سعيد يترأس اجتماع مجلس الأمن القومي التونسي.. ويؤكد: هناك من يتربص بالوطن
ترأس الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس الجمعة، اجتماع مجلس الأمن القومي التونسي، الذي عقد حول قضية الهجرة غير الشرعية.
وخلال كلمة ألقاها أمام الاجتماع، وتم بثها عبر صفحة رئاسة الجمهورية التونسية على موقع فيسبوك، في وقت متأخر من مساء الجمعة، قال سعيد إن «الاجتماع عُقِد للنظر مجددا في موضوع الهجرة التي توصف بأنها غير نظامية، ولكني أُفضل أن تتم الاستعاضة عن هذا الوصف بأنها هجرة غير إنسانية».
وأضاف: «كثيرة هي الحالات التي تتم فيها هذه الهجرة، بل – وأعي جيدا ما أقول – هذه الهجرة هي في الواقع عملية تهجير وليست بالهجرة المعهودة أو المألوفة، تتولاها شبكات إجرامية تتاجر بالبشر، وتتاجر بأعضاء البشر، لا تستهدف الربح فقط، ولكن أيضا تستهدف وجود الدول والأوطان، وحين تم التنبيه إلى ذلك في اجتماع 21 فبراير الماضي، قامت الدوائر التي خططت في الخارج لهذه العملية بحملات مسعورة، ووجدت في الداخل من ارتمى على دأبه في الارتماء في أحضان الاستعمار، ارتمى في أحضان من روج لهذه الدعاية المغرضة، وهذه الاتهامات الكاذبة، واعتقد من في الداخل أنها فرصته التي لا يمكن أن يتركها تمر دون أن يقتنصها، متوهما أنه سيحقق بها مآربه استعدادا للانتخابات، ومن المفارقات في تونس أنهم يرفضون الانتخابات التشريعية ويتهافتون على الانتخابات الرئاسية، فعلى أي قدم يرقصون».
وتابع الرئيس التونسي: «لقد سقطت عن هؤلاء كل الأقنعة، فخير لهم أن يخفوا سوءاتهم إن بقيت لهم بقية باقية من آخر ورقة توت، ونفس هذه الدوائر التي تتباكى على الحريات وتذرف الدموع، لأنها في الواقع ارتمت في أحضان هذه الدوائر في الخارج، التي تعمل على تهجير هؤلاء البؤساء والفقراء، هؤلاء الذين يتباكون ويذرفون الدموع كذبا وبهتانا، لماذا لم ينظروا في الصحف التي تنشر كل يوم وفي الاجتماعات التي تنظم في كل مكان تحت حماية الأمن، وفي المواقع الإلكترونية التي تنشر الأخبار الزائفة على مدار الساعة، وصارت منصات للتشوية والقذف، الحرية عندهم تعني الفوضى، والديمقراطية التي يزعمون أنها مهدد تعني التآمر على الدولة وأمنها».
وقال سعيد: «أقولها مرة أخرى، نحن أفارقة، ونعتز بانتمائنا الإفريقي، نجير من يلجأ إلينا، ولكن نرفض أن نكون لا أرض عبور ولا أرض توطين، وما قدمته تونس بالرغم من كل الصعوبات التي تعيشها أفضل وأرقى مما يجده هؤلاء المهجرين في عديد المناطق الأخرى، يكفي في هذا الإطار ذكر ما يقدمه الهلال الأحمر التونسي وما يقدمه الشعب التونسي وما تقدمه القوات المسلحة وقوات الأمن وكل أجهزة الدولة، لأن قيمنا وأخلاقنا وشيمنا ترفض كلها أن نترك هؤلاء البؤساء والفقراء المهجرين في العراء».
