زادت وحشية وعدوانية بعد قرار مجلس الأمن..لماذا لا تعبأ إسرائيل بالشرعية الدولية؟

تتجاهل إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي، بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والصادر قبل يومين ـ يوم الإثنين الماضي ـ ولا يزال العدوان متواصلا ودخل يومه الـ 173  بلا هوادة، بل وزادت وحشية وعدوانية  إسرائيل بعد قرار مجلس الأمن.. مما فرض التساؤلات حول أسباب عدم اهتمام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.. ولماذا لا تخشى العزلة الدولية؟.. ومن يدعم دولة الاحتلال لتصبح فوق القانون  الدولي والإنساني، وفوق سقف الشرعية الدولية؟

قرار مجلس الأمن منح فلسطين 4 جوانب إيجابية ضد إسرائيل

يرى الأكاديمي والباحث السياسي، دكتور سهيل إدريس، أن هناك تحديات وإيجابيات لقرار مجلس الأمن الدولي، رغم أنه جاء منقوصا بشكل ما، ولكن كان له تأثير كبير على كل المجريات في الداخل الإسرائيلي.

وقال للغد: هناك 4 جوانب تم التأثير عليها بشكل مباشر وهي:

  • الأول: رفع من قدرات الأوراق الإيجابية للمفاوض الفلسطيني في موضوع صفقة تبادل الأسرى.
  • الثاني: القرار زاد من عزلة إسرائيل دوليا، ليس فقط على مستوى الشعوب، ولكن على المستويات الرسمية السياسية وبقرار من مجلس الأمن الدولي، وبامتناع الولايات المتحدة ولأول مرة عن استخدام «الفيتو».
  • الثالث: القرار عمّق الخلاف والتصدع داخل المجتمع الإسرائيلي.
  • الرابع: القرار فتح آفاقا لمحكمة العدل الدولية للاستفادة من هذا القرار في خطوات إضافية بعد تقديم الشكوى من جنوب أفريقيا.

وأوضح «د. سهيل»: رغم أن هذا القرار جاء تحت البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وهو غير ملزم، وليس البند السابع الملزم، ولكنه سيلعب دورا كبيرا في رؤية ومناخ دولي سوف يساعد على إنهاء هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن في نفس الوقت القرار يضع تحديات جديدة وأخطارا جديدة أمام جنون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى أسفل الحضيض بكل تاريخ حكمه، وكذلك  إسرائيل وصلت أيضا إلى أسفل الحضيض حيث تواجه العزلة الدولية.

إسرائيل سوف تماطل في تنفيذ قرار مجلس الأمن

بات واضحا منذ سنوات طويلة أن دولة الاحتلال لا تلتزم بالقرارات الدولية، وهناك عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تنفذها إسرائيل، والقرار الوحيد الذي التزمت به هو قرار التقسبم ـ تقسم فلسطين ـ  واعتمدت عليه لإعلان مولد دولتها، بحسب الخبير الفلسطيني في الشؤون الدولية، نهاد أبو غوش، موضحا للغد، أن إسرائيل سوف تجد المبررات للتأجيل أو المماطلة ورفض تنفيذ القرار، مثل القول بأن القرار مرتبط بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، أو القول بأن هذا القرار غير ملزم أساسا، لأنه لم بستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ومتى تلتزم إسرائيل بالقرارات االدولية؟

يجيب «أبو غوش»، بأن إسرائيل سوف تلتزم بالقرارات الدولية حين تدرك أن ميزان الربح والخسارة سوف يختل تماما، وأن التنكر للقرارات الدولية سوف يعود عليها بنتائج وخيمة، سواء كانت اقتصادية، أو مكانتها الدولية، أو حتى على المستوى الأمني، أو امتيازاتها التي تحصل عليها من الدول الكبرى، وكذلك على الفرص الدولية لاندماج إسرائيل في الإقليم.

الحالة الوحيدة لتراجع إسرائيل عن تنكرها للقرار الدولي.

وتابع الخبير الفلسطيني، إن استمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة، سوف يشوه صورة إسرائيل، ويوصمها بوصمة دولة منبوذة، دولة إبادة، دولة عنصرية ترتكب جرائم، وبالتالي سوف يكون ذلك عبئا أخلاقيا على أي دولة تتعامل معها اقتصاديا أو تجاريا، أو حتى على مستوى الشركات والمؤسسات الخاصة التي تستثمر بها، وعبئا أيضا على من يريد تطبيع العلاقات معها.. ولذلك حين تدرك إسرائيل أن ثمة ثمن لأعمالها يعود بالسلب عليها، أتصور حينئذ سوف تتراجع فقط .

