سفيرة: أمريكا ستمنح الجيش اللبناني مساعدات بقيمة 120 مليون دولار

يواصل وثائقي “النهاية”، الذي يعرض على شاشة قناة الغد، تقديم الكثير من التفاصيل حول مسار الانهيار السياسي في لبنان، وكواليس تكشف للمرة الأولى.

تعرض هذه الحلقة التطورات السياسية داخل لبنان، بعد أن وقع الاختيار على تمام سلام لتشكيل الحكومة اللبنانية في عام 2013، إذ زار الحريري في منزله بالرياض، ثم انتقل إلى بيت الوسط حيث استقبلته قيادات تحالف 14 آذار، حيث تكلف بتشكيل الحكومة، في رحلة دامت 10 أشهر ونصف، لم يترك فيها سلام وسيلة إلا ولجأ إليها لإحداث خرق في جدار التأليف دون جدوى.
وكان آخر سيناريو مع ميشال سليمان في أواخر عام 2013 هو تشكيل حكومة تكنوقراط من 14 وزيرا إلا أن هذا الاقتراح سقط تزامنا مع سقوط محمد شطح شهيدا على بعد أمتار من بيت الوسط.
يقول تمام سلام: “كنت أنا والرئيس ميشال سليمان نتجه نحو تشكيل حكومة تكنوقراط، إلى أن جاءت إلينا تحذيرات أو سمها تهديدات من حزب الله مفادها: إياكم أن تذهبوا لخيار حكومة تكنوقراط لأن ذلك سيكون انعكاسه سلبيا على الجميع”.
وسط هذه العقبات، حدث تطور في يناير/ كانون الثاني عام 2014 سهل تشكيل الحكومة، بلقاء بعيد عن أعين الإعلام عقد في باريس بين سعد الحريري، وميشال عون بعد اتصال أجراه مساعد الجنرال بغطاس خوري.
غطاس خوري مساعد سعد الحريري، قال:  “كان العماد ميشال عون يريد فتح حوار معنا ويريد أن يراني شخصيا، فاتفقت معه بعد مراجعة سعد الحريري، وقمت بزيارته فوجدت أنه منفتح جدا ويريد بداية جديدة مع الحريري كما يريد أن يكون هناك نتيجة مرجوة من هذا التواصل وأعلن استعداده لقاء الحريري الذي كان وقتها في باريس”.
ويتابع غطاس، الجنرال قال “لا مانع من عقد اللقاء خارج بيروت، ووجدنا أنه من الأفضل والأنسب أن يعقد اللقاء في روما وحضر عون لروما غير أننا فوجئنا أن الخبر خرج للعلن وأذيع على وسائل الإعلام في لبنان بأن هناك لقاء مرتقبا بين عون والحريري في روما. عند ذلك قرر الحريري إلغاء اللقاء لأنه تم كشفه، كنا متفقين أن يكون اللقاء في السر لأنه إفشاؤه يضر الحريري أمنيا وسياسيا وتم الاتفاق أن يكون اللقاء في باريس”.

وضع الحريري طائرته الخاصة في تصرف الجنرال وأقلته ومعه غطاس خوري إلى باريس، قبل أن تعيده إلى روما فور انتهاء اللقاء الذي عقد في منزل سعد الحريري في العاصمة الفرنسية، وجرى الاتفاق خلال الاجتماع العمل على تسهيل تشكيل حكومة سلام دون أن يتدخل الرجلان في الشأن الرئاسي.

التطور الثاني الذي عبَّد الطريق أمام تشكيل الحكومة هو ما أعلنه الحريري تحت مسمى ربط نزاع مع حزب الله في 16 يناير/كانون الثاني 2014، من أمام محكمة لاهاي.

وقد سبق ذلك حوار أجراه ميشال سليمان مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، 24 سبتمبر/أيلول 2013، في نيويورك ضمن به عدم اعتراض واشنطن على تمثيل حزب الله في الحكومة.

كما التقى سليمان برئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني في تونس في 17 فبراير/شباط 2014، للتحدث في الشأن ذاته لتسهيل ولادة الحكومة.

وأخيرا أبصرت الحكومة النور فتنفس تمام سلام ومعه اللبنانيون الصعداء.

تجدر الإشارة إلى أن وثائقي “النهاية”، أعده الصحفي جورج بكاسيني، ويحكي ويسرد قصصا وأسرار مرحلة مفصلية في لبنان معروفة باسم“ أحداث السابع من أيار ” وهي أحداث جرت في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. كما تعتبر ميدانيا الأكثر خطورة وعنفا منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.

كشف هاني حمود مستشار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، ضمن سلسلة “وثائقي النهاية” تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جمع بين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسعد الحريري. حيث طالبه العاهل السعودي بالخروج فورا من لبنان لأن حياته معرضة للخطر.

وأوضح حمود أن الملك عبد الله قال لسعد الحريري إنه يجري ترتيبات لإخراجه من بيروت وإحضاره للمملكة العربية السعودية لأن عائلة الحريري يكفيها شهيد واحد.

وبحسب حمود فإن رد سعد الحريري جاء برفضه الخروج من بيروت مؤكدا أنه لن يترك جماعته بمفردهم، وأن ما يصير معهم يصير أيضا معه، وأن بيروت تقبع تحت الغيم وتتعرض للنار وأن بيت سعد الحريري هو واحد من بيوت لبنان.

وأكد حمود أن مستشارا للملك عبد الله كان في الجلسة  أخبره أن الملك بالرغم من أنه كان غاضبا من رفض الحريري ترك بيروت وبعد أن أغلق خط الاتصال معه قال لمن حوله: “سجلوا كلامي سعد الحريري رجّال”.

