«سلاح المسيّرات».. كيف يمكن تقنين استخدامه عسكريا ومدنيا؟
لا تعد معارك أوكرانيا أولى الحروب التي تلعب فيها المسيّرات دورا كبيرا، لكنها أول مواجهة عسكرية توثق بشكل شامل من السماء بواسطة هذه الدرونز.
ففي حرب أوكرانيا، الجميع استخدم المسيرات، بدءا من الجيشين الروسي والأوكراني، مرورا بالمراسلين والصحفيين، وصولا بالمدنيين، لكن الوضع القانوني لمستخدمي هذه الآلية في مناطق الحرب غير واضح إلى حد كبير، كما أن محاولة تصوير ما يجري قد تعني المخاطرة بحياتهم.
وبحسب خبراء، فإن أكبر مشكلة تواجه مستخدمي المسيرات في مناطق القتال، هي التمييز ما بين الأهداف المدنية والعسكرية، والتمييز ما بين السكان والمقاتلين.
لوائح وقوانين جديدة
في هذا السياق، قال يوري ساك، مستشار وزير دفاع كييف، إن “المسيرات” لعبت خلال الحرب الأوكرانية التي بدأت بالعدوان الروسي في فبراير دورا مهما، مشيرا إلى أن قوات بلاده استخدمت هذا السلاح في استهداف القوات الروسية.
وأشار مستشار وزير الدفاع الأوكراني، في حديثه لبرنامج مدار الغد، إلى أن “المسيرات” ساعدت بلاده في الدفاع عن مدنها ومواطنيها، وكانت ذات فاعلية كبرى.
وأوضح ساك أنه خلال أوقات السلم توجد لوائح تتعامل مع استخدام المسيرات، لكن أوكرانيا تحت العدوان الغاشم من روسيا، إذ يتم استهدافها بالصواريخ والهجمات الجوية.
وقال إن هناك لوائح جديدة تم وضعها لمشاركة أي صور أو فيديوهات للهجمات التي تتعرض لها أوكرانيا سواء أرضا أو جوا، والتي تمكن بواسطتها من معرفة الأمر على الأرض، حيث لا يكون للعدو ميزة في مهاجمة الأماكن المدنية في أوكرانيا.
وتابع: “لدينا لوائح جديدة للتعامل مع هذا السلاح، فعندما يتعلق الأمر بالمسيرات العسكرية فإنها تحت سيطرة كاملة من القوات المسلحة، حيث الهدف الأساسي منها تدمير أهداف العدو”.
وأضاف: “القوانين الجديدة تمنع المدنيين من مشاركة أي صور على الإنترنت من تلك التي تم الحصول عليها من خلال المسيّرات”..
لكن المستخدمين المدنيين للمسيرات مثل الصحفيين والمواطنين الفضوليين قد لا يدركون الآثار المترتبة على أفعالهم.
وما يجري حاليا في أوكرانيا ربما يؤكد حاجة العالم إلى معايير ومبادئ واضحة، لاستخدام هذه الطائرات وفق القانون الإنساني الدولي.
عنصر حاسم
من جانبه قال العميد خالد حمادة مدير المنتدى الإقليمي للدراسات، إنه لا شك في أن المسيرات دخلت إلى نظام المعركة منذ سنوات؛ وأحدثت تغييرا كبيرا في كل أنظمة القتال الموجودة نظرا لقدرتها على اختراق المجال الجوي للخصم وقدرتها الاستطلاعية، وإرسالها للمعلومات، وتدني تكلفتها.
وأضاف مدير المنتدى الإقليمي للدراسات في حديثه لمدار الغد، أن العالم أضحى أمام تغييرات حدثت، مشيرا إلى أن المسيّرات دخلت من غير استئذان لكل خطوط التماس وحقول المعركة الحديثة في السنوات العشر الأخيرة، كما فرضت نفسها كأحد عناصر المعركة.
وتابع حمادة: “لا يوجد ما ينظم استخدام المسيرات، لكن النصوص الموجودة في القانون الدولي الإنساني تنظم عملها في الميدان، وليس هناك ما يستلزم أن يكون هناك نصوص خاصة للمسيرات”.
