روسيا وتركيا على خط النار في إدلب.. هل ينهار تحالف بوتين وأردوغان؟

ترصد الدوائر السياسية والعسكرية في موسكو وأنقرة خطوط التماس الساخنة  في إدلب السورية، وطُرحت التساؤلات حول إمكانية  الإنزلاق لمواجهة عسكرية غير مباشرة  ينهار معها تحالف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مع تبادل كبار المسؤولين الأتراك والروس، التصريحات النارية، واتهم كل منهما الآخر بالمسؤولية عن «خرق» اتفاق وقف التصعيد في إدلب، وهددت أنقرة بعمل عسكري إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية الحالية في وقف التوتر، وأُلحق التهديد بتصريح مباشر من إردوغان بأن موسكو «تُدير الصراع» في ليبيا.؟!

  • وكانت تقارير تركية قد أشارت إلى أن موسكو سعت عبر تصعيدها الأخير، في ريف إدلب شمال سوريا، إلى التعبير عن رفضها لاتفاق الحدود البحرية، والتعاون الأمني والعسكري بين أنقرة، وحكومة فايز السراج المعترف بها في ليبيا.
  • وترى تلك التقارير أن موسكو، غير راضية عن تزايد نفوذ تركيا في ليبيا، ليتفوق على نفوذها هناك، ومن ثم فهي تشعل جبهة ضد أنقرة في سوريا.

 

هل شارف شهر العسل  بين أنقرة وموسكو على الانتهاء ؟

وهكذا ..ألقت التطورات الدراماتيكية، التي شهدتها منطقة إدلب شمال سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية بمزيد من الأضواء، على مصير التفاهمات التركية الروسية في هذه المنطقة، وما إذا كان شهر العسل بين القيادتين الروسية والتركية، قد شارف على الانتهاء، في ظل ما يقال من تكهنات، بشأن إمكانية وقوع صدام بين البلدين، على الأراضي السورية؟! كما أثيرت، علامات استفهام كثيرة، حول مدى صمود الاتفاقات، التي أبرمتها كل من أنقرة وموسكو، في سوتشي وأستانه، بشأن وقف إطلاق النار.

موسكو لا تسمح بالقضاء على «صيغة أستانا»

ويرى خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف، ، أن موسكو تراهن على أن لا يتحول الوضع إلى صراع واسع النطاق، فروسيا وتركيا تتعاونان على مسارات مختلفة، ويجب أن لا يسمح هذا التعاون للصراع في إدلب بالقضاء على «صيغة أستانا» للمفاوضات وزرع شقاق بين البلدين. ومع ذلك، فالوضع لا يزال متوتراً، لأن الجيش العربي السوري  يتوغ في المنطقة، وهذا يدل على أنه لا «خطوط حمراء» عمليا، وأن دمشق سوف تسيطر على الطريقين M4 وM5  في نهاية المطاف، لكن تركيا ستعزز وجودها على مسافة منهما. وهذا هو السيناريو المحتمل حاليا، فجميع ديناميات الصراع في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن هذين الطريقين سيخضعان لسيطرة قوات الأسد.

  • وكانت أنقرة وموسكو أبرمتا عام 2018 في مدينة سوتشي الروسية اتفاقا بعدم التصعيد في المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا وتسيطر عليها فصائل معارضة للنظام السوري المدعوم من موسكو، وأقامت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب بموجب الاتفاق لصد أي هجوم تقوده دمشق، ومع تكثيف دمشق العمليات العسكرية التي تنفذها في إدلب منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول، بدعم من الطيران الروسي، أصبح ما يقارب من أربع نقاط تركية تقع حاليا في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري.

 

سوريا تغير «قواعد اللعبة»

ووفقا للاتفاق أيضا، فإن تركيا تتحمل مسؤولية نزع سلاح الفصائل المعارضة للأسد في المنطقة، في حين تمتنع كل من روسيا وسوريا، عن القيام بعمل عسكري شامل في إدلب، لتجنب النزوح الجماعي لثلاثة ملايين مدني في المنطقة باتجاه الحدود التركية..غير أن التطور الأخير، بحسب رصد عدد من المراقبين في المنطقة والخبراء العسكريين، والمتمثل بالهجوم الواسع على المنطقة، الذي شنته قوات الجيش السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، كشف عن سعي من جانب سوريا، لتغيير قواعد اللعبة، والخروج على ما تم الاتفاق عليه في سوتشي وأستانه، في ظل صمت روسي، مما يشير إلى احتمالية تعقد العلاقات بين أنقرة وموسكو، على خلفية الصراع في سوريا.

