«روسيا والغرب».. احتمالات الحرب تتزايد في أوكرانيا

مازال التوتر سيد الموقف بين روسيا والغرب، وذلك بعد تقديم موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) اقتراحات بضمانات أمنية بشأن التوتر في أوكرانيا وتنتظر الرد.

ومن جنيف إلى بروكسل مرورا بفيينا، كان القاسم المشترك هو فشل المساعي الدبلوماسية الروسية الغربية في الوصول إلى اتفاقات حول الضمانات الأمنية، فلا روسيا أقنعت الناتو وواشنطن بمقترحاتها، ولا الغرب أبدى تفهما لمخاوف روسيا.

الموقف الروسي 

وحمل وزير الخارجية، سيرجي لافروف، حلف (الناتو) المسؤولية عن محاولة جر أعضاء جدد منهم أوكرانيا إلى صفوفه، مؤكدا أن موسكو ستواصل العمل لكي تكون مستعدة لأي سيناريو.

وأعلنت موسكو أنها ستنتقل إلى سياسات “الردع المضاد” تجاه حلف الناتو، وحذرت من أن التدهور الحالي والمستقبلي للأوضاع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة غير قابلة للتنبؤ بالنسبة للأمن الأوروبي.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، “ننتظر ردا رسميا مكتوبا من واشنطن حول الضمانات الأمنية، نحن مستعدون لأي سيناريو، خبرائنا العسكريون رفعوا تقارير للرئيس بوتين، وستنطلق روسيا من مصالح الاستقرار العالمي عند النظر في قضايا التوسع العسكري في دول أخرى”.

موسكو، التي تتمسك بمزيد من الحوار مع الغرب حول الضمانات الأمنية، لا تخفي نيتها اللجوء إلى خيارات أخرى لضمان أمنها القومي، في حال وصول مسار المفاوضات إلى طريق مسدود، حديث عن إجراءات عسكرية تقنية يرى الخبراء أنها ستضبط موازين القوى.

ويرى المحلل السياسي الروسي، أندري مورتازين، أنه من الصعب توقع شكل الرد الروسي حال فشل المفاوضات الأمنية، وقال “على الأغلب الخيارات العسكرية التقنية واردة بالنسبة لروسيا، لحماية حدودها ولردع أي تهديد غربي”.

من جانبها، قالت يلينا سوبونينا، الباحثة في معهد الدراسات الاستراتيجية، إن روسيا بإمكانها نشر قوات إضافية على حدودها مع أوكرانيا، وأيضا بإمكانها إعادة تموضع مواقع صواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى، لافتة إلى محادثات روسيا مع بيلاروسيا من أجل الاتفاق بشأن مواقع تلك الصواريخ.

الموقف الأوكراني

في المقابل، اتهمت المخابرات العسكرية الأوكرانية الأجهزة الروسية بالعمل على إعداد ما وصفتها باستفزازات ضد جنود روس متمركزين في أحد الأقاليم الانفصالية في مولدوفا بهدف اتهام أوكرانيا بالمسؤولية عنها.

وذكرت المخابرات العسكرية الأوكرانية، أن هذه الاستفزازات قد تستهدف مخازن ذخائر مدفعية تابعة للقوات المسلحة الروسية.

بالتزامن بث التلفزيون الروسي، صورا لتعبئة المزيد من القوات، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي، أن بلاده قد تنشر معدات عسكرية إذا فشلت المحادثات الأمنية مع الغرب.

وقال جهاز أمن الدولة الأوكراني، الجمعة، إنه رصد بعض الدلائل على أن الهجوم الإلكتروني الأخير على الشبكة الحكومية الأوكرانية مرتبط بمجموعات قراصنة ذات صلة بأجهزة المخابرات الروسية.

وضرب الهجوم الإلكتروني الضخم نحو 70 موقعا مساء أمس الخميس برسالة تحذير تقول للأوكرانيين، “عليكم أن تخافوا وتتوقعوا الأسوأ”، فيما جعل من المستحيل الوصول لبعض هذه المواقع صباح اليوم الجمعة، ودفع كييف إلى فتح تحقيق.

وقال جهاز أمن الدولة، في بيان، “جرى توثيق جميع تفاصيل الحادث في إطار الإجراءات الجنائية، التي تم فتحها في السابق، في هذه اللحظة، يمكننا القول إن هناك بعض العلامات التي تدلل على تورط مجموعات قراصنة مرتبطة بالأجهزة الخاصة في الاتحاد الروسي”.

