سوريا تفتح أبواب “حرب الاتهامات” بين واشنطن وموسكو
وصفت الدوائر السياسية والعسكرية في واشنطن، التنسيق العسكري بين قوات التحالف الدولي والقوات الروسية في سوريـا بأنه “هش” على هامش التنافس وصراع النفوذ بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، وأن التنسيق لم يتعد سماء سوريا، وفي صورة بلاغات متبادلة عن الطلعات الجوية، وبعد فشل المشاورات حول طلعات مشتركة، تراها روسيا غير منطقية بين قوات تدخلت بناء على طلب القيادة السورية الشرعية، وبين قوات لا تستند إلى شرعية دولية أو التنسيق مع النظام السوري الحاكم.
وكشف تقرير معهد الدراسات العسكرية والاستراتيجية في واشنطن، عن التحفظ الأمريكي الغربي منذ بداية التدخل الروسي في سوريا، واعتبرته منافسا لدور قوات التحالف الدولي، من طرف مؤيد لنظام الأسد، وأن الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو بشأن أخطاء القصف في سوريا، ترجع إلى حسابات تقييم نتائج الطلعات والضربات الجوية من الطرفين، بعد أن تم رصد تفوق نتائج القصف الروسي.
وتوقع التقرير سخونة ما وصفه بـ “حرب الاتهامات” المتبادلة.
كان مبعوث الولايات المتحدة الجديد لدى التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا، أكد أمس الثلاثاء أن 30% فقط من الضربات الجوية الروسية في سوريا استهدفت مواقع داعش، وأن بقية الضربات الجوية قصفت جماعات مسلحة أخرى، في إشارة إلى الجماعات المعارضة للأسد، في حين أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ركزت فقط على تنظيم داعش.
واتهمت روسيا قوات التحالف بالوقوف وراء ضرب الجيش السوري قرب دير الزور، الإثنين الماضي، وردت واشنطن الاتهام إلى الطيران الروسي، ما أدى إلى إعلان وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس الثلاثاء، أن موسكو “قلقة للغاية” من تقارير أفادت بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ ضربات ضد قوات الجيش السوري في منطقة دير الزور، وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بشأن ضربة جوية على أهداف خاطئة في محافظة الحسكة أفضت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.
الخبير العسكري البريطاني، جرهام برنتي، يشير في تصريحاته اليوم الأربعاء لوكالة الأنباء الألمانية، أن الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو كانت متوقعة، وخاصة بعد استخدام روسيا للصواريخ العابرة من البحر، سواء من بحر قزوين أو المتوسط، في فصف مباشر لقواعد تنطيم داعش في سوريا، وعسكريا وفقا لتوجهات كل من الولايات المتحدة وروسيا، أن تفصف القوات الروسية الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد، وغالبيتها لها اتصالات مع التظيمات الجهادية في سوريا، كما أن قوات التحالف بقيادة أمريكا ترصد وتقصف قوات النظام حتى لا تفرض سيطرتها على مناطق واسعة في سوريا.
ومن جانبه يرى الخبير العسكري المصري، اللواء محمود عبد اللطيف، أن تدخل الطيران الروسي كشف قوات التحالف التي شنت حتى الأسبوع الماضي وفقا للإحصائيات الأمريكية الرسمبة، 4355 غارة جوية ومنذ تدخلها في 23 سبتمبر/ أيلول 2014 ودون نتائج حاسمة على الأرض، بل ما حدث أن تنظيم داعش تمدد أكثر وقبل التدحل الروسي.
وقال عبد اللطيف، لـ”الغد العربي”، إن قوات التحالف لديها رصد دقيق لنتائج الغارات الروسية والتي بدأت نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وبلغ عدد الضربات الجوية نحو 1450 غارة، وهناك فرق بين الطلعات الجوية وهي غالبا للاستكشاف أو التحذير، وبين الغارات الجوية التي تقصف المواقع.
وأوضح الخبير العسكري المصري، أن التدخل الروسي حسب اعترافات الدوائر العسكرية في الغرب، كان جادا، وسبق للعسكرية الروسية أن وضعت خريطة بمواقع داعش وجبهة النصرة، ونفذت ضربات جدية ومساهمة حقيقية في سياق مكافحة الإرهاب، على عكس الضربات التي يدعيها تحالف مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وهناك معلومات تفيد بأن الضربات الجوية الروسية أثمرت نتائج مباشرة أدت إلى هروب أعضاء الجماعات الإرهابية إلى دول أوروبية، كما وقع انقسام بين تلك المجموعات الإرهابية المسلحة ووقع نزاع فيما بينها على خلفية تلك الضربات، كما فرّ بعض المسلحين إلى تركيا، وأن قادة من تنظيم داعش في محافظة الرقة ،شمال سوريا، فروا باتجاه الأراضي العراقية.