سرقة الحبوب.. يد الغرب تمتد بـ «الجوع» لأوكرانيا
حذرت الدوائر الاقتصادية في الغرب من تجاهل «أزمة مجاعة» تضرب أوكرانيا، على هامش الاهتمام بالمواجهات العسكرية مع روسيا.. بينما أشار خبراء في موسكو إلى «سرقة الحبوب الأوكرانية، ودور الغرب في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أوكرانيا، حيث يتوقع محللون في البنك الدولي، أن يتراجع الاقتصاد الأوكراني بنسبة 45% على الأقل، مما يهدد بكارثة حقيقية.
- ولاحظ الخبراء كيف أن السياسيين الغربيين جميعهم يدعون فقط إلى تصدير القمح من أوكرانيا. ولا كلمة واحدة عن مشاكل الغذاء في أوكرانيا نفسها!
مشاكل أكثر خطورة من «تحرير» القمح الأوكراني
اللافت أن هناك دعوات من الغرب لـ«إنقاذ» القمح الأوكراني في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حريص على إخراج 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا؛ ووزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تدعو إلى «تحرير» القمح الأوكراني و«إرساله إلى الموانئ الأوروبية»، لكن هناك مشاكل، وهي أكثر خطورة، بحسب تعبير الخبير الروسي، فلاديمير بروخفاتيلوف، رئيس أكاديمية السياسة الواقعية بموسكو، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في أوكرانيا في السنوات الأخيرة، وتشجع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التصدير غير المنضبط وبصورة فوضوية للقمح والذرة وزيت عباد الشمس.
- وأدى البيع المستمر للقمح في الخارج إلى حقيقة أن أوكرانيا ستشتري هذا العام من تركيا الدقيق المصنوع من الحبوب الأوكرانية المباعة للأتراك في العام 2021.
أسباب انهيار الاقتصاد الأوكراني
ويضيف بروخفاتيلوف، إن المفوضية الأوروبية، ألغت الشهر الماضي أبريل/نيسان الرسوم والحصص على الصادرات الأوكرانية لمدة عام، تلتها المملكة المتحدة، وقال رئيس أوكرانيا «زيلينسكي»، بتفاؤل، إن من شأن ذلك أن يساعد الاقتصاد الأوكراني، ولكن في الواقع لن يساعده، لأن الأزمة ليس سببها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإنما كسر سلاسل التعاون مع روسيا، وارتفاع الأسعار، ونقص الوقود بسبب أزمة الطاقة العالمية.
سرقة المخزون الاستراتيجي للحبوب في أوكرانيا
وكذلك عمليات النهب. فقبل عامين، اتضح أن المخزون الاستراتيجي للحبوب في أوكرانيا قد نُهب إلى الصفر. فعندما طالب مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، في شهر مايو/ آيار 2020، الحكومة بالتحقق من حالة احتياطيات الحبوب الاستراتيجية، كشفت نتيجة المراجعة أن ثلاثة بالمائة فقط منها باق، وأن الحبوب منخفضة الجودة، وفقط تلك التي لم تكن مناسبة لإنتاج الخبز لم تسرق.
- ونقلت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، إن إدعاء السياسيين الغربيين الذين يدعون إلى «إنقاذ» القمح الأوكراني، مع الاستمرار في إرسال الكثير من الأسلحة إلى أوكرانيا بدلا من المساهمة في تسوية الأزمة، يؤكد حجم «الأنانية» والنفاق.
استراتيجية الغرب «استيراد الأسلحة ـ تصدير الحبوب»
وذكرت أنه في عام 2021 كانت أوكرانيا ثاني أكبر مورد للحبوب إلى الاتحاد الأوروبي، شكلت حصتها في العام الماضي حوالي 14٪ من إجمالي حجم واردات الحبوب في الاتحاد الأوروبي. ولكن وبسبب تفاقم الأزمة في أوكرانيا، توقفت هذه الإمدادات تقريبا،
- وتابعت الصحيفة: الدول الغربية قررت تطبيق استراتيجية «استيراد الأسلحة- تصدير الحبوب» .
وأشارت إلى أن أمريكا حاولت في الماضي الاستيلاء على موارد ذات أهمية استراتيجية مثل النفط والغاز، وفي سياق الأزمة العالمية مع الإمدادات الغذائية، التي أثارها إلى حد كبير تفاقم الصراع على أوكرانيا، أصبحت الحبوب سلعة ذات شعبية وأهمية متزايدة.
نقص الغذاء.. والوضع الصعب في أوكرانيا
ونقلت الصحيفة الصينية أنه وفقا للخبراء الصينيين، أن هناك محاولة «لتحرير» القمح الأوكراني، حيث تريد الدول الغربية في الواقع حل مشكلتها الخاصة المتمثلة في نقص الغذاء والاستفادة من الوضع الصعب الذي تجد أوكرانيا نفسها فيه الآن من أجل شراء المزيد من المواد الغذائية بأسعار منخفضة نسبيا.
