زحمة «ماونتن فيو» والتدافع على الأرز ينذران باتساع الفجوة بين المواطنين
زحام شديد يشل حركة المرور في مدينة نصر وتشابك بالأيدي يوحي بأن هذا الاقبال منقطع النظير على أحد مخابز العيش أو على أحد المجمعات الاستهلاكية، التي توفر سلع استراتيجية بأسعار زهيدة، لنجد في النهاية أن هذا الزحام عما هو إلا تدافع للمواطنين لحجز فيللًا وشققًا ماونت فيو، التي لايقل سعر المتر بها عن 7 آلاف جنيه.
https://www.youtube.com/watch?v=u3AFAPDOpGM
وفي مقابل ذلك تدافع المواطنون مؤخرا على منافذ بيع السلع الاستهلاكية، لشراء الأرز بسعر 4 جنيه ونصف، نظرًا لارتفاع سعره ليتخطى العشر جنيهات في المتاجر مؤخرا.
https://www.youtube.com/watch?v=I_sJIHJXl1o
وقد دفع ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر صور ومقاطع فيديو، لتدافع المواطنين أمام مقر سيتي ستارز، منذ الصباح الباكر، لحجز الوحدات الجديدة بالمجمع السكنتي «ماونتين فيو»، في مقابل فيديوهات تدافع المواطنين لشراء الأرز في أحد المجمعات الاستهلاكية.
في هذا السياق، صرحت الدكتورة علياء المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع الغد، بأن «فكرة الاستثمار في العقارات تعد من أقدم الأفكار الاستثمارية التي أعتمد عليها المصريين من قبل لاستثمار وادخار أموالهم».
وأضافت أن «الشركات العقارية مثل مونتن فيو وغيرها من الشركات تعتمد في الأساس على امتلاك العقارات بأسعار مخفضة وبأقساط طويلة الأجل، لجذب المواطنين لشراء أكبر عدد ممكن من الوحدات العقارية سواء كانت شقق أو فيلات».
وتوقعت خبيرة الاقتصاد أن يشهد سوق العقارات في الفترة القادمة موجة من الكساد، نظرا لارتفاع أسعار العقارات، مما قد يؤدي إلى عزوف المواطنين عن الشراء، ومن ثم عدم قدرة هؤلاء المواطنين على بيع الشقق التي قاموا بالاستثمار فيها».
من جانبه، أكد الدكتور أحمد مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع الغد، أن «تلك الظاهرة تشير إلى وجود فجوة في المجتمع بين شرائح تحت خط الصفر وشرائح أخرى تملك تلك الأموال الطائلة وتستثمر في سوق العقارات على هذا النحو».
وأضاف أن تلك الفجوة نشأت عن تفاوت الدخول ومستويات المعيشة بين مختلف فئات المجتمع في مصر، وعدم ثقة فئة الأغنياء في الاقتصاد المصري مما يدفعهم إلى وضع أموالهم في تلك الاستثمارات التي تضر بالاقتصاد القومي في الأساس».
وتوقعت أستاذ الاجتماع، أن تشهد الفترة القادمة المزيد من التفاوت بين طبقات المجتمع واتساع الفجوة بينهم، لتصل بنا إلى ثورة الجياع التي توقع حدوثها الكثيرون.
