دبلوماسية تبدو غير معهودة بالنسبة للبعض، تتبعها وزارة الخارجية المصرية، منذ عامين تقريبا، بقيادة السفير سامح شكري الذي ظل يشغل هذه الحقيبة الوزارية دون تغيير منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية في يونيو/حزيران 2014.
وأجرت مصر 3 تعديلات وزارية وتغييرا حكوميا واحدا على مدار العامين الماضيين، أبقى على شكري وزيرا على الرغم من بعض الانتقادات.
وكان شكري سفير مصر لدى واشنطن بين عامي 2008 و2012، والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بين عامي 2005 و2008، وشغل عدة مناسب دبلوماسية رفيعة فيما قبل.
الجزيرة
بعد اتهام شبكة قنوات الجزيرة الإخبارية بلعب دور الإعلام المتحيز ضد مصر بعد أحداث يونيو/حزيران 2013، وطيلة فترة ما بعد سقوط نظام الإخوان، اتجهت الدبلوماسية المصرية لإدانة القناة ورفض التعامل معها مطلقا.
وفي مناسبتين، ألقى شكري بميكروفون البث التابع للقناة أرضا في الأولى، ورفض وضعه أمامه أثناء الحديث في الثانية، خلال مؤتمرين مختلفين في الخرطوم حول مباحثات سد النهضة الأثيوبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قائلا في أحدهما: «أبعدوا المايك دة من أدامي».
End of text
في مؤتمر مشترك مع وزيرة خارجية المكسيك كلوديا رويز ماسيو، في سبتمبر/أيلول 2015، قرأ شكري بيان مصر لينهيه بعبارة «انتهى النص End of text»، وهي العبارة التي لا يجب على القارئ ذكرها لأنها تكتب لمجرد تنبيهه بنهاية النص.
وعقب المؤتمر الذي كان مخصصا للحديث حول أزمة مقتل وإصابة 21 سائحا مكسيكيا أثناء رحلة سفاري في الصحراء الغربية، عن طريق الخطأ من قبل القوات المصرية، اندلع جدل واسع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية وعالمية، وصف فيه البعض وزير الخارجية بأنه «لم يكن على مستوى الحدث».
واشنطن بوست وجارديان
انتقدت الخارجية المصرية صحيفتي واشنطن بوست الأمريكية وجارديان البريطانية، واسعتي الانتشار، بعدم تحري الدقة تارة، وتخصيص مساحة صحفية لـ «منظمات إرهابية»، تارة أخرى.
في 14 يوليو/تموز 2015، اتهم شكري في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، صحيفة واشنطن بوست بتخصيص مساحات صحفية استغلتها «منظمات إرهابية» للتعبير عن نفسها، تعليقا منه على مقال نشرته الصحيفة لمسؤول العلاقات الخارجية لحركة «أحرار الشام» السورية.
وكان المؤتمر المشترك مع وزير الخارجية الإيطالي عقب زيارة الأخير للقاهرة إثر تفجير استهدف قنصلية بلاده، وأسفر عن مقتل مواطن مصري، ودمار كبير في الجدار الخلفي للمبنى، وأعلنت مصر وقتها تحملها كامل تكلفة ترميمه.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، نفى المتحدث باسم الخارجية المصري أحمد أبو زيد الإدلاء بتصريحات لصحيفة «جارديان» البريطانية، حول أزمة اختطاف طائرة إيرباص A320 التابعة لمصر للطيران، وتحويل مسارها إلى قبرص.
ولم تذكر الصحيفة وقتها أي تصريحات خاصة من الخارجية المصرية، بل نقلت نص تغريدة المتحدث باسمها كما نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وكانت مصر اتهمت الصحيفة البريطانية بفقدان الدقة والمهنية في عدد من الموضوعات التي أوردتها، منذ يوليو/تموز 2013، وقال أحمد المسلماني، في بيان رسمي له أكتوبر/تشرين الثاني من نفس العام، وقتما كان متحدثا باسم الرئاسة: «جارديان فقدت الكثير من سمعتها لدى القراء المصريين، وتحولت لصحيفة معادية لثورة يونيو».
مجلس الأمن
في مارس/آذار الماضي، اتهم المتحدث باسم الخارجية المصرية مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بالسعي لـ «الشهرة والتطلعات الشخصية»، وكان ذلك عبر تغريدة على موقع «تويتر»، مما بدى غريبا لدى البعض.
وكانت باور غردت عبر «تويتر» بصورة تنتقد فيها الرافضين لمشروع يعاقب قوات حفظ السلام الدولية التي يثبت تورط أحد عناصرها في جرائم اغتصاب وعنف ضد المرأة، وهو القرار الذي عارضته مصر بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، قائلة: «محزن».
ورد أبو زيد على الفور، قائلا: «المحزن هو أن تسعى ممثلة الولايات المتحدة لتمرير المشروع من أجل الشهر والتطلعات الشخصية».
.@AmbassadorPower What is sad is for a #UNSC Permanent Rep. to impose resolution on security council for publicity & personal ambition
— Egypt MFA Spokesman (@MfaEgypt) March 12, 2016
وباور مراسلة حرب عملت لدى أشهر الصحف العالمية، وقامت بتغطية صحفية لحروب ونزاعات مسلحة مختلفة، بينها حرب العراق، والحرب في يوغوسلافيا والإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك التي ألفّت بعدها كتابا تنتقد فيه الإدارة الأمريكية عام 1992 بعنوان «A Problem from hell»، وعشرات المؤلفات الأخرى، وخدمت ككبير مستشاري الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما.
القمة الإسلامية
ويبدو أن الخلافات بين مصر وتركيا دفعت الطرفين لخرق البروتوكولات الرسمية اليوم، الخميس، في مراسم تسليم رئاسة القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي جرت العادة فيها أن يسلّم رئيس الدولة التي استضافت القمة السابقة لرئيس الدولة المضيفة للقمة التالية، وهو ما لم يحدث اليوم في مدينة اسطنبول التركية.
قال شكري في كلمته «أشكر كل من ساعد مصر في استضافتها للقمة السابقة»، معلنا تسليم رئاسة القمة الحالية لـ «رئيس الجمهورية التركية» دون ذكر اسم رجب طيب أردوغان، ثم انصرف سريعا، بينما كان الرئيس التركي في طريقه للمنصة للجلوس على كرسي الرئيس، ولم يتصافح الطرفان، فيما غادر شكري عائدا إلى القاهرة مباشرة.
