رغم شهرتها وتميزها.. هذا ما تمنته سعاد حسني
سعاد حسني حين تتحدث تسمع في صوتها نبرة شجن لا تتوقعها من أيقونة الشقاوة والمرح، الذي يوافق اليوم، الثلاثاء، ذكرى ميلادها الـ75.
لم يرى الكثيرون سوى الجانب المبهج المحب للحياة في شخصية سعاد حسني، لكن من يتمعن في أحاديثها الصحفية، وحواراتها الإذاعية، يكتشف جانبا آخر من شخصيتها، فالمبدع لا يملك رفاهية راحة البال، لأنه يملك كثيرا من المتناقضات، التي ترهق فكره ومشاعره.
بدأت الغناء ولديها سنتين ونصف السنة في برنامج «بابا شارو»، وحين طلب منها في أحد حواراتها أن تتحدث عن تلك المرحلة، قالت إنها لا تتذكر أي شيء منها، وكل ما تعرفه أخبرتها به والدتها، وذكرت أن في تلك المرحلة شاركت في حفلة حضرها جمهور كبير، وحين صعدت على المسرح صفق لها الحضور بحرارة فبكت على الفور.
https://www.youtube.com/watch?v=1my-Nju-28s
تزوجت 5 مرات، أولى زيجاتها كانت من عبد الحليم حافظ، الذي تأكد مؤخرا بعد اعتراف أهلها بالأمر، بعده تزوجت المخرج صلاح كريم، ثم المخرج علي بدرخان، الذي استمرت معه 11 سنة، وبعده تزوجت زكي فطين عبد الوها،ب ولم يدم زواجهما طويلا، وآخرها السيناريست ماهر عواد.
رغم أن معظم فتيات جيلها وأجيال بعدها تمنين أن يكن مثل سعاد حسني، لم تكن سعاد حسني تحب ما كانت عليه، بل تمنت أن تكون فتاة عادية لا تحمل كل هذه المسؤولية، حياتها أبسط مما كانت عليه.
كانت تفضل العزلة، لكن لا تحب الوحدة، لم تكن كثيرة الخروج من المنزل، وفي أحد حواراتها صرحت بأنها كانت تخرج من المنزل تحت إصرار المقربين منها، وبعد خروجها تشعر بسعادة ومتعة تجعلها تتساءل لما تقضي كل هذا الوقت في المنزل؟ كما لا تحب المشي في الشارع وحدها، فهو أمر صعب عليها، يجب أن يكون هناك شخص بجانبها.
تحب النظام، لكن لا تعرف التعامل معه، فهي كما ذكرت، تشعر بسعادة كبيرة لا مثيل لها، بمجرد دخولها أي مكان منظم ومرتب، لكن هذا لا يستمر سوى فترة قصيرة، لتقوم بعدها بلخبطة كل شيء.
لا تحب القطط أو الكلاب، لأن الكلاب كانت تطاردها في صغرها، ورأت قطة في السابق أكلت أنف صاحبتها التي ربتها، تكره الظلمة ولا تنام إلا والنور مضاء، خجولة رغم كل تلك الجرأة على الشاشة، وتستاء حين تنسى مكان شيء يخصها، لأنه دليل على عدم تركيزها.
لا تجد في التمثيل صعوبة، بل في الحياة الفنية الشاقة والمتعبة، لأن الفنان يجب أن يحافظ على مستواه، ويظل الجمهور متقبله، وفي حال قدم عمل لم يتجاوب معه يتأزم جدا.
وبرغم كل شيء ظلت تحب لحظات حياتها المقرونة بالفن، الحلو منها والمر، وحين سألت عن شعورها وهي تشاهد أعمالها السابقة أجابت: «بحس بإحساس غريب.. كأني مش عايشة على الأرض.. زي ما يكون رجليا فوق الأرض بمترين.. ثلاثة.. عشرة.. يعني بين السما وبين الأرض.. ما بحسش بحقيقة الدنيا».