روحاني يزور بغداد.. إيران تبحث عن طوق النجاة في العراق
في تطور ملحوظ للعلاقات الإيرانية العراقية، وفي دلالة واضحة على الرغبة الإيرانية في توطيد علاقاتها بالأخيرة، وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة العراقية، صباح الإثنين، في زيارة رسمية، لأول مرة منذ توليه منصبه في العام 2013.
وقال الرئيس الإيراني، قبيل مغادرته مطار مهرآباد في طهران، إن “العلاقات بين إيران والعراق، هي علاقات خاصة، لا يمكن مقارنتها مع تلك التي تقيمها الولايات المتحدة” مع بغداد، في محاولة لكسب الصف العراقي في معركته مع الولايات المتحدة.
وتأتي زيارة روحاني لبغداد وسط ضغوط أمريكية على الأخيرة للحد من علاقاتها مع إيران، خصوصا في مجال استيراد الطاقة.
وأثارت هذه الزيارة العديد من التساؤلات حول أهداف الزيارة التاريخية للرئيس الإيراني لبغداد، خاصة أن الأولى تتعرض لعقوبات أمريكية، ومحاولات لتحجيم مواردها الخارجية، في أعقاب انسحاب أحادي الجانب لواشنطن من الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه قبل ثلاث سنوات.
وبحسب المحلل السياسي، هشام الهاشمي، فإن زيارة روحاني تأتي “لمناقشة مسائل محددة”، وتحديدا مسألة التبادلات التجارية، وموضوع تخفيفها بالعملة المحلية العراقية، وإيجاد سبل أخرى على غرار ألمانيا وبريطانيا، أي عملة أوروبية بديلة للتحايل على العقوبات الأمريكية”، في ظل النفوذ الإيراني الذي تمتلكه إيران في العراق.
ولإيران نفوذ واضح في بغداد، التي حصلت على إعفاء مؤقت من الولايات المتحدة، بشأن العقوبات الأمريكية، وذلك من خلال الفصائل المسلحة والأحزاب الشيعية المقربة منها، كما إنها تعد ثاني أكبر مصدر للعراق للعديد من المنتجات تبدأ من الأجهزة الكهربائية، مرورا بالخضار، ووصولا إلى السيارات والغاز.
وقال روحاني: إن “إيران والعراق تخططان لرفع مستوى التبادلات التجارية السنوية من 12 مليار دولار سنويا حاليا إلى 20 مليار دولار”.
وأفاد مراسلنا في بغداد، محمد فاضل، بأن روحاني يركز على كيفية خروج إيران من الحصار الأمريكي الذي يفرض عليها، لذلك يسعى إلى إيجاد حالة من التبادل التجاري مع العراق، مشيرا إلى إنها فرصة كبيرة لإيران، للخروج من هذه العقوبات.
وأضاف مراسلنا، أن الحكومة العراقية لا يوجد لديها أي مشكلة في التبادل التجاري مع إيران، مشيرا إلى أن هناك مطالبات أن يكون التبادل التجاري بين العراق وإيران، بالدينار العراقي، وبالتالي ستكون فرصة لصعود الدينار على المستوى الاقتصادي.
وقال مراسلنا، إن هناك أصوات عراقية على المستوى الشعبي ترفض أن يكون العراق أداة في إطار الصراعات بين أمريكا وإيران.
ومن المقرر أن يلتقي روحاني خلال زيارته، نظيره العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء عبدالمهدي، والمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، فهل تنجح تلك المحاولات الإيرانية لكسر الحصار المفروض عليها من الولايات المتحدة؟
