قال السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، بيتال أمرو، إن رفع السودان ومصر قضية “سد النهضة” إلى مجلس الأمن أمر “غير مقبول”، موجّهاً اتهاماً إلى الخرطوم والقاهرة بأنهما تنتهجان أسلوبا مخالفاً للقوانين الدولية المتعلقة بالمياه العابرة للحدود، وترغبان في تقسيم المياه دون التنسيق مع إثيوبيا، حسب تعبيره.
وشدد أمرو، خلال مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم، على أن قضية سد النهضة “فنية بحته”، موجهاً انتقاداً إلى السودان ومصر بأنهما تريدان جعلها “قضية أمنية”، لافتاً إلى أن السودان ومصر حاولتا الضغط على إثيوبيا في جامعة الدولية العربية.
وأضاف أن كلمة “اتفاقية ملزمة” تعني حرمان إثيوبيا من مياه النيل، وأن اتفاقية تقسيم المياه تجعل المياه بين مصر والسودان وتُبقي إثيوبيا بلا حقوق، على حد قوله.
وتابع السفير الإثيوبي: “قانون الأمن المائي الدولي يمنع إلحاق الأضرار بدول المصب، وأن هذا الإضرار أمر غير واقع في سد النهضة”، لافتا إلى أن هنالك نقاط عدة مُتفق عليها بين السودان وأثيوبيا، ومشدداً على أن أديس أبابا لاتقوم بأي أنشطة تسبب أضراراً للسودان.
وأضاف أن بلاده التي تحتضن 86% من مياه النيل غير مشمولة في اتفاقية تقسيم المياه، وأن مصر تحصل على حصتها في المياه وفق القانون الدولي – بحسب تصريحاته، متابعاً أن حكومة إثيوبيا ملتزمة بالقوانين الدولية وليست “حكومة عصابات”، وأنها تعزز البحث عن حلول تحت مظلة “الاتحاد الافريقي”.
وأشار السفير الإثيوبي إلى أن بلاده تحترم القوانين الدولية، ولا تعتزم إلحاق أي أذى بالسودان من خلال تشغيل سد النهضة.
وقال إن السودان كان على علم “بكل كبيرة وصغيرة” تخص سد النهضة، وأن الخرطوم قدمت مساعدات كبيرة لإتمام مشروع السد، مشددا على أن ازدهار السودان يصب في صالح إثيوبيا.
ولفت أميرو إلى أن إثيوبيا ستزود السودان بالكهرباء بسعر رخيص بعد بناء سد النهضة، وأن هناك العديد من الفوائد التي ستعود على الخرطوم من هذا السد، ورأى أنه لا أساس لما يثار من مخاوف بشأن السد.
وحول ملف الحدود بين إثيوبيا والسودان، قال إمرو إنه لا جديد في هذا الملف.
وتابع: “حتى وإن حدثت حروب بين السودان وإثيوبيا في مسألة الحدود فإن الحل يوجد على طاولة المفاوضات”، مؤكداً أن البلدين ليس لديهما قوة كافية لتبديدها في الحرب، وأن موقف إديس أبابا الثابت هو حل هذا الملف عبر الطرق السلمية.
وأكد، في حديثه عن التطورات في إقليم تيجراي، أن هناك مصاعب تحول دون وصول المساعدات إلى الإقليم.
