في ظل موجة الإسلاموفوبيا التي اجتاحت عددًا من دول أوروبا الآونة الأخيرة، أثارت تصريحات رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الجدل بشأن موقف الدولة الأوروبية، من المهاجرين المسلمين، حيث أعرب فيكو عن رفض بلاده التام للاقتراح المقدم من جانب الاتحاد الأوروبي، حول توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء.
«الإسلام ليس له مكان في سلوفاكيا».. كانت هذه التصريحات الأكثر حدة هي الأولى لرئيس وزراء سلوفاكيا، في أعقاب الانتاخبات النيابية، التي أجريت مارس/آذار الماضي، والتي أكد فيها استمرار موقف بلاده المتشدد تجاه المسلمين، متجاهلاً كافة الاتهامات، التي وجهت إليه بأن تلك السياسة تعارض تعدد الثقافات ومبررًا ذلك بمخاوف من انهيار اتقاليد التي قامت عليها دولته.
تصريحات رئيس الوزراء بشأن المسلمين لم تكن الأولى، حيث هدد في مارس/آذار الماضي، ببناء حائط بين أستراليا ومدينة هانجاري الأوروبية، لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أفريقيا ودول الشرق الأوسط، قائلا «لن نسمح لمسلم واحد بدخول سلوفاكيا، لن نبني أية مجتمعات مسلمة هنا» لافتا إلى ما قد يشكلونه من «مخاطر أمنية مؤكدة».
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه سلوفاكيا التي يبلغ عدد سكانها 5.4 ملايين نسمة، غالبيتهم من الطائفة الكاثوليكية، تقديم 169 طلب لجوء خلال العام الماضي.
ويستلزم القانون السلوفاكي أن يضم المجتمع 20.000 شخص من حاملي ديانة معينة للاعتراف بها، وهو ما يجعل الاعتراف بالمجتمع الإسلامي البالغ نحو 5000 مسلم أمرًا مستحيلاً.
ويعيش معظم مسلمي سلوفاكيا في العاصمة براتيسلافا، ويتكون الجزء الأكبر منهم من الألبان والبوسنيين ومن العرب أيضًا، ولا تزال سلوفاكيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، التي لا يوجد على أراضيها أي مسجد، والدستور السلوفاكي لا يعترف بالإسلام دينًا للبلاد.
وتقدمت سلوفاكيا والمجر، التي يتعين عليها استقبال 802 من طالبي اللجوء في البلاد، في إطار نظام الحصص الملزم للاتحاد الأوروبي، بطلب إلى محكمة العدل للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، للتخلص من هذه المسؤولية.
وكان روبرت فيكو قد أعلن في أعقاب هجمات باريس الأخيرة التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي «إخضاع كل المسلمين الموجودين في البلاد للمراقبة»، مؤكدا إصرار بلاده رفض استقبال اللاجئين، وسط تلميحات بـ «الخطر الإرهابي الذي قد يشكلونه»، وأحرز فيكو تقدما في الانتخابات الماضية بسبب سياسته العدائية للمسلمين، على غرار المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب، حيث نجح في الوقول إلى فترة ثائية من رئاسة الوزراء.
ولم تكن الجارة التشيك بعيدة عن سياسة سلوفاكيا، حيث اتخذت النهج نفسه في منع المسلمين من دخول أراضيها، ومنع بناء المساجد، في الوقت الذي أكدت فيه الأقلية المسلمة في تلك الدول بتعرضهم للاعتداءات والتهديدات بعد تزايد التصريحات المناهضة لهم.
واقتصر استقبال الدولة الأوروبية، الرافضة للإسلام، للمهاجرين على ذوي الديانة المسيحية، حيث منحت مؤخرا حق اللجوء لمجموعة مكونة من 149 مسيحياً يعيشون في العراق بعد أن حصلوا على موافقة الكنيسة الكاثوليكية.
