سد النهضة .. هل مازالت فرص التوصل إلى اتفاق متاحة؟
أكثر من عشرة أعوام مرت على بناء سد النهضة، الذي تقول عنه إثيوبيا إنه المنقذ الاقتصادي للبلاد، في حين ترى مصر والسودان أن وجودَه دون اتفاق سيضر بالبلدين..
أزمة السد مرت بالعديد والعديد من محطات التفاوض بين الدول الثلاث دون التوصل لاتفاق ملزم، وتتمسك مصر والسودان بالتوصل لاتفاق قانوني “ملزم وشامل” مع إثيوبيا، بما يحقق المصالحَ المشتركة للدول الثلاث ويمنع مخاطرَ وأضرارَ هذا السد الضخم،
وهو ما ترفضه إثيوبيا و تصرُّ على بدء عملية الملء الثاني للسد في موعده المقرر في يوليو المقبل حتى لو لم يتم التوصلُ لاتفاق.
ويوما بعد يوم يزداد التعقيد في أزمة سد النهضة، حيث تؤكد اثيوبيا أنها ستنفذ الملء الثاني في موعده وهو ما ترفضه مصر والسودان.
ووصل الأمر بالسودان لإرسال رسالة لمجلس الأمن لإحاطته بفشل المفاوضات، فيما تحذر مصر من أن تكرار ممارسات إثيوبيا الأحادية سيكون له تبعات وآثار جسيمة.
محطات فاشلة
آخر محطات المفاوضات الفاشلة كانت في الثالث من إبريل الماضي واستضافتها كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية .. وكسابقاتها انتهت بالفشل
وفي الـسابع من إبريل عبرت الخارجية المصرية عن خيبة أملها بفشل المفاوضات بنسبة 100% بسبب عدم قبول إثيوبيا بالوساطة الرباعية الدولية ورفضِها التوقيع على اتفاق ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث بنهر النيل.
وفي الـسادس عشر من إبريل صرح وزير الخارجية الإثيوبي بأن بلاده لن تُجبر على القبول بما وصفه بـ”اتفاقية استعمارية” مع مصر والسودان بشأن سد النهضة
وفي الـتاسع عشر من إبريل دعت إثيوبيا أعضاء مجلسِ الأمن إلى حث مصر والسودان على العودة إلى المباحثات الثلاثية، بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة بقيادة الاتحاد الإفريقي ، الأمر الذي رفضه وزير الخارجية المصري معتبرا انه لا دعوات للمفاوضات تم تقديمها بعد مفاوضات كينشاسا.
وفي سياق متصل أكد الخبير في الشئون الاستراتيجية بمركز العلاقات الدولية من الخرطوم اللواء أمين إسماعيل، أن إثيوبيا أصبحت محاصرة بسبب تحركات السودان الدبلوماسية في أزمة سد النهضة.
وأكمل ‘سماعيل ، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن إثيوبيا تعتمد على سياسة الأمر الواقع في أزمة سد النهضة وتفرضها على مصر والسودان.
وأوضح أن السودان ومصر قد يذهبان إلى خيارات أخرى في أزمة سد النهضة مثل الذهاب إلى مجلس الأمن والاستعانة بدول تسطيع الضغط على إثيوبيا مثل الولايات المتحدة.
ومن القاهرة أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي، أن إثيوبيا ترغب في الهيمنة على نهر النيل.
وأكمل الشوبكي، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن سد النهضة يضرب فكرة الشراكة بين الدول الإفريقية.
وأوضح أن تحركات إثيوبيا في أزمة سد النهضة تتعارض مع القانون الدولي، مؤكدا أنه على أديس أبابا مشاركة مصر والسودان في كافة الأمور المتعلقة بالسد.
ومن جانبه أكد الباحث في الشئون الإفريقية من أديس أبابا موسى شيخو، أن إثيوبيا لم تقم ببناء سد النهضة بشكل مفاجئ.
وأوضح أن إثيوبيا خططت لبناء سد النهضة منذ عقود ومستعدة بمواجهة أي تحركات مضادة سواء قانونية أو سياسية.
وأشار إلى أن إثيوبيا تحرص على الاتفاق مع السودان ومصر بشأن أزمة سد النهضة.
وأكمل أن إثيوبيا ترفض التوقيع على الاتفاق بسبب تسيس مصر والسودان للأزمة.
وشدد على أن السودان ربط ملف أزمة سد النهضة بملف أخرى وهو أزمة الحدود المتنازع عليها بين البلدين وهو ما ترفضه إثيوبيا.
