روسيا وأوكرانيا.. نزاع يتجاوز حدود البلدين

طبول الحرب تدق مجددًا بين روسيا وأوكرانيا، وسط ترقب دولي وتهديدات أوروبية صريحة. إذ شهدت الأسابيع القليلة الماضية توترًا على الحدود الأوكرانية – الروسية، لا سيما مع دفع روسيا بعشرات الآلاف من الجنود إلى الحدود مع أوكرانيا، وأشارت تقارير أوروبية إلى أن موسكو تنوي شن هجومًا عسكريًا على أوكرانيا مطلع العام القادم.

ويحارب متمردون مدعومون من روسيا في منطقة دونباس الحدودية ضد قوات الجيش الأوكراني منذ عام 2014.

وزاد التوتر في الآونة الأخيرة مع حشد روسيا قوات عند الحدود، وطالبت موسكو بضمانات بشأن عدم توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وعدم نشر أسلحة بالقرب من روسيا.

ووسط هذا التوتر على الصعيد العسكري، يقول الجانب الروسي أن هناك اضطهاد للمتحدثين بالروسية خارج حدود روسيا، الذين يعيش كثير منهم بمنطقة دونباس، شرقي أوكرانيا.

 

 

الموقف الأمريكي

تترقب الولايات المتحدة الأمريكية الأوضاع بين موسكو وكييف عن كثب، ولوحت بفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا حال اتخاذ أي موقف تصعيدي ضد أوكرانيا.

وأثارت التصريحات الأوكرانية حول إرسال روسيا دبابات ومدفعيات وقناصة إلى الجبهة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، حفيظة الإدارة الأمريكية.

رد الكرملين

وعلى الصعيد الآخر، نفى الكرملين وجود نية للتصعيد العسكري ضد أوكرانيا.

وكان قد أكد مسبقًا أن تحركات الجيش لا تمثل تهديدًا لأحد.

فيما حذر بوتين الغرب من تجاوز “الخطوط الحمراء” لروسيا بشأن أوكرانيا.

ووصف بوتبن سياسة أوكرانيا في دونباس، بـ” الإبادة الجماعية“، وهي كلمات تخشى كييف أن تكون ذريعة للغزو.

لكن تلك التطورات لم تمنع الرئيس الروسي من الاتفاق مع نظيره الأمريكي مؤخرا على إجراء مزيد من المحادثات، وقال بوتين  إنه يرغب في لقاء بايدن وجها لوجه.

 

 

تخوفات أوكرانية

لا يزال التوتر يسيطر على الأوضاع الأوكرانية، إذ صرح وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، بأن الوقت الأكثر ترجيحًا للوصول إلى الاستعداد للتصعيد سيكون نهاية شهر يناير/كانون الثاني”.

فيما أكدت المخابرات الأمريكية أن نحو 175 ألف جندي روسي من الممكن أن يشاركوا في هذه التحركات في وقت مبكر من يناير/ كانون الثاني.

وأكد مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، أن الرئيس الروسي يضع الأجهزة الأمنية والجيش في المكان الذي يتيح لهم التصرف بطريقة شاملة حال حدوث تصعيد أوكراني.

 

الناتو يتحدى روسيا

وفي تحدٍ واضح لروسيا، أعلن حلف الناتو أنه مصمم على الاستمرار في التوسع شرقا ويرفض مطالب روسيا لاستبعاد انضمام أوكرانيا إليه.

وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أثناء مؤتمر صحفي عقده الخميس، في بروكسل، في أعقاب اجتماع بينه والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: “يواصل الناتو عملية التوسع، وقد انضم إليه الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية رغم احتجاجات روسيا”.

وشدد ستولتنبرج على أن الناتو لن يقدم تنازلات إلى روسيا التي تطالبه بمراجعة الوعد الذي قدمه الحلف في قمته في العاصمة الرومانية بوخارست في أبريل 2008 بمنح أوكرانيا وجورجيا العضوية فيه مستقبلا.

وأكد أن ليس لدى موسكو أي حق في اتخاذ قرارات بشأن انضمام دول ذات سيادة مثل أوكرانيا للحلف.

 

 

تهديدات أوروبية

ووجه قادة الاتحاد الأوروبي رسالة “رادعة” لروسيا وتحذيرها من “عواقب وخيمة وثمن غال” حال أقدمت على غزو أوكرانيا.

وأقروا إعلانا أكدوا فيه دعمهم “الكامل لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.

ودعا الإعلان إلى “تخفيف حدة التوتر الناجم عن التعزيزات العسكرية الروسية” على الحدود مع أوكرانيا وإلى الانخراط في محادثات دبلوماسية من خلال آلية موضوعة أساسا بمشاركة باريس وبرلين وكييف.

وحذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلًا، “يجب على روسيا نزع فتيل التوترات وتجنب أي عمل عدواني ضد أوكرانيا، لأننا متحدون في دعم سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية”.

وأكد بوريل أن “أي عمل عدواني سيكون له ثمن سياسي واقتصادي باهظ”.

 

كيف يرى الخبراء الأزمة؟

استبعدت مرح البقاعي، المستشارة في السياسات الدولية دخول حلف الناتو وروسيا في مواجهة عسكرية مباشرة بسبب الأزمة الأوكرانية، وأكدت أن أوروبا ستمنع حدوث ذلك.

