مهمتهم الأساسية هي إثارة الشغف إزاء العلوم لدى الصغار والكبار وتمكينهم من المعرفة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ليصبحوا قادة في حل المشكلات مستقبلا.
ذلك الشغف والاهتمام، هو ما دفع العديد من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، لخوض غمار التجربة في جمعية سبارك للابتكار والإبداع، حيث وجدت الطالبة بسنت غراب (12 عاما) الصف السادس الإبتدائي ما تبحث عنه من خوض تجربة الابتكار عمليا وليس كما تطالعه في الكتب المدرسية.
وقالت الطالبة بسنت: ” أتيت هنا لأتعلم وأصنع بطابعة ثلاثية الأبعاد الألعاب وصناعات هندسية أخرى، هذا عالم جميل مثل الخيال أحبه كثيرا”.
مواصلة حديثها: “أتيت هنا لكى أنمي موهبتي وأتعلم المزيد من المهارات للمستقبل، لأن طموحي أن أصبح مهندسة كهربائية”.
خبرات عملية
الأمر لم يقتصر على هذه الطالبة، بل نجد أن الطفل الريس (11 عاما)، بالصف الخامس والذي يكمن شغفه بالكهرباء، كان سعيدا جدا وهو يمسك بساعة الفحص الكهربائية، ويتفحص بها بعض الدوائر الكهربائية تحت إشراف المختصين.
قال الطفل شادي بكل لهفة وهو يمسك بساعة الفحص الكهربائية: ” تعلمت كيف أتفحص المقاومات، وأعرف قيمتها وأعمل تيار كهربائي، وتعلمت الفولت والجهد وكيف أشبك كل شيء بمكانه، أنا هنا سعيد جدا، أريد أن أطور من نفسي حينما أكبر في المستقبل “.
المثير في الموضوع أن الأطفال كانوا يستوعبون المفاهيم وينفذون بسهولة وسلالة، كانوا يتعلمون فيما يلعبون، وهذا الأمر المهم في عملية تنمية القدرات، وفق ما تؤكده سلوى شحادة من مدرسة الحياة الحديثة.
وقالت شحادة خلال حديثها لقناة الغد: “نحن نقوم بشكل عملي على تنمية مهارات طلابنا وطالباتنا، ولنا فترة متعاقدين مع سبارك للابتكار والإبداع، لأن هذا أساس المعرفة والوصول لخبرات عملية”.
متابعة حديثها :” ونحن نختار الطلاب المتميزين من المدارس، ونأتي بهم إلى هنا من أجل تنمية مهاراتهم وإطلاعهم على كل الأشياء، وإخراجهم من مرحلة الكتب المدرسية إلى المراحل العملية”.
الجيل الجديد لفلسطين
صقل مواهب الأطفال والشبان ودفعهم نحو مهن المستقبل، أمر يخدمهم في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والتي بحاجة دوما إلى مواكبتها.
وتوضح هيام الحايك مديرة جمعية سبارك للابتكار والإبداع ، أن “سبارك هي الجيل الجديد لفلسطين وللمستقبل ولغزة، وشبابنا”.
وأكدت الحايك في حديث لقناة الغد، أنهم يعملون على تطوير المؤسسات المتواجدة لأنها تحتاج لقفزة نوعية، ونحاول حلها، وتعليمنا اليوم قائم على حل المشكلات، وننظر للواقع ليس بتعليمهم في المدرسة فقط، نحن نخرج طلاب قادرين لتحقيق الطموح.
وأضافت الحايك ، وتهدف سبارك إلى توظيف الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في الابتكار، للعمل على التعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والعمل اللائق، والتغيّر المناخي، فيما يتركّز العمل مع اليافعين والشبّان، والجمعية تضم برامج رئيسية، وهي برنامج التحول الرقمي ومنهجية تعليم ستيم، وبرنامج البيئة والمناخ، وبرنامج القيادات الشابة والمواطنة الإيجابية.
