رغم رسائل التهدئة.. الميليشيات تثير الفوضى في غرب ليبيا
لا تزال المليشيات المسلحة تثير الرعب والفوضى في غرب ليبيا، ورغم احتفالات الليبيين بعيد الفطر إلا أنها اختارت التنغيص عليهم بالهجوم على سجن “مليتة” ما أدى إلى هروب عدد من السجناء.
وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها أعلنت ضبط 15 سجينا فروا من مؤسسة الإصلاح والتأهيل “مليتة” بعد واقعة “تمرد مسلح” فيما أعلن جهاز الشرطة القضائية مقتل شخص من العاملين في السجن خلال الأحداث.
السلطات الليبية ناشدت المواطنين التحلي بروح الوعي والمسؤولية وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة بمديرية أمن السهل الغربي عن أي معلومات من شأنها أن تؤدي إلى ضبط الفارين من العدالة وعدم التستر عن أي أحد منهم.
ويضم سجن مليتة عددًا من المحكومين بقضايا جنائية وإرهاب منها الانتماء لتنظيم داعش، ومن ضمنهم عدد من السجناء الخطرين، إضافة إلى عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين.
وبالتزامن مع الهجوم على سجن ميلتة كانت طرابلس على موعد مع حادثة أخرى، بمداهمة مليشيات قوة الردع ميناء طرابلس وأشارت مصادر ليبية أن سبب المداهمة وصول دفعات أسلحة جديدة من أحد الدول للمليشيات.
وبحسب مراقبين فإن تحركات الميليشيات قد يكون مخطط لها في ظل الانقسام السياسي الحالي وأن بعض الأطراف السياسية تسعى لاستغلال غياب عناصر الاستقرار في البلاد وقلب الفوضى لصالحها.
من جانبه قال الدكتور ناصر الهدار الكاتب الصحفي والباحث في الشئون السياسية، تقدر قطع الأسلحة الموجودة في يد الميليشيات الليبية بنحو 33 مليون قطعة سلاح، وهذا يتقاطع مع طموحات غربية لتقسيم ليبيا و الاستيلاء على ثرواتها وخلق الفوضى حتي لا نصل إلى دولة مستقره.
وطالب الهدار بفتح ملف الاستخبارات الغربية في الأراضي الليبية وعملها في ليبيا الذي أدى إلى الفوضي العارمة في المناخ الليبي، مضيفا، لا اعتقد أن أي مواطن ليبي يرضى بما يحدث على الأرضي الليبية .
وأشار إلى أن الميليشيات ليس لها ضوابط في العمل، والحكومات المتتالية فشلت في ضبط المليشيات، بل عجزت عن تزويد الداخلية الليبية بعتاد يضاهي ما بيد الخارجين على القانون والعصابات المنظمة والمبليشيات، وكلهم يعمل في نطاق استمرار الفوضى في ليبيا.
وأوضح أن حكومة الدبيبة التي وصفها بأنها حكومة منتهية لا تريد الاستقرار في ليبيا وتريد استمرار الفوضى، هي مرتهنة بإرضاء الميلشيات، مع الأخذ بالاعتبار أن الأموال التي تصرف علي الميليشيات تبني بها دول، والحكومة المتهية الصلاحية تريد البقاء في السلطة مهما كلف ذلك ليبيا من خسائر.
بدوره قال إبراهيم بلقاسم الكاتب والباحث السياسي الليبي، إن سجن مليته لم يكن بالأساس معد لأن يكون سجنا، فقد كان عبارة عن نقطة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وتم تحويره ليكون سجنا وحاول المسؤلون تطويره ليكون ملائما إلى حد ما لكن ينقصه الكثير من المعايير مثل 18 سجن من أصل 45 سجن أخر صدرت توصيات بغلقه.
وتابع، فر من سجن مليته عدد من السجناء، تشير الأنباء أن عملية تمرد داخل السجن والفرار كان من داخل السجن، وهذه لم تكن الحالة الاولي للسجن فقد سبق حالة تمرد شهر فبراير الماضي من العام الجاري، موضحا أن حالة الفرار موجوده في السجن بسبب تقصير من قبل الجهات المختصة، كما أن جهاز الشرطة يعيش ظروف سيئة من ناحية العتاد والأسلحة وغير ذلك.
