سوريا تبحث حل «المسألة الكردية» في مواجهة «الاحتلال التركي»

تؤكد الدوائر السياسية في موسكو، أن أول اتصال من قائد عربي كبير وصاحب نفوذ مؤثر في المنطقة العربية، وهو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي مع الرئيس السوري بشار الأسد، يحمل لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 9 سنوات تقريبا، مؤشرات واضحة للتضامن العربي مع سوريا في تلك الظروف الاستثنائية بحسب وصف وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية.

 

  • وكان الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية،  قد نشر تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر، قائلا: «بحثت هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة».

 

ويرى المحلل السياسي الروسي، أليكسي  سيفكوف، أن مبادرة الشيخ محمد بن زايد،  الاتصال مع الرئيس السوري، جاءت في الوقت المناسب، لدولة عربية على أبواب نهاية التوتر على أرضها،  وفي مواجهة أطماع إقليمية ودولية، ممثلة في تحركات تركية وأمريكية، وأن ثوابت سياسة دولة الإمارات العربية هي دعم التضامن العربي ودعم أية خطوات تنهي الأزمة السورية، ومن هنا فقد ثمّن الرئيس السوري موقف دولة  الإمارات الإنساني في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من هذا التحدي المستجد، وأشاد بهذه المبادرة بكل معانيها السامية.. وأتوقع تداعيات إيجابية (جدا) لمبادرة الشيخ محمد بن زايد على صعيد  المساهمة في وضع حدا للأزمة السورية.

تحرك روسي  ـ  سوري  لحل «المسألة الكردية»

 

بينما كشفت الدوائر السياسية في موسكو، عن تحرك روسي في إطار التنسيق مع دمشق لحل «المسالة الكردية»، وباعتبارها خطوة تقطع «شوطا كبيرا» لحل الأزمة السورية، ووضع حدا للتوترات الناجمة عن تقاطع المصالح التركية والأمريكية في منطقة الشمال السوري.. وقال المحلل السياسي الروسي، يفغيني كروتيكوف، إن الزيارة الغامضة للغاية والعاجلة  يوم 23 مارس / آذلر الجاري، وهي الزيارة غير المتوقعة التي قام بها وزير الدفاع الروسي إلى دمشق، بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث التقى الرئيس السوري، واستغرقت الزيارة بضع ساعات فقط، وهذا يعني أن المسائل المطروحة تمت مناقشتها والاتفاق عليها مسبقا، وما لفت الانتباه بشكل خاص وجود رئيس المخابرات العسكرية، الأميرال إيغور كوستيوكوف، الذي رافق الوزير في زيارته إلى سوريا.
وبحسب مصادر مطلعة ـ كشفت للمحلل السياسي كروتيكوف ـ أن الزيارة المفاجئة  تناولت نقاطا تتعلق  بالتسوية ما بعد الحرب، وبعد أن تمكنت موسكو من انتزاع وعد من أنقرة بتطهير المنطقة على طول الطريق السريع M4 وشمالها، كما هو وارد في اتفاقيات الهدنة مع موسكو، وبالنسبة للأتراك، هذا تحد خطير، وقد نقلت المخابرات العسكرية الروسية التابعة لوزارة الدفاع الروسية جميع المعلومات إلى الجانب السوري، عن منظمة حراس الدين المتشددة المتهمة بتنفيذ كمائن ضد القوافل والدوريات التركية، ولذلك كان الهدف من زيارة  وزير الدفاع الروسي، لبشار الأسد، تنسيق عمل الأتراك أثناء عملية تطهير الطريق السريع M4 و«الممر الأمني» بعمق ستة كيلومترات إلى الشمال، ومن الضروري تجنب حدوث صدام مباشر جديد بين القوات التركية والسورية، الأمر الذي يمكن أن يحدث نظريا إذا قرر الأتراك بجدية فعلاً تطهير المنطقة من الجهاديين في أقرب وقت.
  • ومن هذه الزاوية بحسب محللين عسكريين روس، يكفي على الأقل التأكد من عدم حدوث شيء خطير خلال تأمين الأتراك الطريق السريع.

