رهانات أردوغان الخاسرة في إدلب تهدد بشبح «محاولة انقلاب جديدة»

يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أدرك حجم رهاناته الخاسرة في سوريا، بحسب محللين عسكريين بريطانيين، وأنه يتمسك حاليا بالتهديد والتحذير انتظارا لعقد قمة دولية خماسية تجمع الرئيس الروسي بوتين، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع أردوغان، ويسعى لعقد القمة في الخامس من الشهر المقبل مارس / آذار، استنادا إلى تحذيره من «كارثة إنسانية» ونزوح الآلاف من سكان إدلب باتجاه الحدود التركية.. بينما نفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن نزوح مئات آلاف السوريين من إدلب باتجاه الحدود التركية، في منطقة تبقي فيها القوات التركية على مواقع مراقبة، وقالت إنها تقارير كاذبة، وحثت أنقرة على السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى في سوريا.

 

«التهديد بالاجتياح».. ورقة أردوغان الأخيرة

ويرى الخبير العسكري البريطاني، جنرال متقاعد، ألبرت سكاربرو، أن الرئيس التركي، يلقي بورقته الأخيرة على الطاولة وهي «التهديد بالاجتياح»، وربما يحاول ابتزاز روسيا بقطع محتمل للعلاقات الروسية التركية، وهو أمر مستبعد، وليس أمامه الآن سوى ترقب عقد قمة خماسية في اسطنبول مطلع الشهر المقبل، بينما القمة معلقة  برد إيجابي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن الواضح أن احتمال عقد قمة قيد البحث حتى الآن.

 

  • وفشل مسؤولون أتراك وروس في التوصل إلى حل يوقف الاشتباكات خلال عدة جولات من المحادثات، وتوجّت أمس باتصال هاتفي بين الرئيسين التركي والروسي اللذين يعدّان لاعبين رئيسيين في النزاع.. وأكد أردوغان خلال المحادثة،«ضرورة كبح النظام السوري في إدلب، وأن الأزمة الإنسانية يجب أن تنتهي»، ومن جانبه، أعرب الرئيس بوتين خلال الاتصال عن «قلقه البالغ» إزاء «الأعمال العدوانية» للمتطرفين  في منطقة إدلب.

 

الخيار المتاح أمام أردوغان.. «فقدان ماء الوجه»!

ويستبعد الخبراء في شؤون الشرق الأوسط أن يغامر الزعيم التركي بحرب كبرى، قد تنقلب في النهاية ضده. وحتى في حالة شن عملية عسكرية، فإن خطر الهجوم على القواعد الروسية يبقى ضئيلا، كما يرى كبير الباحثين في مركز دراسات الشرقين الأدنى والأوسط بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه بولديريف… وقال: بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، نهاية العام 2015، فإن تركيا، حتى لو قررت مهاجمة أهداف سورية، فستقوم بذلك بأكبر قدر ممكن من الدقة. فعلى الأرجح لن يقدم أردوغان على تعميق تصعيد العلاقات مع روسيا. مع أن هذا ليس مستبعدا تماما.. ويتوقع رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية المبتكرة، كيريل سيمينوف، أن تعرض روسيا على أنقرة إنشاء شريط أمني ضيق في شمال إدلب، على طول الحدود، أي سحب القوات إلى ما وراء الخطوط التي تحتلها الآن، وإنشاء «جيتو» للنازحين، يشبه تماما وضع قطاع غزة ، ويعني هذا الخيار بالنسبة لأردوغان فقدان ماء الوجه، لذلك يريد إبقاء الجزء الأكبر من المحافظة، وربما عاصمتها تحت سيطرته.

