منذ تولي فلاديمير بوتين السلطة عام 2000 عمل على إعادة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط، إلا أن ثورات ما يسمى بالربيع العربي تعد الحدث الرئيسي، الذي حفز موسكو على الانخراط أكثر فأكثر وبنشاط أكبر في الشرق الأوسط.
العديد من المراقبين يرون أن الكرملين كان ينظر إلى الربيع العربي على أنه نتيجة لمحاولة واشنطن قلب التوازنات في المنطقة لصالحها عبر تغيير الأنظمة السياسية.
ومنذ ذلك الوقت يتواصل سعي روسيا للانخراط أكثر في أزمات الشرق الأوسط، حيث أصبح بوتين ضيفا شبه دائم على القمم والمؤتمرات التي تتعاطى مع تلك الأزمات.
فمثلا في قلب الأزمة السورية نجد بوتين حليفا للرئيس السوري، بشار الأسد، بل وممسكا بمفتاح الحل منذ تدخله العسكري في سوريا عام 2015.
وفي المشهد الليبي، نجد بصمات واضحة لبوتين، حيث فرض نفسه على طاولة أي حوار لإنهاء ذلك الصراع، فاتحا قنوات اتصال مع أطراف الأزمة كافة، وثمة أيضا رغبة روسية لتوسيع دور موسكو في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فروسيا عضو أساسي في اللجنة الرباعية الدولية، ولديها علاقات وطيدة مع طرفي الصراع.
كما أن روسيا تحافظ على علاقات جيدة مع إيران، ومع دول الخليج في نفس الوقت على مستوى استراتيجي، حيث أعلنت موسكو استعدادها أكثر من مرة لوساطة روسية بين طهران ودول الخليج بهدف تطبيع العلاقات بينهما.
كذلك تستخدم موسكو كافة الأدوات المتاحة لديها، لترسيخ نفوذ عملي في المنطقة العربية وفي مقدمتها مبيعات الأسلحة الروسية، التي تقدر بملياري دولار سنويا لدول المنطقة.
كما أن حرص روسيا على إتمام صفقة إس 400 لتركيا يعتبر اختراقا صريحا لحلف الناتو.
فضلا عن الترحيب الروسي المستمر لفتح مخازن أسلحتها إلى دول عربية عدة في الشرق الأوسط منها مصر والإمارات والجزائر.
