مشاعر غضب واستنكار أثيرت في لبنان بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات نارية لرجال السياسة عقب إخلاء سبيل الوزير الأسبق «ميشال سماحة» بقرار صادر من حكمة التمييز العسكرية في لبنان أمس الخميس وذلك مقابل كفالة مالية قدرها 150 مليون ليرة لبنانية (100 ألف دولار).
«سماحة» المتهم بجلب متفجرات من سوريا والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية ودينية بالتعاون مع اللواء السوري علي المملوك ومدير مكتبه، أثار سياسيين ومسؤولين كبار فقال رئيس تيار المستقبل رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري إن هذا الموضوع «لن يسكت عنه مهما كلف الأمر».
وقال وزير العدل أشرف ريفي «بئس وطن يتآمر فيه قاض وضابط على سلامة بلاده وضد مصلحة بلاده»، فيما صرح رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي «ما حصل أصاب في الصميم نزاهة القضاء اللبناني ومفهوم العدالة والمساواة بين اللبنانيين أمام القانون والقضاء»، كذلك هاجم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والسياسي الدكتور سمير جعجع قرار المحكمة العسكرية وهيئة التمييز العسكرية، أن يحاكم «سماحة» حرا.
وحكم على سماحة في 13 أيار/مايو بالسجن 4 سنوات ونصف بعد إدانته. وعلى الرغم من موقف النيابة العامة التمييزية برفض إخلاء سبيل سماحة، قالت إن القرار النهائي يعود إلى محكمة التمييز العسكرية التي وافقت بدورها على إخلاء سبيل سماحة بعدما اعتبرت هيئة المحكمة أن المتهم قضى فترة محكوميته السابقة، وأن عليه حضور الجلسات المقبلة، متهما غير موقوف لحين صدور الحكم النهائي بحقه.
ونظمت قوى 14 آذار اعتصام أمس أمام ضريح اللواء وسام الحسن مدير شعبة المعلومات التابعة للأمن الداخلي اللبناني والذي اغتيل في أكتوبر 2012 بعد الإيقاع بـ«سماحة» بناء على تحريات شعبة المعلومات وبواسطة المسؤول الأمني ميلاد كافوري.
وكانت قضية «ميشال سماحة» قد هزت الرأي العام في البلاد عندما أعلنت شعبة معلومات في فيلم مصور إن ميشال سماحة جاء بالمتفجرات ليسلمها إلى ميلاد كفوري من أجل تفجيرها في شمال لبنان، وبحسب صحيفة الديار اللبنانية، قال ميشال سماحة لميلاد كفوري الذي أوقع به في الفيلم المصور لدى شعبة المعلومات إن «3 يعرفون بموضوع المتفجرات فقط، الرئيس بشار الأسد واللواء علي المملوك وأنا، ولذلك لا تخف قم وخذ المتفجرات».
وفي وقت استهجن عدد كبير من نشطاء «تويتر» الإفراج عن سماحة في وقت يحكم على آخرون بالإعدام في تهم مشابهة، دعت منظمات شبابية وأعضاء في قوى 14 آذار اللبنانية جميع اللبنانيين إلى التظاهر والاعتصام أمام المنزل الذي يقطن فيه «سماحة» ابتداء من مساء اليوم احتجاجا على إخلاء سبيله.
#ميشال_سماحه Tweets
وردا على ردود الأفعال الغاضبة التي أججها الإفراج عن «سماحة» هاجم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة عن «حزب الله» محمد رعد، منتقدي إخلاء سبيل سماحة قائلاً: إن الطعن على قرار الإخلاء ليست إلا تعبيرا عن «النكد والكيدية».
وقد وصل سماحة منزله مساء أمس الخميس بعد أن دفع محاميه الكفالة المالية فور صدور القرار الذي يقضي بمنعه من السفر لمدة سنة، أو الإدلاء بأي تصريحات إعلامية حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.