ورغم استبعادها وقوع مواجهة عسكرية، إلا أنها أكدت، في تصريحات لبرنامج وراء الحدث عبر شاشة الغد، أن الأزمة الحالية بين روسيا والغرب هي الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أن موسكو تحشد 175 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا.

وأوضحت الخبيرة أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 نتج عنه ما يقارب من 14 ألف قتيل، وما يزيد عن 1.5 مليون لاجئ، مشيرة إلى أن الغرب لا يريد تكرار هذا السيناريو، وأن هناك تحذيرات قوية للروس من أي مواجهة عسكرية مع أوكرانيا.

 

 

فيما يرى أندريه مورتازين، الباحث السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو يهدد أمن روسيا القومي.

وأضاف الباحث السياسي، في تصريحات لقناة الغد، أن الضمان الرئيسي كي لا يتطور هذا النزاع هو عدم انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو.  وقال “روسيا لا تريد أن تكون على خط المواجهة مع الناتو”.

وأشار مورتازين، إلى اتفاق قديم كان بين الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان والروسي الأسبق ميخائيل جورباتشوف بعد انهيار جدار برلين بألا يمتد حلف الناتو أو يتوسع صوب الحدود الروسية.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي يعترض على نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة في دول الجوار مثل لاتفيا وإستونيا وليتوانيا وأوكرانيا وبقية دول البلطيق.

وكانت روسيا قد رفضت قبل أعوام نشر الولايات المتحدة صواريخ “إم. كيه. 41” في دول أوروبية على حدودها خاصة في دولتي رومانيا وبولندا، لما تعتبر موسكو انتهاكًا لمعاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وتسعى روسيا إلى أخذ الضمانات المكتوبة بألا تستخدم الأسلحة في الهجوم.

وتابع، روسيا تعارض اقتراب حلف الناتو من حدودها، ورغم أن بعض دول الحلف على تماس مع الحدود الروسية، إلا أن الوضع يختلف مع الحالة الأوكرانية.

وأشار إلى أنه حال امتدت البنية التحتية لحلف الناتو في هذه المنطقة، وانتشر التسليح على الحدود، فقد يبلغ زمن وصول الصاروخ إلى موسكو من حدود أوكرانيا 5 دقائق، وهو غير مقبول، بينما كان زمن وصول الصاروخ من بولندا أو رومانيا  10 دقائق. بما يعني أن التهديد يقترب من موسكو على حد قول الباحث الروسي.

 

 

مراسلو الغد يرصدون المستجدات

وقال مراسل الغد من بروكسل، إن جوزيب بوريل، أكد أن العقوبات التي ستفرض على روسيا حال التصعيد العسكري ضد أوكرانيا تطال المؤسسات العسكرية وصناعية، فضلًا عن رجال الأعمال على علاقة مباشرة مع الكرملين، ومسؤولون لهم علاقة وثيقة بالحشود العسكرية في شبه جزيرة القرم.

وأوضح أن بوريل لوح بقطع العلاقات الدبلوماسية، فيما طرح عدد من المسؤولين الأوروبيين مسألة فرض العقوبات على روسيا في الوقت الحالي كنوع من أنواع الردع، فيما يرى آخرون أن تطبيق هذا المقترح سيكون استفزازيًا لموسكو، الأمر الذي قد يؤزم الأمور.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تواصلا مع الرئيس الروسي بشكل مباشر لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.

وفي سياق متصل، قال مراسلنا من ماريوبول على الحدود الأوكرانية، إنه تم خرق اتفاق وقف إطلاق النار بين المتمردين والجيش الأوكراني، ما أسفر عن إصابة 4 جنود أوكرانيين.

وأضاف مراسلنا، أن السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي أكد عدم تدخل الجيش الروسي في أوكرانيا، بينما يرى البعض أن موسكو لم تعط أي إنذار قبل غزة شبه جزيرة القرم في المرة السابقة عام 2014، الأمر الذي يثير القلق والشكوك حول النية الروسية التي وصفت بـ «الغامضة».

وأكد أن روسيا لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن حلف الناتو سينشر صواريخ باليستية في المنطقة على غرار بولندا، الأمر الذي دفع أمريكا لفتح باب التفاوض مع روسيا.

 

 

خياران وسط الأزمة

وترى مجلة” فورين بوليسي الأمريكية”، أن الغرب أمام خيارين بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية المتأججة، إما بالتحرك سريعا لردع روسيا أو الاستسلام وتقبل الهزيمة.

واعتبرت المجلة في تقرير لها أن” التعبئة غير العادية للقوات على طول الحدود الأوكرانية، وتسليح تدفقات المهاجرين عبر بيلاروسيا، والنفوذ الروسي المتزايد في القوقاز، كل ذلك أثبت أن موسكو مرتبطة بموقف عدائي واضح“ ضد أوكرانيا.

شبه جزيرة القرم

وتنتشر القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، المطلة على البحر الأسود والتي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، كما تنتشر قوات أخرى في دونباس.

وعلى خلفية الأحداث المتأججة منذ نحو 7 سنوات، مات أكثر من 14 ألف شخص ذلك خلال الأحداث التي اندلعت بعد استيلاء قوات مدعومة من روسيا على أجزاء واسعة من شرقي أوكرانيا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]