سر توقيت العملية الأمنية في جبلي المغيلة والسلوم بتونس

نفذت السلطات التونسية حملة اعتقالات جديدة لشخصيات سياسية وقيادات معارضة لسياسات الرئيس قيس سعيد، بتهم التآمر على الدولة والفساد.

وأوقفت قوات الأمن أمين عام الحزب الجمهوري، عصام الشابي، والقيادية في جبهة الخلا، شيماء عيسى.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد أكد أنه يخوض “معركة تحرير وطني”، داعيا القضاء إلى تطبيق القانون على الجميع.

وقال الباحث في الشؤون السياسية والقانونية، حازم القصوري، إن التهم شملت التآمر على أمن الدولة، لذا كان على الأجهزة الأمنية القيام بما عليها القيام به، مؤكداً أن الخطوات تأتي استنادا إلى القانون.

وأكد أن القضاء التونسي هو الذي يدير “هذه المعركة” ولا يمكن أن يتم إيداع أحد الأشخاص قيد الاعتقال دون سند أو حجج قانونية دامغة.

فيما أوضح الكاتب والباحث في العلوم السياسية، محمد الفوراتي، أن حملة الاعتقالات الأخيرة غير مسبوقة ولم تحدث منذ سنوات طويلة، وشملت عدد كبير من القيادات السياسية البارزة.

وأضاف، أنه بحسب المحامين المطلعين على التهم فإن الملفات فارغة، إلا أن الإيقاف قد يمتد إلى 15 يوماً، ورأى أن سُمعة تونس باتت على المحك.

أوقفت أجهزة الأمن التونسية السبت الناشط السياسي خيام التركي، على ما أفاد محاميه، من دون أن يتمكن من تحديد أسباب هذا الاعتقال.

وقال المحامي عبد العزيز الصيد لوكالة فرانس برس “قرابة السادسة صباحا اعتقل (خيام التركي) من طرف أعوان الأمن بعدما قاموا بمداهمة محل سكنه وتفتيشه”. وأضاف “ما زلت أحاول معرفة الجهة التي تمّ إقتياده إليها”.

وأشار الصيد إلى أن التركي لم يكن موضع “أي إجراءات قانونية” قد تبرر عملية توقيفه، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وينتمي التركي (58 عاما) إلى حزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات، وهو حزب صغير تحالف مع حزب النهضة في ما يسمى حكومة “الترويكا” بين عامَي 2011 و2014.

وتم تداول اسمه كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة بعد استقالة رئيس الوزراء السابق إلياس الفخفاخ عام 2020.

نشرت إيناس حراث محامية النائب التونسي السابق ورئيس الكتلة النيابية لائتلاف “الكرامة”، سيف الدين مخلوف، مقطع فيديو عبر حسابها على موقع فيسبوك يوثّق لحظة إيقاف موكلها.

وظهر في الفيديو عشرات من رجال الأمن الذين حاولوا دخول منزل سيف الدين مخلوف لتنفيذ قرار المحكمة العسكرية بسجنه 14 شهرا على خلفية ما يعرف بـ”حادثة المطار”، قبل أن تقوم المحامية ايناس حراث بمنعهم وإبلاغهم بأن موكّلها مستعد لمرافقتهم.

ويذكر أن الدائرة الجناحية الاستئنافية العسكرية المتعهدة بقضية أحداث اقتحام مطار تونس قرطاج الدولي، قد قضت بالسجن مدة 14 شهرا مع النفاذ في حق سيف مخلوف.