  • ويشير مراقبون إلى أن كل قرار بشأن العمليات العسكرية في إدلب، يقع في أيدي الروس، المتواجدين بقوة في سوريا، وهو ما يؤدي بدوره إلى استنتاج مفاده، أن المواجهة هي بين روسيا وتركيا، وليست بين تركيا وسوريا.

تصرفات تركيا في إدلب.. ردة فعل عصبية على فشل أردوغان في ليبيا

وإذا كانت حدة التصريحات لم تتوقف، فإن التحركات الدبلوماسية، بين أنقرة وموسكو، لم تتوقف أيضا ،منذ التصعيد الأخير شمال سوريا، إذ انتهى الأسبوع الماضي ـ 8 فبراير/ شباط، لقاء في أنقرة جمع بين وفدين من تركيا وروسيا، لبحث الموقف في منطقة إدلب، في حين نقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر دبلوماسية تركية قولها ، إن اجتماع الوفدين، ركز على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء، ودفع العملية السياسية في سوريا.

وفي هذا الصدد، يرى كبير المحاضرين في مدرسة الاستشراق، في كلية الاقتصاد العالمي والسياسة، بالمدرسة العليا للاقتصاد، أندريه تشوبريغين، أن أنقرة الرسمية تتوقع من موسكو ألا تتخذ موقفا صلبا ضد تركيا في إدلب.. وقال «تشوبريغين»،  إن تصرفات تركيا في إدلب ردة فعل عصبية على فشل أردوغان في مناطق أخرى: في ليبيا، وفي حل مسألة اللاجئين السوريين على الأراضي التركية. لقد وعد «أردوغان» ناخبيه بالكثير، لكنه لم يفعل سوى القليل، لقد قال أردوغان إنه سينقل جميع اللاجئين من بلده إلى مناطق أمنية في سوريا، لكن كان من الواضح أن هذا غير واقعي. لذلك فهو يبحث عن مذنبين للناخبين الأتراك.

 

سيطرة الأسد الكاملة على سوريا، أمر لا مفر منه

وعلى نفس المسار، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي الروسي، بيوتر أكوبوف، تصعيد الأحداث بين روسيا وتركيا، فعلى الرغم من رغبة أردوغان الشديدة في السيطرة على شمال سوريا وجزء من إدلب، إلا أنه لن يخرب العلاقات مع روسيا بسبب فقدانه بعض الأراضي السورية، وتصريحاته الساخنة معروفة لأن الوضع في سوريا مهم للغاية بالنسبة لتركيا، سواء لأسباب سياسية خارجية أو داخلية، كما أن سيطرة الأسد الكاملة على سوريا، أمر لا مفر منه، إنما لأردوغان مصلحة في إطالة هذه العملية أطول فترة ممكنة وعدم شمولها المناطق الحدودية التي تريد تركيا إبقاءها تحت رعايتها.. يريد أردوغان السيطرة على جزء من سوريا حتى تتم عودة اللاجئين (وهناك عدة ملايين منهم في تركيا) ونزع سلاح الأكراد.

  • وفي المقابل، روسيا مستعدة لأخذ المصالح التركية في عين الاعتبار، لكن ليس لها إلا أن تتفهم رغبة دمشق في استعادة وحدة البلد بأسرع وقت. ومع أن اتفاقات سوتشي للعام 2018 رسمت حدود مناطق النفوذ في إدلب، لكن كان من الواضح أنها لا يمكن أن تكون أبدية..وهكذا، فعلى الرغم من أهمية سوريا بالنسبة لتركيا، فإن أردوغان لن يخاطر بعلاقاته مع روسيا…وتبدو تركيا وفق مراقبين، في موقف لا تحسد عليه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]