 

فشل أهداف أردوغان في إدلب

ويؤكد الباحث الروسي، غيفورغ ميرزايان، فشل محاولات أنقرة حل مشكلة إدلب، (التي لا تقتصر على إعادة قوات الأسد إلى المواقع التي كانت تشغلها في ديسمبر/ كانون الأول، إنما وقف الهجوم السوري ورسم خط جديد فاصل على أساس الوضع الراهن)، من خلال المفاوضات مع موسكو، ولكن، لسوء حظ أردوغان، لا يتحقق، اليوم، لا الهدف الأول ولا الثاني. فالأسد، يؤكد استعداده لمواصلة الهجوم، وموسكو لا تكتفي بتبيان ثمن قطع العلاقات بالنسبة لتركيا (على سبيل المثال، من خلال لقاء وزير الدفاع سيرغي شويغو عدو تركيا في ليبيا المارشال خليفة حفتر)، بل وتصف عملية أنقرة المحتملة في سوريا بأسوأ سيناريو (على حد تعبير دميتري بيسكوف في إجابته عن أسئلة الصحفيين)، مبينة أن تركيا إذا شنت هجوما، فلن تواجه فقط الجيشين السوري والإيراني (طهران، بالطبع، لن تتخلى عن حليفتها في محنتها)، إنما والجيش الروسي.

 

وهنا ـ بحسب تحليل  «ميرزايان» ـ  يجد أردوغان نفسه في وضع لا يعجبه إطلاقا… فإذا لم يبدأ الحرب في إدلب وسلّم المحافظة للأسد، فسوف يخسر الكثير. سيخسر، مثلا، شعبيته. فسوف يتهم القوميون الأتراك أردوغان بالضعف والتخلّي عن الطموحات التركية العظيمة..أما إذا بدأ أردوغان عملية عسكرية في إدلب، فلن يخسر الكثير، إنما كل شيء، أي سلطته، وربما حياته.. وقال: يمكن للجيش التركي، بالطبع، سحق الجيش السوري، لكنه لن يستطيع مواجهة تحالف سوري إيراني روسي على الأراضي السورية، سيحصل أردوغان، بعد دخوله الحرب على أرضٍ أجنبية، على مئات التوابيت، والحد الأدنى من دعم حلفاء الناتو، بالإضافة إلى انخفاض حاد في شعبيته.

 

شبح «انقلاب جديد» يهدد أردوغان 

وعلى نفس المسار.. يتوقع المحلل السياسي الروسي،إيغور سوبوتين، انقسام النخبة التركية حول عمليات أنقرة في سوريا، مما قد يفتح الباب لحدوث انقلاب جديد على سلطة أردوغان.. وتوقعات الانقلاب الداخلي ضد أردوغان، وردت أيضا  في التقرير الصادر عن مؤسسة RAND   للتحليل، والمعنون بــ «نهج تركيا القومي»، عن احتمال حدوث انقلاب جديد في تركيا، وهو ما أكده مصدر تركي مطلع على المناقشات الدائرة داخل الأوساط الحكومية..وتتحدث دراسة راند، التي شغلت حوالي 300 صفحة، عن حالة توتر في دوائر الجيش التركي.

 

وفي هذا الصدد، قال مصدر تركي لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إن الكل يناقش هذا الموضوع، لأنهم يعتقدون بأن التقارير التي تعدها مؤسسة راند إما تعكس السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو يمكنها تغييرها، ومع ذلك، فهناك من لا يأخذ ما تنشره راند على محمل الجد، لأن لدى الجيش التركي بنية أكثر انغلاقا من أن يكون ممكنا الحكم على المزاج السائد فيها بدقة.. ومن جانبه نفى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو ـ في تصريحات لصحيفة «حريت» التركية ـ  أن يكون هناك منظمة أو أحد في تركيا قادرا على القيام بانقلاب، ولفت الوزير الانتباه إلى أن الحكومة مستعدة لمثل هذا السيناريو.

 

محاولة انقلاب أخرى.. غير  مستبعدة

ومع ذلك، كتب الصحفي في جريدة «صباح» التركية، حسن يلتشين، في عموده، عن وجوب أن يؤخذ تقرير «مؤسسة راند» الأمريكية، على محمل الجد، لأن مؤسسة التحليل تقدم المشورة للوكالات الحكومية في الولايات المتحدة..وقال «يلتشين» : لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى هذه المسألة من خلال نظرية المؤامرة، إذا كنتم لا ترون أن هذا كله يتم تنسيقه من مركز واحد، فليس لدي ما أضيفه، لا تفاجأوا إذا جرت محاولة انقلاب أخرى.. ويرى الكاتب في صحيفة «يني شفق» التركية، يوسف قبلان، أن الانقلاب التالي لن يقوم به مؤيدو الداعية فتح الله غولن، إنما الكماليون والجماعات العلمانية في القوات المسلحة التركية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]