ردود فعل واسعة في لبنان صاحبت قرار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل إعلانه تعليق عمله في الحياة السياسية.
ودعا الحريري تيار المستقبل إلى النأي بنفسه عن الشأن العام خلال الفترة المقبلة، معتبرا التدخلات الإيرانية والإقليمية في لبنان تعيق تقدمه وتوفير المتطلبات الأساسية للمواطن اللبناني.
في هذا السياق، قال رئيس تحرير موقع «لبنان الكبير» محمد نمر، إن القرار أشبه بالزلزال، مشيرا إلى وجود صدمة واضحة في لبنان سواء عند حلفاء تيار المستقبل أو حتى خصومه.
كما أشار إلى أن تلك الصدمة في الوسط السني بالإجماع.
وقال: “لابد من توجيه التحية لهذا الرجل الذي يقول أمام اللبنانيين إنه حاول، لكن هناك معضلة أساسية مرتبطة بالنفوذ الإيراني”.
وأشار إلى أن الحريري حدد عين المشكلة في لبنان، لافتا إلى أن الطبقة السياسية من حلفاء الحريري أو خصومه لا تبحث عن معنى الوطن، وإمكانية انتشاله من القاع التي وصلت إليها.
وأضاف: “كل يفكر في أجندته، حزب الله يفكر بالأجندة الإيرانية، فهو يبكي اليمن ولا يبكي لبنان”.
وقال إن رئيس الجمهورية اللبناني يتفنن بتجاوز الدستور، وضرب اتفاق الطائف.
وشدد على أن كل طرف سياسي ليس على طاولته أجندة لبنانية، لذلك رأى الحريري أن الأفضل تقديم خطوة متقدمة أمام اللبنانيين ليتراجع إلى الوراء، ويترك الساحة لمن يريد الإنقاذ.
من جانبه قال الصحفي والباحث السياسي بشارة خير الله، إن انسحاب الحريري من الحياة السياسية ضربة كبيرة للاعتدال الوطني في لبنان.
وأضاف أن هناك تداعيات لخطوة الحريري على الوطن ككل وليس السنة، فهو زعيم الاعتدال الوطني.
وتابع: “هذا القرار خسارة لكل من يطمح لسيادة لبنان، واعتبر أن من سخرية القدر أن يحجم عن المشاركة في الانتخابات، ويبقى بارود حزب الله على الطاولة”.
وقال، “إن اليوم حزين للسيادة الوطنية، وهو رمز لها حتى لو اختلفنا معه في العديد من المواقف”.
وكان سعد الحريري قد أعلن في وقت سابق من اليوم الإثنين تعليق نشاطه في الحياة السياسية، مؤكداً أنه “لا مجال لأي فرصة إيجابية في ظل النفوذ الإيراني بلبنان”.
وأكد أن بعض الخطوات التي اتخذها على الصعيد السياسي أدت به إلى خسارة ثروته الشخصية وصداقاته الخارجية، مشيرا إلى أنه الوحيد الذي استجاب لثورة 17 تشرين فقدم استقالة الحكومة.
وشكلت خطوة الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات زلزالا سياسيا في البلاد عقب الانهيار المالي الذي تشهده البلاد منذ عام 2019.
وطلب الحريري، من حزبه تيار المستقبل عدم الدفع بأي مرشحين في الانتخابات، مبينا عدة عوامل كانت وراء قراره هذا ومن ضمنها تزايد النفوذ الإيراني، في إشارة إلى جماعة حزب الله التي تمتلك ترسانة ضخمة من السلاح.
