المتطرفة التي ترفض الاتفاق التركي الروسي.
وأكمل أن الجماعات المتطرفة التي تسيطر على أجزاء في إدلب ترفض الاتفاق التركي الروسي، وهو ما حذرت منه موسكو.
وأوضح أن تركيا بات أمامها تحدي واضح وهو مواجهة تلك الجماعات المتطرفة، لذلك قد تضطر أنقرة إلى شن هجوم لرد اعتبارها ضد تلك المجموعات المسلحة التي تتواجد في تلك المنطقة.
