دخل السفيران الإسرائيلي والفلسطيني في مشادة كلامية نادرة، في مجلس الأمن الدولي، ما يعكس ذعر إسرائيل المتنامي من تصاعد الهجمات الفلسطينية ضد المدنيين، والإحباط الفلسطيني من الفشل في الوصول إلى حلمهم المتمثل في دولة مستقلة حقيقية.
بدأ السفير الإسرائيلي داني دانون المناقشة الساخنة، في نهاية كلمته، خلال الاجتماع الشهري للمجلس حول الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، وتساءل وهو ينظر إلى المبعوث الفلسطيني رياض منصور، قائلًا: هل لكم أن تدينوا الفلسطينيين الذين يرتكبون أعمالًا إرهابية ضد الإسرائيليين؟.
ورد عليه منصور، الذي لم يكن رده مسموعًا في البداية، بسبب غلق مكبر الصوت الخاص به، قائلًا -عندما تم فتح مكبر الصوت- نحن ندين قتل المدنيين الأبرياء ومن ضمنهم المدنيون الفلسطينيون، فهل تقومون بالمثل؟.
وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد نشطاء غزة في عام 2014، قتل أكثر من 2200 فلسطيني، من بينهم مئات المدنيين، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
ومنذ بدء الموجة الحالية من الاضطرابات في سبتمبر/ أيلول، قتل مهاجمون فلسطينيون 28 إسرائيليا وأمريكيين اثنين، فيما قتل 189 فلسطينيًا على الأقل، واليوم الاثنين، انفجرت حافلة في القدس، مما أسفر عن إصابة 15 شخصًا على الأقل، في ما وصفته الشرطة بـ«الهجوم الإرهابي»، واتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضد المعتدين وبقتل المدنيين الأبرياء في بعض الأحيان.
ولم يحصل دانون ولا منصور على إجابة على أسئلتهما، لكن السفير الإسرائيلي لم يستسلم، وواصل اتهامه للفلسطينيين بتدريس «الكراهية» في المدارس، وتسمية الشوارع بأسماء الإرهابيين، وطالب بوقف هذه الممارسات، مضيفًا «أنتم تدفعون تعويضات لعائلات الإرهابيين، أنت تمجدون الإرهاب، عار عليكم أن تفعلوا ذلك»، ورد منصور قائلاً «نحن لا نفعل ذلك».
واستطرد دانون قائلا : «عار عليكم أن تمجدوا الإرهاب»، ورد منصور «عار عليكم أن تقتلوا الآلاف من الأطفال الفلسطينيين».
وبعد مناقشة ساخنة أخرى، قرع السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، ليو جيه يى، بمطرقته وطلب من السفير الإسرائيلي أن يكمل بيانه، لكن دانون تجاهله وصرخ في منصور قائلا «لا يمكنك إدانة الإرهاب لا يمكنك قول ذلك هنا.. عار عليك ألا تستطيع قول ذلك»، ورد منصور عليه ولكن تم إغلاق الميكروفون الخاص به، وعندما تم تشغيله، صاح قائلاً «دعوا شعبي كي يصبح حرا.. أنتم محتلون.. أنتم مستعمرون.. دعونا وشأننا».
وجاءت المشادة الكلامية الإسرائيلية- الفلسطينية، بعد أن قدم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إحاطة أمام مجلس الأمن قال فيها إن عمليات القتل الأخيرة لم تفعل شيئا «سوى أنها عمقت الانقسامات والكراهية والحزن» لدى كلا الجانبين.
وقال منصور إن الفلسطينيين يتحركون قدما لاستصدار قرار من مجلس الأمن، يتطرق إلى المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، ويهدف إلى تهدئة الوضع المتفجر وإعادة بناء الثقة والتحرك نحو «سلام عادل ودائم وشامل».
وأكد دانون أنه عندما ينهي الفلسطينيون «حملة الكراهية والعنف»، ويدرسون في مدارسهم الاحترام لجميع الشعوب، «فسوف يجدون شريكا مستعدا للعمل معهم من أجل التوصل لاتفاق سلام».
ودعا السفير الصين، الذي بدا عليه الانزعاج من المشادة الكلامية، جميع المتحدثين إلى «الحفاظ على النظام في هذه القاعة كي يعكسوا جدية القضية التي نناقشها».
