رحل الفنان المتمرد والواضح فاروق الفيشاوي عن عالمنا فجر الخميس بعد صراع مع السرطان بعد أن كان أعلن في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي العام الماضي عن إصابته بهذا المرض وإصراره على محاربته باعتباره مرحلة وستمر.
والفيشاوي الفنان صاحب الدور الأول في العديد من الأفلام والمسلسلات الشاب الوسيم الطموح ترك وراءه عند رحيله عن عمر يناهز 67 عاما أكثر من 150 عملا فنيا بين السينما التي حازت القسط الأكبر من ابداعاته والدراما التلفزيونية التي قدمته إلى العالم الفني و المسرح.
الفيشاوي أحد الذين تميزوا بين أبناء جيله من الفنانين واستطاع أن يلعب أدوار البطولة في السينما مبكرا مقارنة بأبناء جيله حسب الناقد محمود عبد الشكور والذي رأى فيه الناقد “نجم يلعب في المنطقة الوسط” إلى جانب مشاركته في بطولة الأفلام التي أتيحت له فكان متميزا في الأفلام المتميزة وبطلا ضمن الأفلام المتاحة التي لا تبرز الجوانب المتعددة لهذا الفنان.
وتميز بوضوحه على جميع المستويات السياسية والشخصية والعاطفية، وكان واضحا جدا في ذلك فهو الناصري الصلب الذي وقف الى جانب ترشيح حمدين صباحي المرشح الناصري في أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير 2011 ولم يخف هذا التأييد.
إلى جانب موقفه المعارض تماما للتطبيع وموقفه واضح وثابت كما يشير الكاتب سعيد الشحات في ذكرياته عن فاروق الفيشاوي عندما ذهب السفير الإسرائيلي للصلاة في المعبد اليهودي في شارع عدلي وسط القاهرة وكيف كان فاروق من بين المتظاهرين ضد السفير ورفض أن يترك المظاهرة حتى اطمأن على عودة كل المتظاهرين سالمين دون اعتقالات الى جانب مشاركته في المؤتمرات المؤيدة للنضال الفلسطيني في القاهرة وبلدان عربية أخرى.
وهذا الوضوح وهذا الالتزام لا ينعكس على مواقفه العامة فقط، وهو القاريء النهم والجيد والمتابع بل عكس نفسه على حياته الخاصة فهو الفنان الوحيد الذي اعترف بإدمانه المخدرات وأنه بدأ في علاج نفسه من الإدمان، ولم يتوان عن انتقاد نفسه حين رفض في البداية الاعتراف بحفيدته من ابنه احمد وهند الحناوي وعاد ليعترف بها وتصبح جزء من عالمه.
ويعد الفيشاوي الفنان الوحيد الذي لم يخشى الإعلان عن مرضه بشكل علني رغم معرفة الوسط الفني بأمراض الكثير من النجوم الذين لم يعلنوا يوما مرضهم رغم رحيلهم المبكر بعد ذلك.
فاروق الفيشاوي حالة خاصة بين أبناء جيله فهو من أكثر الشخصيات التي اجتزأت شخصيته أمام الجمهور، فلم يروا في المثقف صاحب الموقف بقدر ما ما اهتموا بحياته الخاصة بعيدا عن ابداعاته الفنية في أكثر من مجال من مجالات الفن، وهذا نابع بالأساس من تسطيح الحياة الفنية والثقافية اجتماعيا حيث تلغي الفضيحة عالما كاملا من الجمال بسبب السقوط الفكري والسياسي الذي تعيشه المجتمعات العربية.
وفاروق الفيشاوي من مواليد شهر فبراير/شباط 1952 في احد قرى سرس الليان في محافظة المنوفية، حيث كان أصغر إخوته وكان يتيما في عمر 11 عام انهى دراسته في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وأنهى دراسة طب عام انطلق في عالم الفن بعد مشاركته في مسلسل “ابنائي الأعزاء شكرا” عام 1975 وفي مسلسل “ليلة القبض على فاطمة”.
انطلق بعدها الى عالم السينما حيث قدم 152 فيلما أولها “مظاهر كذابة” و”الحساب يا مدموزيل” مرورا بالفيلم الأساسي في مسيرته الفنية “المشبوه” مع عادل إمام وسعاد حسني وصولا إلى افلام “قرفة بالزنجبيل” آخر افلامه من انتاج عام 2019 إلى جانب عشرات الافلام المتميزة .
وقدم في التلفزيون ما يقارب الـ35 مسلسلا من بينها مسلسل “غوايش” الى جانب 14 مسرحية من بينها “الناس ال في الثالث”.
الى جانب العديد من القضايا الفنية مثل مشاركته في “اوبريت القدس” وغيرها والبرامج التلفزيونية والاذاعية.
تزوج الفيشاوي عدة مرات لكن الزواج الأهم في حياته زواجه من الفنانة سمية الألفي ام وبديه الفنان أحمد وشقيقه عمرو.