زيارة مودي لباكستان “تاريخية” لتحسين علاقات الجارتين “المتحاربتين”
وصل ناريندا مودي، رئيس الوزراء الهندي، باكستان اليوم، الجمعة، في أول زيارة له كرئيس للوزراء لهذه الدولة المسلمة، التي تعد خصما منذ فترة طويلة للهند في المنطقة.
وتعد هذه الزيارة، وهي ليست مخططة مسبقا، مؤشرا على تحسن العلاقات بين الجارتين المسلحتين نوويا، وعقد زعيما البلدين أيضا اجتماعا غير مخطط له على هامش قمة المناخ، التي استضافتها باريس الشهر الجاري، حسبما نقلت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء.
يشار إلى أن باكستان والهند خاضتا 3 حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947، اثنتان منهم حول كشمير، حيث يزعم كلا البلدين ملكيته للإقليم.
ووصل مودي إلى مدينة لاهور شرق البلاد، والتقى نظيره الباكستاني نواز شريف، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية، وأظهر التليفزيون الرسمي الباكستاني شريف وهو يستقبل نظيره الهندي، وسط تعزيزات أمنية في مطار لاهور الدولي، قبيل وصول مودي، الذي كان قد هنأ نظيره الباكستاني بعيد مولده.
I wish the Prime Minister of Pakistan, Mr. Nawaz Sharif on his birthday and pray that he remains in wonderful health.
— Narendra Modi (@narendramodi) December 25, 2015
وقال قاضي خليل الله، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، “إن الهند أبلغت بلاده بزيارة مودي اليوم الجمعة”، لكنه رفض الخوض في مزيد من التفاصيل عن الزيارة.
ويقول المحللون إن هذه الزيارة تعد تطورا مهما في العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين.
وقال أمان الله ميمون، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة خاصة بالعاصمة إسلام آباد، “أعتقد أن الزيارة ستلعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين الخصمين في جنوب آسيا”.
وبعد عام من تصاعد التوترات، عقد مسؤولون أمنيون كبار من الهند وباكستان محادثات في العاصمة التايلاندية بانكوك، أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لمناقشة عدد من القضايا، لاسيما إقليم كشمير المتنازع عليه، وسبل الحفاظ على السلام بطول الحدود المشتركة بين البلدين.
وقبل أسبوعين أيضا، وصلت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج إلى باكستان للمشاركة في اجتماع بشأن أفغانستان، وبعد محادثاتها مع مسؤولين باكستانيين، قالت: “إن كلا الطرفين اتفق على استئناف المحادثات بشأن قضايا عديدة”.
اقرأ أيضا: الهند وباكستان.. محادثات سلام تحت تهديدات حرب نووية
وتتهم الهند باكستان بتسليح وتدريب المتمردين للقتال من أجل استقلال كشمير عن الهند أو ضمها إلى باكستان، وهو اتهام تنفيه إسلام آباد، وقتل أكثر من 68 ألف شخص في أعمال العنف التي بدأت منذ عام 1989.
وتريد الهند من باكستان محاكمة حافظ محمد سعيد، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات مومباي الإرهابية عام 2008، التي راح ضحيتها نحو 200 شخص، في الوقت الذي يعيش فيه سعيد بحرية في باكستان ويظهر كثيرا في اللقاءات التليفزيونية.
تعد المناوشات المتكررة بطول الحدود في كشمير مصدر قلق آخر للجانبين، وهناك وقف لإطلاق النار على طول الحدود الفاصلة في كشمير منذ عام 2003، لكن إطلاق النار والمعارك حوادث شائعة هناك، ويلقي فيها كلا الطرفين بالمسؤولية على الآخر.