 

وهناك جانب آخر غير متوقع لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا، يتعلق  بالتسوية ما بعد الحرب، ومع أن هذه ليست وظيفة الإدارة العسكرية، إنما ينبغي إدراك أن الجيش في سوريا هو، في الواقع، الآلية الوحيدة الفاعلة في الدولة السورية، وبالطبع، حسب ما يراه الكرملين، لن يكون ممكنا التوفيق بين الأسد وأردوغان من مرة واحدة، وفي الوقت نفسه، لا بد من أن يتواصل أحد ما مع أردوغان، الذي يستعرض رفضه حتى النطق علانية باسم الرئيس السوري ولقبه، ويميل إلى إظهار الكراهية للسوريين.
ويرى الخبير الروسي، قسطنطين سيفكوف، أن هناك حاجة ملحة للوصول إلى حل وسط في سوريا، ينهي الحرب ويستعيد وحدة البلاد، بينما مصالح الجهات الفاعلة الرئيسية (الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وروسيا)، متضاربة بطبيعتها، فإذا ما تمكن الأمريكيون من تفتيت سوريا سياسياً، من خلال إنشاء دولة شكلية تحت سيطرتهم في ما وراء الفرات، أو بقي «مرجل» إدلب في وضعه الحالي مع احتلال تركيا لجزء من البلاد، فسيعد ذلك هزيمة قاسية لروسيا، خاصة بعد النجاحات الكبيرة. ولكن، إذا تمكنت دمشق من استعادة سلطتها، ولو في الحد الأدنى، على هذه المناطق، فيمكن اعتبار ذلك عودة البلاد إلى حدودها ما قبل الحرب.

·       ولعل الولايات المتحدة توافق، في الظروف الحالية، على خضوع مناطق الأكراد لسيادة دمشق شكليا مع منح هذه المناطق حقوقا واسعة. فيؤمّن ذلك الأساس للحفاظ على النفوذ الأمريكي، وسوف تُحدد الخيارات المحتملة لتطور الوضع، في ما وراء الفرات، إلى حدٍ كبير قرارات دمشق، وفي المقام الأول ما يخص العلاقات مع الأكراد السوريين، الذين يسيطرون اليوم على المنطقة.

 

  • وأوضح الخبير الروسي،  سيفكوف، حين يتضح أن المسألة تقترب من الحل النهائي وأن الحكومة السورية بصدد التوصل إلى اتفاق مقبول مع منظمات الأكراد السوريين، يمكن توقع إما تسريع إخلاء القواعد الأمريكية أو بدء تعرضها لهجمات، وهكذا، يمكن افتراض أن الوقف التام للأعمال القتالية في سوريا واستعادة وحدة أراضيها وسيادتها سيتم حلها في غضون عام ونصف إلى عامين.
ويذكر أنه في الأيام الأولى من الصراع، ساعدت الحكومة السورية وحدات حماية الشعب الكردية القوية في السيطرة على المدن التي تقطنها أغلبية كردية، ولم تحارب الوحدات الحكومة السورية أثناء الحرب كما أنها استوعبت الوجود الحكومي السوري في مدينتها الرئيسية «القامشلي».. لكن دمشق ترفض بشكل قاطع منح الأكراد الحكم الذاتي أو تأسيس أي كيان في شمالي البلاد. وهددت الحكومة في وقت سابق من العام القوات الكردية المدعومة من واشنطن بهزيمة عسكرية إن لم توافق على العودة لسلطة الدولة.

 

  • بات واضحا أن هناك توافقا سوريا ـ روسيا حول ضرورة حل المسألة الكردية في سوريا في هذه المرحلة بالذات، وعدم جواز تفويت الفرصة..ويقول المحلل السياسي الروسي، ستانيسلاف إيفانوف، إن القادة الأكراد فؤكدون أنهم ليسوا انفصاليين، وأنهم مستعدون للتعاون مع السلطات والأحزاب السياسية، على أن يتم الاعتراف بالوضع المستقبلي للمنطقة التي يشغلونها ومساواتهم في الحقوق الوطنية مع الأغلبية العربية، وإدراج هذا البند في الدستور الجديد. ولكن، حتى الآن، لا الأسد ولا قادة المعارضة يقدمون مثل هذه الضمانات.
وفي المقابل يؤكد ممثلو دمشق الرسميون، على أن البلاد يجب أن تبقى موحدة. وكشرط مسبق لإجراء اتصالات مع الأكراد، تطالبهم دمشق بقطع جميع علاقاتهم مع الولايات المتحدة. والمطلب الأخير، ليس بسيطا، حيث أن القوة الأمريكية تعمل كضامن لأمن الأكراد والقبائل العربية وراء الفرات. ووفقا لواشنطن وتل أبيب فإن ذلك يقيد إلى حد ما، توسع إيران.

 

التحرك الروسي السوري لحل المسالة الكردية، بحسب الدوائر السياسية في موسكو، يضع في الاعتبار سيطرة الأكراد على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على حوالي ربع أراضي البلاد، حيث يعيش حوالي 3.5 مليون شخص، وهناك عدد هام من حقول النفط ومرافق معالجة النفط والغاز.. وإذا تمكن الأكراد من الاندماج في الدولة السورية المستقبلية، فستكون الحكومة المركزية قادرة على استعادة وحدة أراضي البلاد في اتجاه استراتيجي مهم دون القيام بعمل عسكري، والحصول على موارد الطاقة، واتخاذ خطوة مهمة نحو انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]