روسيا وجورجيا.. هكذا تحوّلت العلاقات بين البلدين من التصعيد إلى التهدئة
منذ حصولها على الاستقلال عام 91، سعت جورجيا بخطوات واسعة باتجاه الغرب، وهو ما أدى إلى تصاعد التوترات مع جارتها روسيا، الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي.
فمنذ انفراط عقد الكتلة الشرقية، مارست موسكو نفوذا على تبليسي من خلال تمركز قوات روسية لحفظ السلام في منطقتي نزاع انفصاليتين هما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
لكن ذلك التحول الفعلي لجورجيا نحو الغرب بدأ في العام 2003، مع ثورة الزهور التى أطاحت بالحكومة الجورجية الموالية لروسيا.
وسرعان ما شرعت الحكومة الجورجية الجديدة الموالية للغرب في التخلي عن الإرث السوفيتي.
وفي أبريل من العام 2008، تطورت الأمور بشكل خطير، حين عقدت قمة الناتو في بوخارست، و فيها تم إبلاغ جورجيا وأوكرانيا باحتمال انضمامهما للحلف. وهو إبلاغ سبقه اعتراف غربي باستقلال إقليم كوسوفو عن صربيا، الأمر الذي أغضب روسيا كثيرا وعارضته بقوة.
وفي الثامن من أغسطس 2008، بدأ الغزو الروسي لجورجيا ووصلت القوات الروسية إلى منطقة النزاع في أوسيتيا الجنوبية. بعد اتهام جورجيا بالعدوان على أوسيتيا.
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي أندريه مورتازين، إنَّ روسيا لا ترى حكومة إيراكلى جاريباشفيلى معادية لها، مشيرا إلى أن الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي هو من بادر بالحرب ضد روسيا، موضحا أنه يقبع داخل السجن الجورجي.
وأشار في تصريحاته لبرنامج “مدار الغد” إلى أن ساكاشفيلي هو من كان يدعو لفتح الجبهة الثانية ضد روسيا، وكان مجرد “دمية” لواشنطن.
وقال، إن الولايات المتحدة تحاول أن تجبر الحكومة الجورجية على فتح الجبهة الثانية ضد روسيا.
وبدأت الحرب
استمرت الحرب 5 أيام، وشهدت ضربات جوية ومدفعية روسية على تمركزات القوات الجورجية، بالإضافة إلى شن هجوم بري من ناحية الغرب بالتعاون مع قوات أبخازيا بهدف محاصرة الساحل الجورجي المطل على البحر الأسود.
حينها ظهرت فجاة وساطة غربية لوقف إطلاق النار بين الجانبين، لكن هذه الحرب جعلت سيطرة روسيا أقوى على أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
من جانبها، قالت مديرة مركز العلاقات الدولية الدكتورة مالغورزاتا بونيكوسكا: “أعتقد أن الشعب الجورجي يحاول الانضمام إلى أوروبا.. جورجيا كانت تتمتع بحضارة عريقة”.
وأضافت في تصريحاتها لبرنامج “مدار الغد”، أن جورجيا تبحث عن علاقات طيبة مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها في نفس الوقت تود إسعاد روسيا، وبالتالي نراها تلعب على الطرفين.
وأوضحت أن الحكومة في جورجيا سببت إحباطا بلا داع لشعبها.
وفي السادس والعشرين من نفس الشهر، اعترف الكرملين باستقلال المنطقتين الإنفصاليتين، بل أقامت روسيا علاقات دبلوماسية مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية رغم أنف تبليسي.
فيما يقول الوزير السابق وعمدة نبليسي سابقا زوراب تشيابراشفيلي، إن روسيا تمثل خطرا على دول الاتحاد السوفيتي سابقا.
وقال في تصريحاته لبرنامج “مدار الغد”، إن الغرب منذ 30 عاما كان يدعم استقلال جورجيا، وكانت روسيا الدولة التي تنتهك القوانين فيما يخص جورجيا.
وأضاف أن الشعب في جورجيا يريد أن تكون بلاده آمنة، وتعيش في سلام.
الدخول في الحرب
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الجورجي، جاريباشفيلي، إن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، يحاول جر العاصمة «تبليسي» إلى صراع مع روسيا، من أجل مصالحه الخاصة من خلال دعم المظاهرات.
وأضاف الوزير الجورجي: «كان القرار الذي اتخذناه بإلغاء قانون العملاء الأجانب هو الحالة الأكثر صحة وعقلانية في هذه الحالة، كان هدف المحرضين هو الفوضى والحفاظ على عدم الاستقرار المستمر والاضطراب، وكان من المتوقع بدء الحرب في أوكرانيا في نوفمبر 2021، بحد أقصى في ديسمبر».
