زيتون وادي الربابة في القدس يواجهه سرقة المستوطنين

يواجهه الفلسطينيون بحي وادي الربابة، في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، هجمة مسعورة من قبل المستوطنين المتطرفين، الذين يسرقون ثمار الزيتون من أراضيهم بحماية جنود الاحتلال.

وذكر إعلام محافظة القدس، اليوم، أن الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة في أراضي وادي الربابة، ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف من جانب قوات الاحتلال.

وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت حي وادي الربابة وحاولت منع أصحاب الأراضي من قطف ثمار الزيتون التي حاول المستوطنون سرقتها أمس الخميس.

وأعلن أهالي حي وادي الربابة بدء قطف الزيتون، إثر توثيق مواطن مقدسي أمس سرقة جنود من جيش الاحتلال، ومجموعات من المستوطنين للزيتون.

سرقة الزيتون

وجاءت هذه السرقات بعد أن دعت ما تسمى “سلطة الطبيعة الإسرائيلية”، المستوطنين إلى اقتحام حي وادي الربابة بما يسمى “عيد العرش” التوراتي.

وناشد أصحاب الأراضي، أهالي سلوان بضرورة مساعدتهم في قطف الزيتون، والمشاركة أيضًا في إقامة صلاة الجمعة على أراضي وادي الربابة.

وقال المقدسي أحمد سمرين، مالك أرض في حي وادي الربابة، وفق ما وثقة مركز معلومات وادي حلوة المختص بشؤون القدس: إن “قطف الزيتون يبدأ في نهاية الشهر الحالي، لكننا اليوم كأهالي وادي الربابة بدأنا في قطفه بناءً على سياسة سلطة الطبيعة التي دعت المستوطنين لقطف الزيتون من أراضينا في حي وادي الربابة”، مضيفا أن “سلطة الطبيعة تغير معالم وادي حلوة من إسلامية إلى توراتية وتسرق الأراضي”.

وتابع سمرين أن “فعالية قطف الزيتون تأتي رداً على دعوات المستوطنين لسرقته من أراضي الحي، وكانت صفحات ما تسمى بسلطة الطبيعة الإسرائيلية على مواقع التواصل قد دعت المستوطنين للمشاركة في سرقة زيتون وادي الربابة بكل وقاحة”.

الزيتون زيتوننا

بدوره قال المقدسي سعيد العباسي، من سكان حي وادي حلوة سلوان: “إحنا جينا اليوم بادعاء المستوطنين بدهم يقطفوا الزيتون، هذا الزيتون مش إلهم هذا الزيتون زيتوننا، الأرض مش راح نطلع منها إلا على قبورنا، هم يدعون أنها أملاك غائبي، وإحنا شو بنسوي هون، الأرض أغلى من ابني أغلى من روحي أرضي هاي”.

أما المسن أبو داوود العباسي، فقال: “أرضنا كل سنة إحنا بنجدها بناخد منها زيت وزيتون، بس السنة بلشنا بدري بدنا نفوت على المستوطنين جد (قطف) الزيتون، الزيتون إلنا و الأرض إلنا، وإحنا متواجدين بأرض الآباء والأجداد، أرض انتماء، أرض كل شيء”.

كان وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال، زئيف إلكين، قد وضع عصر أمس حجر الأساس لجسر معلق للمُشاة في وادي الربابة جنوب المسجد الأقصى، ضمن حملته الانتخابية، ودعما لنشاطات جمعية إلعاد الاستيطانية في بلدة سلوان.

وتخطط بلدية وحكومة الاحتلال لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في وادي الربابة وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان.

مصادرة الأراضي

ويخوض أصحاب الأراضي منذ سنوات طويلة، معارك طاحنة في محاكم الاحتلال، لمنع مصادرة أراضيهم، إلا أن القضاء الإسرائيلي لم يُنصفهم، باعتباره جزءًا من المنظومة الاحتلالية.

ومنذ نحو 20 عامًا يواصل الاحتلال الاعتداء على أراضي وادي الربابة، أحد أحياء بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، البالغ مساحته 210 دونمات، في محاولة للاستيلاء على الأراضي وتحويلها لحدائق توراتية.

يشار إلى أن جميع أراضي وادي الربابة تعود ملكيتها لأهالي بلدة سلوان، ومسجلة بإثباتات وأوراق، ورغم ذلك لم تسلم من اعتداءات الاحتلال.

سلوان

يقع وادي الربابة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، على مساحة تبلغ نحو 210 دونمات، يعيش فيها نحو 800 مقدسي في ظروف حياتية قاسية، بسبب اعتداءات الاحتلال عليهم لطردهم من أراضيهم.

تسمية وادي الربابة بهذه الاسم ليس الأول، حيث أُطلق على الوادي في الفترة الكنعانية اسم جاي هنوم وتعني وادي جهنم، ويحتوي على آثار كنعانية ورومانية وعربية، ويسمونه كبار السن من المقدسيين المنطقة الحرام، باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.

يبقى وادي الربابة كغيرة من مدن وبلدات القدس التي تسعى سلطات الاحتلال لانتزاعها من أهلها بكل الطرق والوسائل بهدف إبعاد كل ما له علاقة بالهوية العربية الفلسطينية في مدينة القدس، فيما يواصل أهل القدس صمودهم ورباطهم وعزمهم على البقاء في أرضهم.