وتذاع سلسلة وثائقي “النهاية”، التي أعدها الصحفي جورج بكاسيني الذي واكب هذه الأحداث وأبطالها عن قرب، كل خميس، على قناة الغد في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة وذلك من خلال 6 أجزاء.

كتبت: كلودي أبي حنا- مراسلة قناة الغد من بيروت

كانت الصورة في الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال الرئيس اللبناني الشهيد رفيق الحريري أبلغ من الكلام، حيث عبّر الحشد الذي تحلق حول الضريح في وسط العاصمة بيروت عمّا لم يعبّر عنه الرئيس سعد الحريري (نجل الشهيد) الملتزم تعليق العمل السياسي.

فجمهور تيار المستقبل الذي أكد وفاءه لمؤسسه الشهيد وزعيمه الحالي، بدا توّاقًا لمرحلة سابقة لعبت فيها “الحريرية السياسية” دورًا في نسج الأمل في نفوس اللبنانيين فيما يغيب أي أمل بحلول قريبة في المرحلة الحالية.

ولم يخفِ كثيرون من المناصرين رغبتهم الدفينة في أن تعود “الحريرية” إلى لبنان، رغم أن الطريق لذلك ليس معبّدًا، أقله في المرحلة الحالية، حيث يقف هذا النهج عند مفترق طريق وكأنه أمام محاولة اغتيال ثان: “الرئيس الشهيد أتى وعمّر عندما كان البلد مفلسًا. قتلوه. عرفوا من يقتلون. ثم أكملوا بسياسة التعطيل ثم التعطيل فالتعطيل. أنا خرجت وعلّقت عملي”.

هذا ما قاله الرئيس سعد الحريري في لقاء مع عدد من الإعلاميين شاركت فيه قناة الغد.

ولكن الحريري الذي ثبت في غيابه، أن حضوره لا يزال قويًا وأن شعبيته ممتدة في مختلف المناطق اللبنانية، قال مؤكدًا: “هؤلاء الناس الذين يؤمنون بالاعتدال، وبأن كل ما عمله الرئيس الشهيد هو بناء وطن لكل اللبنانيين، هؤلاء، لا يمكن أن أتركهم!”

أضاف موضحًا: “قررت العودة إلى الناس، وأن أشتغل معهم من خلال العمل الاجتماعي. فالسياسة بالنسبة إلي أداة للقيام بإنجازات. فهل إن العمل في السياسة يهدف فقط إلى البقاء في الصورة؟ أنا لست هكذا!”

الرؤية واضحة.. ولكن

مما لا شك فيه أن سعد الحريري الذي ترأس الحكومة اللبنانية ثلاث مرات، وكان المسؤول الوحيد الذي استقال بعد أيام على احتجاجات أكتوبر، لا يرى مكانًا له في الواقع السياسي “المؤسف” الراهن، رغم أن لديه رؤيا واضحة جدًا بالنسبة إلى كيفية التصدي للأزمة غير المسبوقة: “ما وصل إليه البلد هو بسبب سوء الإدارة. ما من دولة يجب أن تكون فقيرة، وكل الدول الفقيرة هي كذلك بسبب سوء الإدارة. ولبنان ليس بلدًا فقيرًا بل هو غني. إنما يجب أن نعرف كيف ندير البلد لمصلحة المواطن. يكفي تجهيز البنى التحتية ومن ثم يقوم المواطن بعمله فتكون الدولة عندئذ جزءًا صغيرًا من لبنان”.

وأسهب الحريري الذي كان يرأس أكبر الكتل النيابية في تاريخ لبنان الحديث، في التوقف أمام واقع المكوّن السني وما يشهده من تشرذم في داخل الخريطة البرلمانية. يسأل: “هل المكوّن السني هو الذي يوقف انتخاب رئيس للجمهورية؟ بالطبع لا. المشكلة اليوم أن المكونات الأخرى لا تريد أن تفعل شيئًا. فلم لا ينتخبون رئيسًا؟ من المؤكد أن المكوّن السني يشارك في الإدلاء بصوته في الاستحقاق الرئاسي إذا ما كانت هناك انتخابات جدية”.

الحريري: الحل من الداخل

وعندما تسأله عن التسوية الخارجية والتي يبدو أن الكل في انتظارها وهل يمكن أن يكون جزءًا منها، يسارع إلى الإجابة بأن “الحل يجب أن يأتي من الداخل. لا أريد التنظير. أنا أصلا في الـBusiness وبعيد عن الجو!!”

ولكن الحريري ليس بعيدًا على الإطلاق. حتى لو كان غائبًا، هو حاضر بالتمام. أظهر مكوثه القصير في بيروت كثافة اللقاءات السياسية والشعبية التي عقدها على مدار الساعات، والتي شملت كوادر في تياره وممثلين لمختلف الكتل السياسية فيما بدت المفارقة في اتصال تلقاه من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون طلب منه فيه العودة إلى لبنان، علمًا بأن عون كان قد صرّح في العام 2011 عندما غادر الحريري بيروت لمدة ثلاث سنوات لمخاطر أمنية، بـ”أننا قطعنا له تذكرة ذهاب دون رجعة one way ticket وذهب ولن يعود”، كما أن عون طلب من النواب قبيل التكليف الأخير للحريري عدم تسميته، الأمر الذي لم يحصل ولكن الحريري لم يتمكن للخلافات المعروفة مع التيار الوطني الحر حليف حزب الله من تشكيل حكومته.

سئل الحريري: “بم أجبت عون عندما طلب منك العودة؟”

أجاب مختصرًا: “إنشالله”

وهل اشتاق للبنان، يرد سريعًا: “اشتقت للبنان كثيرًا!”