إسرائيل زادت وحشية وعدوانية بعد قرار مجلس الأمن

ويشير الباحث في الشؤون الإسر ائيلية، عادل شديد، إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي، ووجه بانتقادات شديدة من جانب الحكومة الإسرائيلية ومن اليمين المتطرف، وخاصة انتقاد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت دون استخدام حق النقض «الفيتو» ولأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما صرحت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، عقب لحظات من إصدار القرار، بأنه غير ملزم بالتنفيذ، مما يعنى أن موقف الولايات النتحدة جاء في سياق مناخ الانتخابات الأميركية ومخاطبة الرأي العام الأميركي الرافض للعدوان الإسرائيلي، وكذلك في إطار العلاقات الدولية حيث غالبية دول العالم تناهض العدوان على غزة.

وأضاف «شديد» للغد: لقد زادت وحشية وعدوان إسرائيل وخاصة تجاه مستشفيات قطاع غزة، بعد قرار مجلس الأمن الدولي يوقف فوري لإطلاق النار، وذلك لآن العقلية الإسرائيلية ومنذ تأسيس الدولة، ترى  أن أحد مركبات الأمن القومي أو قوة الردع لإسرائيل، أن تظهر وكأنها لا تعبأ بالمناشدات والقرارات الدولية، وهذا يأتي انسجاما مع قاعدة رسخها ديفيد بن غوريون في بداية الخمسينيات، بشأن ردود الفعل الدولية وقرارات المؤسسات الدولية، وقال: «ليس مهما ما يقوله الأغيار ( أي غير اليهود)، المهم ما يفعله اليهود».

إلى متى لا تعبأ إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية؟

ويؤكد الباحث السياسي، أن عدم التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، يرجع إلى التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كدولة وليست كحكومة حالية، وهناك اتفاق تكفل بموجبه الولايات المتحدة حماية إسرائيل والدفاع عنها أمام المؤسسات الدولية، السياسية والقضائية والقانونية، كما أن امتلاك الولايات المتحدة لحق «الفيتو» داخل مجلس الأمن مكّنها من حماية عدم التزام إسرائيل بالقرارات الدولية.

وتابع «شديد»: رغم ذلك حذر قانونيون داخل إسرائيل من استمرار هذا الوضع، لأنه لن ينسحب على مواقف الدول، مثل كندا وبريطانيا وإسبانبا، وقد بدا ذلك من خلال مواقف عدم تصدير الأسلحة لإسرائيل، وعدم استيراد سلع من المستوطنات الإسرائيلية، وغيرها من المواقف ضد إسرائيل.

 

قبة حديدية دبلوماسية تحمي إسرائيل في المحافل الدولية

وفي نفس السياق، يرى الباحث السياسي، دكتور أمجد أبو العز، المحاضر في الجامعة العربية الأميركية، برام الله، أن إسرائيل ودائما تضرب بقرارات مجلس الأمن الدولي عرض الحائط وبحماية أميركية، وهناك عشرات القرارات التي لم تنفذ دون عقاب أو مساءلة لإسرائيل، ولذلك فإن هذا القرار الصادر يوم الإثنين االماضي، بوقف فوري لإطلاق النار، لن يختلف عن القرارات السابقة التي لم تنفذها دولة الاحتلال، لأنها تعلم أن الولايات المتحدة لديها قبة حديدية دبلوماسية ستحميها في المحافل الدولية.

صياغة القرار تحمل العديد من الدلالات

وقال للغد: إن صياغة القرار تحمل العديد من الدلالات، كما أن القرار أولا غير ملزم لأنه لا يتخذ إجراءات تنفيذية على أرض الواقع، والصياغة ارتبطت أيضا بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، ولم يتطرق القرار إلى ما تقوم به إسرائيل ضد السلم الدولي.

وتابع «د. أبو العز»: إن الهدف الرئيس وراء هذا القرار هو تجنب الولايات المتحدة الانتقادات الدولية ضد سياساتها الداعمة لحرب الإبادة في قطاع غزة، وكذلك مواجهة الاحتجاجات داخل الشارع الأميريكي الرافضة للدعم  الأميركي للمجازر الإسرائيلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]