سوريا في 2023.. هل من حل قريب للأزمة المشتعلة؟
انتقلت الأزمة السورية في عام 2022 إلى مرحلة جديدة، دفعت الكثيرين للتوقع بأن يشهد عام 2023 حلا للأزمة المشتعلة منذ قرابة اثني عشر عاما .
عام 2022 انتهى بقفزة نوعية في العلاقات السورية الإقليمية خصوصاً مع تركيا، ففي الثامن والعشرين من ديسمبر اجتمع وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا في موسكو.
وعقب الاجتماع أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن لقاء مرتقب مع نظيره السوري منتصف الشهر الجاري، وذلك في إطار الإعداد للقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان.
من جهة أخرى، بدأت سوريا في استعادة علاقاتها الإقليمية مع بعض الدول من أجل طي صفحة الماضي والعملِ على تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وجاء تعيين مملكة البحرين سفيراً لها في دمشق، كخطوة خليجية متقدمة من أجل مد يد العون إلى سوريا لتكون ضمن الحاضنة العربية.
المحاولات الإقليمية بعودة العلاقات مع سوريا قابلها تحفظٌ من الولايات المتحدة والدول الغربية التي لا تزال عند مواقفها المتشددة من الحكومة السورية.
كل هذه المؤشرات اعتبرها مراقبون مقدمةً حتمية لعودة العلاقات مع دمشق من البوابة العربية والإقليمية، سعيا للوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة.
الأطراف الفاعلة في سوريا
روسيا: أطلقت حملة جوية لدعم الأسد في عام 2015
إيران: تدعم الرئيس السوري ويرجح أنها أرسلت مئات المقاتلين لدعم الأسد
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا: قدموا دعما لما اعتبروه مجموعات معارضة معتدلة
التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة: شن ضربات جوية وأرسل قوات خاصة إلى سوريا منذ عام 2014 لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة داعش
تركيا: داعم كبير للمعارضة وتركز على استغلال المعارضة المسلحة لمجابهة وحدات حماية الشعب الكردية
سنوات الحوار
سنوات من الحوار والنقاش السوري الكردي، لم يقترب فيها الطرفان من بعضهما؛ بل إن الفجوة تعمقت، وبينما المسئولون السوريون يتهمون الأكراد بالخيانة والتآمر مع الاحتلال الأمريكي لتقسيم البلاد.
أما المسئولون الأكراد فيتهمون الحكومةَ السورية بالسعي إلى إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 2011 ، ورفض تقديم أي تنازل سياسي حقيقي لهم.. فكيف سيكون التعامل مع الملف الكردي في ظل المطالب والمطالب المضادة ؟.
دمشق والأكراد.. مطالب ومطالب مضادة
مطالب دمشق:
– التوقيع على وثيقة تتضمن 4 بنود تتضمن الاعتراف بالرئيس بشار الأسد رئيساً للبلاد كلها
– التمسك بوحدة الأراضي والسيادة السورية
– احترام العلم السوري رمزا وحيدا للبلاد
– دعم الجيش العربي السوري وانضمام قوات سوريا الديمقراطية إليه
مطالب الأكراد:
– التمسك بالإدارة الذاتية والاعتراف بها ضمن وحدة الأراضي السورية
– ضم بند إلى الدستور يتضمن الاعتراف باللغة الكردية
– الحفاظ على استقلالية قسد في «الجيش السوري المستقبلي والتوزيع العادل للثروات الاستراتيجية التي تسيطر قسد حاليا
صوت الشعب
أكد الباحث في السياسة الخارجية الأمريكية من واشنطن بليز ميشتال، باحث: ليس لدى روسيا أو أمريكا الحق في التدخل لحل الأزمة السورية.
وأوضح ميشتال، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن بداية الحل للأزمة السورية هو أن يترك الحل للشعب السوري.
وأشار إلى أن الأزمة الحقيقية أن القوى الدولية ترى أن الشعب السوري ليس لديه حق في تحديد مصيره.
تدخل شرعي
أكد الخبير في الشئون الروسية من موسكو، دميتري بابيتش، أنه يجب ترك مساحة للشعب السوري لتحديد موقفه من مستقبل دولته وهو ما تشجعه موسكو.
وأوضح بابتيش، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن هناك توافق في أهمية احترام السيادة السورية وهو أهم أولويات روسيا.
وأضاف أن روسيا تعمل بشكل شرعي وذلك بعد عوة النظام السوري لموسكو بضرورة التدخل لعودة الاستقرار.
استقرار الأزمة
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، د. حسين رِوِي يوران، أن الاتفاق الروسي التركي الإيراني العام الماضي ساعد على استقرار الأزمة السورية.
وأوضح يوران، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن التوافق بين القوى الفاعلة في سوريا ينتج عنه استقرار الأزمة.
وأضاف أن تركيا في حاجة إلى التواصل مع النظام السوري خاصة بعد فشل المشروع التركي في إسقاط النظام السوري.
التقارب ضرورى
أكد الباحث السياسي هوشنغ حسن، أن التقارب السوري التركي أصبح ضروري لحاجة البلدين إلى بعضهما البعض.
وأوضح حسن، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد،
وأوضح حسن، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الأزمات الاقتصادية دفعت النظام السوري والتركي إلى ضرورة التعاون بين البلدين.
وأضاف أن هناك مخاوف من اتفاق بين النظام السوري والتركي في ضرورة مواجهة مشتركة ضد قوات قسد خاصة أن نظام دمشق لم يدرك مطالب الأكراد.
