أظهر استطلاع للرأي في تونس استمرار ارتفاع نسبة الثقة في الرئيس، قيس سعيد، إلى 64%، فيما تصدر زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، قائمة الشخصيات التي لايثق فيها التونسيون بنسبة 89%.
في غضون ذلك، أعلنت خمسة أحزاب تونسية تشكيل جبهة سياسية جديدة تحت اسم “جبهة الخلاص” تضم أحزاب حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة وتونس الإرادة وأمل.
ودعت الجبهة الجديدة إلى حوار سياسي بهدف تشكيل ما سمته بحكومة إنقاذ وطني تعارض حكومة الرئيس قيس سعيد.
فيما أقر زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، بتحمل حركته جزءا من المسؤولية لما آلت اليه الاوضاع في تونس، كما دعا لتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية خلال الستة
وبحسب متابعين فإن تصريحات زعيم النهضة تندرج في إطار تهدئة الغضب الشعبي من الحركة بعدما ارتفعت حدته خلال العشر سنوات الماضية.
وطالب الغنوشي في مقابلة مع صحيفة فرنسية بتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون الستة الاشهر المقبلة، مع عودة البرلمان بمهام محددة.
ويرى مراقبون أن تصريحات الغنوشي تأتي في الوقت الضائع ومع تمسك الرئاسة بالمضي قدما بخارطة الطريق المستندة لاجراءات الخامس والعشرين من يوليو الماضي.
وتعيش حركة النهضة منذ أشهر انقسامات حادة بعد اتخاذ الرئيس سعيد اجراءات ضد البرلمان التي كانت تسيطر على اغلبيته الحركة وحلفاء لها وسط اتهامات للحركة بتحمل مسؤولية تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد .
في هذا السياق، قال الوزير السابق والقيادي بحركة الشعب، محمد المسليني، إن تصريحات الغنوشي تأتي في محاولة للبحث عن دعم دولي، سبق وأن بحث عنه بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيد، كما تهدف لمحاولة إرباك الوضع العام في البلاد.
وأضاف أن الغنوشي لا يريد حتى الآن أن يقتنع أنه “أكثر رجل مكروه في تونس”، وأن حركة النهضة خرجت من قلوب التونسيين، وأن التصريحات الأخيرة هي محاولة فاشلة لتصدر المشهد، خاصة مع الجبهة الجديدة التي تم تشكيها، وهي جبهة لا وجود لمكوناتها في الشارع التونسي باستثناء بعض الموالين للنهضة، وهي أحزاب افتراضية.
وأشار إلى أن المشكلة ليست في تلك المجموعات، بل في ضرورة الذهاب إلى حل وطني، وأن يقود الرئيس حوار وطني شامل يضمن الذهاب إلى المرحلة المقبلة بالتشارك مع الأطراف الداعمة لقراراته الأخيرة لقطع الطريق على العودة لما قبل القرارات الاستثنائية.
ودعا الرئيس التونسي إلى الإسراع والمشاورات من أجل سلامة الاستفتاء المزمع في 25 يوليو.
فيما أوضح الكاتب والباحث السياسي، بلحسن اليحياوي، أن النخبة السياسية التي تصدرت المشهد السياسي التونسي خلال العقد الماضي رفضها التونسيون بعد أن أدركوا أنهم لا يمكنهم تقديم أي شيء، مؤكداً أن قرارات الرئيس ما كانت لتنجح لولا تكدس التونسيين في وجه تلك المنظومة السياسية الفاسدة.
وأشار إلى أن رغم كل الصعوبات إلا أن جزء كبير من التونسيين يؤمن بأن الرئيس قادر على إحداث تغيير نوعي في الحالة التونسية