الموقف الأمريكي

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، كريستيان جيمس، إن الولايات المتحدة لديها خيارات عديدة للتعامل مع روسيا حال فشل المحادثات.

وفي مقابلة مع قناة الغد، قال كريستيان جيمس، إن من الخيارات فرض عقوبات اقتصادية قاسية، وكذلك نشر قوات تابعة لحلف (الناتو) في أوكرانيا، بالإضافة لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن بلاده لم تجزم بأن روسيا اتّخذت قرارا بالتحرك عسكريا ضد أوكرانيا.

وأعرب سوليفان عن استعداد واشنطن لمواصلة اتباع النهج الدبلوماسي من أجل تعزيز الاستقرار في تلك المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد لإجراء محادثات إضافية مع روسيا بشأن أوكرانيا.

 الموقف الأوروبي 

وأعلن الاتحاد الأوروبي عن حشد كل موارده لمساعدة أوكرانيا في أعقاب هجوم معلوماتي طال مواقع إلكترونية حكومية.

وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، إن ممثّلي اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد سيعقدون اجتماعا عاجلا لمناقشة الهجوم، الذي قال إنه يستحق الإدانة، مضيفا أن أي غزو عسكري روسي لأوكرانيا سيجابه بعقوبات.

وفي ختام اليوم الثاني من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فرنسا، أكد بوريل دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ودول شرق أوروبا، التي تتعرض للتهديد من روسيا، مطالبا روسيا بخفض التصعيد والعودة للحوار.

روسيا تنفي 

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية، أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، نفى يوم الجمعة، تقارير إعلامية غربية بشأن إعداد موسكو لأعمال استفزازية في شرق أوكرانيا، ووصفها بأنها استندت إلى معلومات “لا أساس لها”.

جدير بالذكر أن مسؤول أمريكي قال في وقت سابق يوم الجمعة، إن هناك مؤشرات على أن “جهات مؤثرة روسية بدأت بالفعل في اختلاق استفزازات مع أوكرانيا في وسائل الإعلام الحكومية ووسائل التواصل الاجتماعي لتبرير التدخل الروسي وبث الانقسامات في أوكرانيا”.

وأعلن حلف شمال الأطلسي، الجمعة، نيّته توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات السيبرانية، وذلك بعد ساعات من تعرّض مواقع إلكترونية حكومية في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الجمعة، أن روسيا نشرت عناصر مدربين على المتفجرات لتنفيذ عملية “مموهة” لإيجاد ذريعة لغزو أوكرانيا.

هل تصل الأزمة لمجلس الأمن؟

قال مسؤولان أمريكيان، الجمعة، إنه إذا اختارت روسيا تصعيد الأزمة في شأن أوكرانيا، فيمكن للولايات المتحدة أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن واشنطن لا تزال تفضل تسوية الملف دبلوماسيا.

وصرح أحد المسؤولين، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، خلال مقابلة مع صحفيين، “إذا تحركت روسيا، فلن نتردد في السعي للحصول على رد مناسب داخل المجلس والدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

وأضاف أن “كل خيارات استجابة مجلس الأمن مطروحة ونناقشها مع أعضاء آخرين في مجلس الأمن ومع شركاء في نيويورك”، وتابع “ندرس الوقت المناسب لطرح الأمر في المجلس”.

وقال مسؤول أمريكي آخر، خلال المقابلة نفسها، “إذا صعّدت روسيا حدة التوتر ومسّت بجوهر المبادئ والالتزامات، التي تعهدت بها كل الدول في ميثاق الأمم المتحدة، سيكون من الواضح وجود فرصة إجراء مناقشة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وأضاف المسؤول الثاني، “سيكون مجلس الأمن الدولي مكانا يمكن أن تروا فيه نقاشا علنيا بين الولايات المتحدة وروسيا في حال اختار (الروس) طريق التصعيد، هذا واضح جدا”.

وتدارك “لكننا نفضّل، وأعتقد أن حلفاءنا تحدثوا بصوت واحد عن هذا، النهج الدبلوماسي” لحل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا.

صمت أممي

وتلتزم الأمم المتحدة الصمت الشديد حتى الآن بشأن الخلاف الدائر أساسا بين موسكو وواشنطن، العضوين الدائمين في مجلس الأمن واللذين لهما حق نقض قراراته (فيتو).

ولم يعلق الأمين العام للمنظمة، أنطونيو جوتيريش، على التوتر القائم، ولم يطلب أي من الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن حتى الآن عقد اجتماع بشأن الأزمة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]