روسيا تصنف مجلس تتار القرم «منظمة متطرفة»
صنف القضاء الروسي، اليوم الثلاثاء، مجلس تتار القرم «منظمة متطرفة»، مؤكدًا بذلك حظر هذا المجلس في شبه الجزيرة.
وتتار القرم مجموعة من السكان المسلمين يعارضون سلطة موسكو منذ ضمها شبه الجزيرة في اذار/مارس 2014.
وأوقفت أنشطة المجلس بحكم الأمر الواقع منذ 13 أبريل/نيسان، بعد صدور قرار من المدعية العامة للقرم نتاليا بوكلونسكايا التي اتهمته بممارسة «أنشطة متطرفة» و«مزعزعة للاستقرار»، والثلاثاء أكدت المحكمة العليا في شبه جزيرة القرم هذا القرار، مؤكدة حظر المجلس.
وقال محامي مجلس تتار القرم جميل تيميشيف لوكالة فرانس برس «ان الامر لا يتعلق بقرار قانوني، بل بقرار سياسي. ان القرار غير قانوني والانشطة المتطرفة للمجلس لم يتم اثباتها». وأضاف أنه يستأنف هذا القرار امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وقال رئيس مجلس التتار في مؤتمر صحافي في كييف ان “محتلي القرم يفعلون ما في وسعهم لسحق التتار في شبه الجزيرة نهائيا، ولكي يصمت الجميع”، معلنا ان المجلس سيعقد جلساته من الان فصاعدا في العاصمة الاوكرانية.
وعارضت غالبية تتار القرم ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد استفتاء اعتبرته كييف والغرب غير قانوني.
وندد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بقرار السلطات الروسية، واصفا اياه بانه “اجرامي” وفق ما افاد مكتبه الاعلامي، وذلك اثر اجتماعه مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك.
واعتبرت وزارة الخارجية الاوكرانية في بيان ان “هذا القرار القمعي غير المسبوق هو الدليل الفاضح على الاضطهاد المنهجي للشعب التتاري في القرم”.
من جهته، عبر الامين العام للمجلس الاوروبي ثوربيورن ياغلاند عن قلقه لقرار السلطات الروسية، معتبرا انه يمثل “خطرا جديا جدا” لتصاعد اضطهاد تتار القرم.
وعبر نائب رئيس مجلس التتار نريمان دجيليال عن قلقه، قائلا “اليوم تم وضع الية لقمع اي تتاري في القرم لا ترضى عنه السلطات. يكفي تصنيفه على انه مؤيد للمجلس”.
وقبل حظره، كان المجلس يعمل في اجواء صعبة، فيما ابعدت السلطات الروسية عددا كبيرا من اعضائه من شبه الجزيرة، بينهم القائد التاريخي لتتار القرم مصطفى جميليف.
ويعتبر المجلس ممثلا لمجموعة تتار القرم الذين يشكلون بين 12 و 15 في المئة من سكان شبه الجزيرة، وذلك منذ 1991، عام سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال اوكرانيا التي كانت القرم تتبع لها.
واغلقت السلطات الروسية ايضا العام الماضي قناة التتار التلفزيونية “اي تي ار”.
وكان الزعيم السوفياتي ستالين يتهم تتار القرم بالتعاون مع المانيا وقام بتهجيرهم الى آسيا الوسطى نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد لقي نصفهم مصرعهم جوعا وبسبب الامراض.
وبدأ التتار يعودون الى القرم في عهد ميخائيل غورباتشوف واصبحوا مواطنين اوكرانيين بعد استقلال اوكرانيا في 1991.