سباق محموم في صفوف اليسار الفرنسي لخلافة أولاند

أعلن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، اليوم الثلاثاء، أنه سيصوت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لإيمانويل ماكرون، معتبرا أنه في الأوضاع الراهنة، الوحيد الذي يمكنه التحرك.

وفي منشور على فيسبوك، برر نيكولا ساركوزي اختياره بـ”التزام أوروبي واضح لا لبس فيه” لإيمانويل ماكرون، معتبرا أن الأخير لديه الخبرة اللازمة لمواجهة أزمة دولية خطرة أكثر تعقيدا من أي وقت مضى في خضم الحرب في أوكرانيا.

كذلك، قال رئيس الوزراء الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان إنه سيعطي صوته إلى الرئيس المنتهية ولايته من أجل “استبعاد” المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وأعلنت مرشحة اليمين فاليري بيكريس من جهتها الأحد نيّتها التصويت “بضمير” مرتاح لماكرون ضد لوبان التي سيقود “مشروعها”، على حد قولها، “البلاد إلى الفتنة والعجز والإفلاس”.

أما المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون دعا ناخبيه إلى عدم إعطاء صوت واحد للوبن.

أما المرشحون اليساريون الآخرون الذين خسروا في الجولة الأولى، يانيك جادو والاشتراكية آن إيدالجو والشيوعي فابيان روسيل، فدعوا جميعهم الفرنسيين إلى التصويت ضد اليمين المتطرف.

قالت مراسلة الغد من باريس إن الشارع الفرنسي خصوصا من صوّت لصالح اليسار الذي مثّله جان لوك ميلنشون أصيبوا بخيبة أمل، خاصة بعد حصول الأخير على 22% تقريبا بفارق نقطة واحدة عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وأوضحت أن الأطراف التي تنتمي لأحزاب اليسار  لم يعد أمامها سوى 3 خيارات إما التصويت لماكرون وإما التصويت لليمين المتطرف وإما ترفض التصويت.

وأشارت إلى أن ميلنشون فتح أمام النخب الفرنسية التي يعجبها الفكر اليساري خيارا بأن تعطي صوتها لماكرون أو تسلم مظروف التصويت فارغا ولا تعطي صوتها لأحد.

وأوضحت مراسلتنا أن ماكرون عليه الآن كسب أصوات اليسار الفرنسي وإلا سوف يخسر المعركة الانتخابية، ويجب أن يطرح في برنامجه أولويات تهم الشارع وخصوصا اليسار مثل قانون التقاعد وأن يميل إلى صف اليسار كما فعل من قبل مع صف اليمين.

غداة تصويت الفرنسيين في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية 2022 من أجل اختيار سيد قصر الإليزيه للسنوات الخمس المقبلة، لم تأت النتائج بما يخالف التوقعات بشأن المتنافسين في الدورة الثانية.

وجاء الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في المقدمة حاصدا 27,84% من الأصوات، تليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بنسبة 23,15%.

بيد أن المفاجأة الأولى أتت من مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي حل ثالثا بنسبة 21,95% أي بفارق ضئيل من الأصوات عن لوبان، مخالفا بذلك كل استطلاعات الرأي.

المفاجأة الثانية تتعلق بمرشح “حزب الاسترداد” اليميني المتطرف إيريك زمور الذي حصد 7% فقط من الأصوات وجاءت نتيجته أيضا خلافا للاستطلاعات التي وصلت به إلى 13%.

حث مرشحو الرئاسة الفرنسية الذين انهزموا في الجولة الأولى من الانتخابات، أمس الأحد، مؤيديهم على عدم التصويت لصالح مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي جاءت في المركز الثاني بعد الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون في الانتخابات.

ودعا المرشحون من أحزاب اليسار واليسار المتطرف والأحزاب البيئية والاشتراكية والشيوعية أنصارهم للإدلاء بأصواتهم لصالح ماكرون في الجولة الثانية المقرر إجراؤها في 24 الشهر الجاري.

وكانت النتائج الأولية للجولة الأولى كارثية بالنسبة للطيف السياسي الفرنسي اليساري، في حين رفعت رصيد اليمين المتطرف.

ويعود ذلك إلى فشل المرشحين من الجناح اليساري في تشكيل جبهة موحدة في الفترة التي سبقت الانتخابات وقرروا خوض حملات منفصلة.

بدوره، دعا المرشح الرئاسي اليساري، جان ميلنشون، الذي جاء في المركز الثالث مؤيديه لعدم التصويت لمارين لوبان.

وقال ميلنشون، الذي قدرت استطلاعات الرأي حصوله على 19-20% من الأصوات، لأنصاره: “يجب ألا نعطي صوتا واحدا للسيدة لوبان”، داعياً الفرنسيين للتصويت لـ”أهون الشرين”، في إشارة إلى ماكرون، من أجل هزيمة لوبان.

كذلك، دعت آن هيدالجو، رئيسة بلدية باريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي، أنصارها للتصويت ضد لوبان.

وحصلت هيدالجو، التي سيطر حزبها على السياسة الفرنسية برئاسة فرانسوا هولاند (2012-2017)، على نسبة منخفضة بشكل صادم من الأصوات بواقع 1.8 إلى 2% من أصوات الناخبين.

وتعليقا على النتائج، قالت هيدالغو: “النتائج والامتناع عن التصويت (الحاصل في الانتخابات) تظهر أن فرنسا منقسمة”.

ودعت الناخبين إلى ضمان ألا تنجرف البلاد إلى كراهية الكل ضد الكل، مضيفة: “أطلب منكم بشدة التصويت في 24 أبريل ضد اليمين المتطرف بقيادة لوبان والتصويت بدلا من ذلك لإيمانويل ماكرون”.

كذلك مرشحة الرئاسة، فاليري بيكريس، التي جاءت في المركز الخامس وفق استطلاعات الرأي، قالت إنها ستصوت لماكرون “لمنع الفوضى التي قد ستنجم مع وصول لوبان إلى السلطة”.

من جانبه، صرح فابيان روسيل من الحزب الشيوعي، الذي حقق المركز الثامن في الجولة الأولى، أنه ينبغي على الفرنسيين صدّ اليمين المتطرف.

وقال: “الأحد المقبل، سأختار المسؤولية، لن أسمح على الإطلاق لمشروع عنصري كاره للأجانب بتحمل المسؤولية في فرنسا، أعلم أنه من الصعب بشكل متزايد قول ذلك”.

أما مرشح حزب البيئة، يانيك جادو، الذي نال المركز السادس في انتخابات اليوم بحصوله على 4.5% من الأصوات، ذكّر أنصاره بالتهديد الأساسي الذي يشكله اليمين المتطرف.

وقال: “لن نستسلم، وضع البلد يتطلب منا ذلك”، داعيا الناخبين البيئيين لصد اليمين المتطرف.