روبرت فورد: بايدن ليس كارتر.. ومصيره يعتمد على انحسار كورونا

يرفض سياسي أمريكي بارز، المقارنة بين الرئيسين من الحزب الديمقراطي،  الرئيس الحالي جو بايدن،  والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.

وقال  خبير الدراسات السياسية والاستراتيجية، روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق لدى سوريا والجزائر، والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إنه لا وجه للمقارنة.

وأضاف فورد، كانت الأنباء في الولايات المتحدة سيئة بالنسبة للرئيس جو بايدن منذ أسابيع، لقد وعد بإعادة بناء أمريكا، وجلب الخبراء إلى إدارته ممن يعرفون كيفية إدارة الوزارات الحكومية بحكمة، على عكس فريق الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي جلب الفوضى طوال الوقت.

فشل كورونا

وقال فورد، غير أن ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة هو فوضى الانسحاب من أفغانستان، وهنا في الولايات المتحدة، قال بايدن في يوليو/ تموز الماضي، إنَّ أمريكا قد تجاوزت وباء فيروس كورونا، لكن الآن في أكتوبر/تشرين الأول لا تزال هذه مشكلة كبيرة للغاية.

وأوضح أنه في بعض الولايات، مثل إيداهو وأوكلاهوما، توقف المستشفيات الإجراءات الطبية الروتينية، لأن جميع الأسرّة والفرق الطبية مشغولة بمرضى الفيروس. تصور أنك تحتاج إلى عملية للسرطان ولا تستطيع إجراءها. كما تعاني مدارس كثيرة أيضاً. ففي بلدتي، قبل أسبوعين، أصيب 72 طالباً من أصل 190 طالباً بالفيروس.

ارتفاع الأسعار

يبدو أن الوباء بلا نهاية، والأمريكيون منهكون، وإذا ذهبت إلى مركز التسوق للهروب، فإن كل شيء أغلى ثمناً، مثل الملابس، والأجهزة الإلكترونية، والطعام. إن ارتفاع الأسعار أمر سيئ بصورة خاصة بالنسبة للطاقة.

وقد حذرت الحكومة المواطنين الأسبوع الماضي من أن تكلفة تدفئة منازلهم سترتفع بمقدار 50% مقارنة بالعام الماضي، وأسعار البنزين هي الأعلى منذ سبع سنوات، أما في واشنطن، فإن الحزب الديمقراطي منقسم حول مبادرات الرئيس بايدن لإعادة بناء البنية التحتية وتوسيع البرامج الاجتماعية. ولقد أجبر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس بايدن على التخلي عن جزء رئيسي من خطته للبنية التحتية لتسريع استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وبالتالي وضع وعود بايدن بشأن مواجهة الاحتباس الحراري في خطر.

مقارنة غير منصفة

ظهرت مقارنات على وسائل الإعلام بين جوزيف بايدن وجيمي كارتر، الذي تولى رئاسة البلاد لفترة ولاية واحدة فقط للديمقراطيين.

وقال دونالد ترامب «الأب»، الذي سوف يترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، إن المقارنة بين كارتر وبايدن غير منصفة تماماً بالنسبة لكارتر، ذلك لأن بايدن أسوأ كثيراً، فقد أطلق دونالد ترامب «الابن» على بايدن مسمى «جيمي كارتر النموذج 2.0».

كما تحذر استطلاعات الرأي الديمقراطيين أيضاً. وفي الأسبوعين الماضيين، تشير الاستطلاعات إلى أنه بعد 9 أشهر من تولي بايدن مسؤولية البيت الأبيض، نحو 45% من الأمريكيين يوافقون على أداء بايدن، و50% هم من المعارضين له.

