أحدثت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع وزير الخارجية السوداني عبد الله حمدوك، أمس الجمعة، ردة فعل كبيرة، وذلك بعدما قال ترامب إن مصر لا يمكن لأحد أن يلومها إذا نسفت “سد النهضة” الإثيوبي.
ودعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك لضرورة التوصل لاتفاق مع إثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة، محذرا من أن المصريين قد ينسفون السد.
من جانبه طالب الاتحاد الأوروبي بخفض التوتر، داعيا الأطراف الثلاثة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق نهائي.
ويرى عدد من الخبراء وكتاب الرأي أن تصريحات الرئيس الأمريكي تأتي في إطار دفع الأطراف الثلاثة للمفاوضات وتوقيع اتفاق نهائي لحسم الملف، فيما رآي آخرون أن ترامب أراد أن يستفيد من هذه التصريحات في الانتخابات الأمريكية.
وقالت مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، إن الوصول لاتفاق بشأن “سد النهضة” مسألة مرهونة بالإرادة السياسية الإثيوبية التي ما زالت متعنتة حتى اللحظة، لا سيما أنها توصلت لاتفاق وتراجعت عنه وهذه مسألة لها وزن كبير في العلاقات الدولية.
وأوضحت أن هناك نية دولية لعقد جلسات مفاوضات جديدة لحسم ملف السد وذلك بعدما مارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلى درجات الضغوط على إثيوبيا وتبعه في ذلك الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الطويل أن إثيوبيا موقفها غير صحيح على المستوى السياسي والإستراتيجي، والإشارة إلى إمكانية أن تتخذ مصر موقفًا عدوانيا فهي دلالة على عمق الخطايا السياسية التي تمارسها أديس أبابا في مسألة سد النهضة.
من جانبه قال القيادي بالحرية والتغيير، نور الدين صلاح الدين، إن تصريحات الرئيس الأمريكي لم يكن موفقًا، مشيرا إلى أن ترامب أراد تحقيق عدد من الإنجازات ليقدمها للناخب الأمريكي حيث تدور الانتخابات الرئاسية الآن.
وأضاف صلاح الدين أن السودان يرى أن حل ملف “سد النهضة” بحاجة لإرادة سياسية لقادة الدول الثلاث، مشيرا إلى أن كل طرف يبحث عن تحقيق أكبر فائدة قومية بالنسبة له.
كما أوضح أن نسف “سد النهضة ستنتج عنه كوارث كبيرة وسيغرق السودان.
في السياق ذاته، أكد رئيس تحرير موقع تايمز أوف إيجيبت، الدكتور عبد الله حمودة، أن مصر لم تعلن أبدا عن خيار الحرب واستخدامه في تفجير “سد النهضة، وإنما تتحدث عن خيارات عديدة بالطرق البدلوماسية والتفاوض والتحكيم الدولي.
وأشار حمودة إلى أنه لا ضابط لما يقوله الرئيس الأمريكي، ولكن في الوقت نفسه، مصر لا تستبعد أي خيار لحل الأزمة إذا كانت القضية قضية حياة أو موت.
وشدد حمودة على ضرورة أن تكون إثيوبيا على درجة كبيرة من المرونة، وأن يتحرر قادتها من النهج الشعبوي الذي يستخدمونه لأنه أمر شديد الخطورة ولا يمثل سياسة رشيدة.
