سوريا تراهن على الدعم الروسي.. و«أردوغان» يترقب لقاء «بوتين»
بات واضحا في ظل أجواء التوتر المشحون بالنار والبارود في محافظة إدلب السورية، أن موقف روسيا ثابت من الأزمة السورية عامة، ومن الأحداث المتوترة حاليا في إدلب، وهو ما أكد عليه المتحدث الرئاسي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن «موقف موسكو من الأزمة السورية لم يتغير أبدا، وهو نفس الموقف الذي ذكره مرارا وتكرارا كل من الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، وكذلك وفد الخبراء المشترك بين الإدارات، والذي تحادث في الأيام الأخيرة مع زملائه الأتراك».
- المسؤول الروسي، كان محددا في توضيح ما وصفه بثوابت الموقف الروسي تجاه سوريا، مؤكدا «نحن ملتزمون بدعم سوريا في الحرب ضد الإرهابيين، والمنظمات الإرهابية الواردة في قائمة الجماعات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة، كما أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم في سوريا، والأهم من ذلك، سنركز جميعا على المفاوضات بين بوتين وأردوغان».
«أردوغان» يترقب موعد لقاء «بوتين»
الرئيس التركي أردوغان، يترقب موعد لقاء «بوتين»، الخميس المقبل، 5 مارس/آذار الجاري، وهو لقاء يعد تتمة للمحادثة الهاتفية بينهم. حول الوضع في إدلب، وقال أردوغان في اجتماع مع نواب في اسطنبول، إنه خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين طلب منه عدم الوقوف في طريق الجيش التركي في سوريا. ووفقا له، «تعتزم أنقرة إظهار قوتها وحزمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه».. وفي ظل التطوّرات، لم تستبعد تركيا العملية الدبلوماسية مع روسيا، إذ كشفت الرئاسة التركية، أن الرئيس أردوغان ، سيعقد قمة ثنائية مع نظيره الروسي فلاديمير بموسكو في 5 مارس/ آذار الحالي، ونظرا للأهمية التي يوليها الرئيس التركي لهذه القمة، فإن كلاً من وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان سيصلون العاصمة الروسية موسكو قبل يوم من موعد وصول الرئيس التركي.
المفاوضات بين بوتين ونظيره االتركي لن تكون سهلة
سياسيون روس يؤكدون أن المفاوضات بين بوتين ونظيره االتركي، لن تكون سهلة، رغم أن الرئيسين يرغبان في تسوية الوضع.. ويرى الخبير العسكري الروسي، فلاديسلاف شوريغين، أن تركيا وسوريا لن تتمكن من الحفاظ على شدة المواجهة هذه لفترة طويلة، لأن ذلك يتطلب الكثير من الموارد ومكلف للغاية..ووفقا لخبير مركز التحليل التركي SETA، أنيس بيرقلي، فإن لدى زعيمي البلدين كل الفرص لتسوية تفاقم الوضع في إدلب.. وقال «بيرقلي» : تدرك تركيا أن روسيا لها مصالحها الخاصة في سوريا، ولا تحاول الجدال حولها، وفي الوقت نفسه، تدرك أنقرة أيضا أن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية، وإذا عادت القوات السورية الحكومية إلى الحدود المشار إليها في مذكرة سوتشي، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع التصعيد.
- بينما يرى خبراء وباحثون في شئون العلاقات الدولية، أن روسيا تحاول الابتعاد عن الشراكة التكتيكية مع تركيا في سوريا، وتحقيق التوازن في تعاونها مع دول الخليج، بحسب دراسة أجرتها « Al-Monito»، وقد يرجع السبب في ذلك، بحسب الباحث الروسي، إيغور سوبوتين، إلى التناقضات غير القابلة للتذليل بين روسيا وتركيا في محافظة إدلب السورية، التي يسيطر عليها متشددو المعارضة التابعون لأنقرة والعناصر الإرهابية.
روسيا لن تضمن سلامة الرحلات الجويّة التركيّة في سوريا
بعد إغلاق المجال الجويّ فوق إدلب، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة، أنّ موسكو لا يمكنها ضمان أمن الطيران التركيّ في سوريا.. ويؤكد رئيس مركز التنسيق الروسي في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسيّة، اللواء أوليغ جورافلوف، أنه وفي ظلّ الظروف الراهنة، لا يمكن للقيادة العسكريّة الروسيّة ضمان سلامة الرحلات الجويّة التركيّة في سوريا، وذلك بعدما أعلن النظام السوريّ إغلاق المجال الجويّ في شمال غربيّ البلاد، وخصوصا إدلب أمام الطائرات والطائرات المسيرة، وسيتعامل مع أيّ طائرة تحلّق في المجال الجويّ فوق شمال غربي البلاد، بخاصة إدلب، كـ «هدف معاد»، بعد حرب الطائرات المسيرة التي وقعت بين قوات النظام السوري والجيش التركيّ والفصائل المسلحة الموالية له.
تغيير قواعد اللعبة في سوريا
ومن جانبه يؤكد خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية، أنطون مارداسوف، أن كثيرا من القيود تعترض طريق موسكو إلى إعادة توازن القوى، لكن من الضروري تغيير قواعد اللعبة في سوريا. فأولاً، كان من المهم للكرملين تكثيف جهود تركيا في إدلب..وثانياً، لموسكو مصلحة في إضعاف المعارضة السورية، ولها مصلحة أكبر في إدراك دمشق لحدود قدراتها الذاتية، فوحداتها، من دون الدعم المباشر من روسيا، غير قادرة على أي شيء. وهذا يعني، إمكانية أن تضمن روسيا ولاء أكبر من الرئيس بشار الأسد، بفضل هذا الوضع..وأما ثالثا، فالابتعاد عن تركيا في قضية إدلب، يتيح لروسيا أن تراعي وجهات نظر الحكومات العربية المهتمة ليس فقط في ردع الإيرانيين، إنما والأتراك أيضا. وللتعاون الروسي التركي حدود في سوريا، فتركيا، قوة مرعبة، تريد كبح طموحات الأكراد السوريين في الحصول على دولتهم الخاصة، وسلوكها لا يتيح إبرام صفقة معها شبيهة بالاتفاق الذي توصلت إليه موسكو في جنوب غرب سوريا.
