حالة من الجدل أثارها المرشح الديمقراطي «اليهودي» بيرني ساندرز، منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بشأن علاقته مع إسرائيل وتصريحاته بشأن القضية الفلسطينية.
ساندرز، ربما سيكون أول يهودي في تاريخ الولايات المتحدة لخوض الانتخابات الرئاسية، إذا استطاع التقدم على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وعلى الرغم من أنه ولد لوالدين يهوديين مهاجرين من بولندا، وعمل متطوع سابق في كيبوتس إسرائيلي، إلا أنه يعرف نفسه دائما بأنه «اشتراكي ولد لوالدين مهاجرين من بولندا» متجاهلا التأكيد على أصوله اليهودية.
وفي مناظرة وصفت بـ «الحامية» مع منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أثار ساندرز الانقسامات بين ناخبيه من الديمقراطيين على خلفية تصريحاته بشأن إسرائيل، حيث قال «يجب التأكيد على أن نتنياهو ليس محقا دائما، لا يجب أن نتحدث دائما إلى جانب واحد، هناك جانبين».
وفي الوقت الذي حازت تلك الكلمات على تصفيق العديد من الناخبين الديمقراطيين الطامحين في حد أدنى من الانتقاد لسياسة إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة وفي غزة، إلا أن تلك التصريحات جاءت «محبطة»، كما وصفتها صحيفة نيويورك تايمز، بالنسبة للناخبين المؤيدين لإسرائيل والراغبين في استمرار تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي للحكومة الإسرائيلية.
ولا مانع من استخدام تلك القضية في مواجهة منافسته الديمقراطية، ففي المناظرة ذاتها، قال ساندرز إن «على الأميركيين معاملة الفلسطينيين بكرامة واحترام» مهاجما كلينتون لعدم ذكرها احتياجات الفلسطينيين خلال خطاب قدمته أمام مؤتمر اللوبي المؤيد لإسرائيل «إيباك» الذي لم يشارك فيه ساندرز بعد رفض مشاركته عبر الأقمار الصناعية.
تلك التصريحات لم تكن الأولى التي يدلي بها ساندرز مناهضة للسياسات الإسرائيلية وتنصلا من يهوديته، كما يراه السياسيون الأمريكيون.
انتقادات «ولكن»
اتبع المرشح اليهودي سياسة «منتصف العصا» في انتقاداته لإسرائيل الذي تتضمن دائما كلمة «ولكن»، وحول تصريحات سابقة أدلى بها عن استخدام إسرائيل «القوة المفرطة» ردا على صاروخ لحماس قادم من غزة لقرى إسرائيلية، قال «إسرائيل لها كل الحق لتدمير الإرهاب ولكن هناك 10 مواطن في غزة جرحوا فضلا عن 1500 قتيل».
وكان ساندرز واحدا من 21 نائب امتنعوا عن التصويت على قرار 498 في مجلس الشيوخ، الذي أعلن عن دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد «هجمات صاورخية لم يسبقها أي إستفزاز من حماس»، وهو القرار الذي مر بالإجماع مبررا ذلك بأن «إسرائيل بالغت في الرد وأخطأت خطأ فادح».
من جانبها أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى تصريحات ساندرز خلال لقاء مطول مع مجلة «رولينغ ستونز» نُشر في نوفمبر 2014، قال ساندرز فيه أنه إذا تم إنتخابه كرئيس، فإنه سيدعم «أمن إسرائيل ويساعدها في محاربة الهجمات الإرهابية ويحافظ على إستقلالها»، ولكنه أصر في الوقت نفسه على الحفاظ على “نهج منصف إتجاه هذه المنطقة».
وأكد «أنا أؤمن بحل الدولتين، حيث يكون لإسرائيل الأمن ويكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، وعلى الولايات المتحدة أن تعمل مع الشعب الفلسطيني لتحسين مستوى معيشته، وهو كارثة في الوقت الراهن، وازداد سوءا منذ الحرب في غزة».
إيران.. العدو الأول لإسرائيل
على الرغم من العلاقات الندية بين كل من إيران وإسرائيل، أعرب ساندرز عن تأييده الاتفاق النووي مع إيران، والذي عارضته إسرائيل بشدة، بل ودعا إلى توجه أمريكا لتطبيع العلاقات مع طهران.
وفي مقابلة له على «شبكة سي بي إس» قال، «لن أقول أن الإتفاق مثالي، ولكن على الولايات المتحدة التفاوض مع دول أخرى، علينا التفاوض مع إيران، والبديل عن عدم التوصل إلى اتفاق هو الحرب الغير متكافئة والتي تهدد القوات الأمريكية».
وفي إطار خوضه للسباق الرئاسي، أشار ساندرز إلى إستعداده في الذهاب أبعد من سياسة الرئيس أوباما مع الجمهورية الإسلامية حيث دعا إلى «التحرك بأكثر ما يمكننا من قوة لتطبيع العلاقات مع إيران».
