تترقب الدوائر السياسية والعسكرية في دمشق ، “مفاجأة على الطريق” ربما تتجاوز حدود تعاون وشيك بين موسكو وواشنطن، في إدارة الأزمة السورية من الجانبين “السياسي والعسكري” .. و”المفاجأة” التي تترقبها دمشق، كشف عنها قبل شهر ونصف تقريبا، الخبير العسكرى الأمريكي، اللواء المتقاعد بول فاليلي، خلال مشاركته في مؤتمر «الشرق الأوسط: متى يأتي يوم غد؟» الذي نظمه نادي «فالداي» الدولي في موسكو في فبراير الماضى، مؤكدا بقوله : “أعمل حاليا على إعداد مفاجأة لكم جميعا، لكن لا يمكنني أن أكشف لكم عن هذه المفاجأة، عليكم انتظار 90 يوما، لتعرفوا ماذا سيحصل بين الولايات المتحدة وروسيا” .
المفاجأة المرتقبة، بحسب تحليل السياسي السوري، مستشار مجلس الوزراء السابق، أحمد نور الدين، هاتفيا للغد، هي الإعلان عن موقف أمريكي ـ روسي، لوضع نهاية للتنظيمات الإرهابية في سوريا، وتراجع دور تركيا “المكشوف” الداعم لوجستيا وعتادا وعناصر إرهابية إلى داخل سوريا.. وقال : علينا الإنتظار حتى نهاية الشهر الحالي إبريل / نيسان، لمعرفة تفاصيل المفاجأة التي يتم الإعداد لها أمريكيا.
هل تنتظر “المفاجأة” لقاء بوتين وترامب المرتقب
وأضاف في تحليله، هناك مناخ عام يوحي بوجود المفاجأة على الطريق، يشير إليه تعيير الموقف الأوروبي، أو تحديدا تصحيح الموقف الغربي بشأن الأحداث الدموية الإرهابية في سوريا.. ولكن هل تنتظر “المفاجأة” لقاء الرئيسين ترامب وبوتين، على هامش قمة الـ20، التي ستعقد في يوليو/ تموز المقبل في هامبورج ؟
وأوضح “نور الدين” ، أنه ضمن أجواء “المفاجأة” المرتقبة التي أكد عليها الخبير العسكري الأمريكي المرموق” بول فاليلي” ، ما أعلن عنه أمريكيا، بأن الرئيس بشار الأسد “باق” وان الشعب السوري هو الذي يختار رئيسه، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية السورية المقبلةن وفقا للدستور السوري.
كيف ولماذا تغيرت المواقف ؟
“المفاجأة” المرتقبة، طرحت تساؤلات حول أسباب تغير الموقفين الأمريكي والأوروبي، تجاه الأزمة السورية .. ويؤكد تقرير صادر عن معهد الدراسات العسكرية في لندن، أن السبب الرئيسي في تغيير الموقف الأمريكي هو التدخل العسكري الروسي الجدّي والقوي، والانتصارات التي حققها إلى جانب قوات الجيش السوري في سوريا، إلى جانب دعم روسيا للسيادة السورية، والإصرار على بقاء الرئيس الأسد، مما أثبت للولايات المتحدة أنها لن تستطيع أن تصل إلى غايتها من تقسيم سوريا والإطاحة بـالأسد.
ومن جانبه يرى عضو الكونجرس الأمريكي ، هشام كريم، هشام كريم، عضو الهيئة العليا للحزب الجمهوري الأمريكي، أن تغيير مواقف الدول الأوروبية حيال الأزمة في سوريا، متوقع وطبيعي، حيث أن أوروبا لم تكن ترغب في امتداد الأزمة السورية بهذا الشكل، وهذا منبعه أن وجود حالة القلق الدائم يهدد المصالح الأوروبية في المنطقة، لذا فمن المهم لأوروبا أن تستقر الأوضاع في الشرق الأوسط مما يساعد على المد الاقتصادي والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي، ومن الناحية الاقتصادية فإن استمرار الصراع في سوريا، أمر منهك لدول الاتحاد الأوروبي نتيجة فرض الولايات المتحدة عليها المساهمة بنسبة 2% من دخلها القومي لصالح القوات العسكرية”.
هل يلتقي ترامب “الأسد” على طاولة مفاوضات؟
وأضاف عضو الهيئة العليا للحزب الجمهوري الأمريكي، أن التغيير الذي طرأ على وجهة النظر الأمريكية مؤخرا،هو أمر مفروض على الولايات المتحدة وليس أمر نابع من رغبة أمريكية حقيقية وذلك نتيجة الضغط الروسي واستمرار تواجد القوات الروسية للدفاع عن الأراضي السورية، وأن الحل الوحيد الموجود أمام أمريكا الأن أن يكون هناك نوع من الاتفاق السياسي بصورة أو بأخرى وهذا وسيلته ما قامت به الولايات المتحدة بالتصريح بشكل معلن بأنها تقبل بـالأسد كرئيس لسوريا، وأتوقع أن يتبع ذلك الجلوس معه على طاولة مفاوضات واحدة قادمة”.