الرياح السياسية

وحصل كارتر، الذي خسر انتخابات 1980 بشكل سيئ، على موافقة 55% من الأمريكيين بعد مرور 9 أشهر في السلطة، واعترضت عليه نسبة 30% فقط. غير أن الأمر الأكثر خطورة بالنسبة للحزب الديمقراطي هو أن العناصر الرئيسية في تحالف بايدن السياسي، خاصة الناخبات من النساء والناخبين السود، تشير إلى تراجع الدعم لهذا الرئيس وللديمقراطيين.

ولهذا السبب؛ سيتوجه باراك أوباما إلى ولاية فرجينيا لمساعدة حاكم الحزب الديمقراطي في حملته الانتخابية. وقد فاز بايدن بولاية فرجينيا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020 من دون صعوبة، لكن وجود أوباما صار مطلوباً بشدة الآن.

وقال “راجعوا نتائج الانتخابات، التي جرت في 2 نوفمبر في فرجينيا، لتقفوا على حقيقة الرياح السياسية في الولايات المتحدة”.

بايدن ليس كارتر

ولكن بايدن ليس جيمي كارتر، كارتر جاء إلى واشنطن من دون خبرة في العاصمة، كان بايدن سيناتوراً جديداً عندما كان كارتر رئيساً، وأمضى بايدن أربعين عاماً في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض بعد رحيل كارتر. ولدى بايدن خبرة طويلة من العمل مع مؤسسات مثل الكونجرس، ومع جميع الإدارات الحكومية. إنه يعرف كيف يعقد الصفقات السياسية. لم يكن كارتر صانعاً جيداً للصفقات. بطبيعة الحال، تغير وجه واشنطن كثيراً إبان الأربعين عاماً الماضية، وأصبحت الساحة السياسية الآن أكثر صعوبة وأقل تهذيباً.

تساؤلات حول جدوى حكم بايدن

وتساءل العديد متشككين في جدوى حكم بايدن، وبشكل خاص في مجال السياسة الخارجية. (في مذكراته، كتب وزير الدفاع السابق غيتس عن شخصية بايدن التي كان من السهل الإعجاب بها، ولكن بايدن كان مخطئاً في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي تقريباً على مدى أربعة عقود قضاها في واشنطن).

من الأهمية بمكان أن نتذكر أن الناخبين الأمريكيين لا يبالون بالسياسة الخارجية ما لم تحدث كارثة كتلك التي ألمت بالرهائن الأمريكيين في إيران أثناء الفترة بين 1979 – 1980. بدلاً من ذلك، فإن سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونجرس والبيت الأبيض تعتمد بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، والاقتصاد أفضل بكثير الآن مما كانت عليه الأوضاع خلال عهد كارتر.

الاقتصاد في صالح بايدن

وتابع فورد في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: عندما فاز رونالد ريجان بنصر ساحق على جيمي كارتر في عام 1980، كان تضخم الأسعار يبلغ 13%، أما في أمريكا الآن فإنه يبلغ 5.5% فقط. ويتوقع البنك المركزي انخفاض تضخم الأسعار عبر العامين المقبلين.

وكان سعر الفائدة على القروض المصرفية بنسبة لا تُصدق بلغت 20%، أما الآن فهي لا تتجاوز 3% فقط. وفي عام 1980 بلغت البطالة نسبة 6% مع الارتفاع، وعندما تخرجت من الجامعة عام 1980، كان من الصعب العثور على وظيفة. وفي عام 2021، بلغ معدل البطالة 4%، وتبحث الشركات عن عمال جدد وتدفع أجوراً أعلى.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يدعمون البنية التحتية والبرامج الاجتماعية، التي يرغب بايدن في تنفيذها.

تحديات المستقبل

إن جزءاً من مصير بايدن يعتمد على انحسار الوباء، فضلاً عن ذلك، إذا ما نجح بايدن في توجيه الديمقراطيين في الكونجرس نحو تمرير التشريعات لبرامجه الضخمة، فسوف يبدو قوياً مرة أخرى، ولكن إذا ظل الديمقراطيون منقسمين وفشلوا في الكونجرس، فقد نشهد عام 1980 يطل علينا مرة أخرى.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]