تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، أزمة «سور ترامب» العظيم، على الحدود الجنوبية مع المكسيك، بحسب وصف الدوائر السياسية في واشنطن، وما ترتب على الأزمة من «الإغلاق الحكومي الجزئي»، وحالة الشلل التي تعيشها الإدارات الفيدرالية، الأمر الذي يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الأمريكي، بعد أن سجل الإغلاق رقما قياسيا بوصوله اليوم السبت إلى 22 يوما.. وكان الرقم القياسي المسجل لإغلاق الحكومة هو 20 يوما بين عامي 1995 ـ 1996.
الإغلاق الأطول في تاريخ أمريكا
وبسبب استمرار الخلاف بين ترامب والديمقراطيين حول تسوية أزمة تمويل الجدار، كسر الإغلاق الحكومى الجزئى فى الولايات المتحدة الرقم القياسى فى سقفه الزمنى، ليصبح الأطول فى تاريخ البلاد وهو ما سيؤدى على الأرجح لتصاعد نزاع مع الديمقراطيين بشأن الجدار الحدودى المقترح مع المكسيك وانتقاله إلى المحكمة فى اختبار لسلطة الرئيس..ومع عدم وجود أى مؤشر على حل وسط فى الكونجرس تحدث ترامب علنا عن دراسة إعلان حالة طوارئ وطنية، بحيث يمكنه تخطى الكونجرس والحصول على التمويل المطلوب (5،7 مليار دولار من حصيلة الضرائب) لتمويل للجدار الذى كان تعهدا رئيسيا فى حملته الانتخابية فى عام 2016.. وسبق للرئيس ترامب أيضا أن تعهد فى البداية بأن تدفع المكسيك ثمن تمويل الجدار الذى يقول إنه ضرورى لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات، لكن الحكومة المكسيكية رفضت.
تفاصيل الحواجز على الحدود مع المكسيك
ويبلغ طول الحدود الأمريكية المكسيكية حوالى 1954 ميلا،أى 3126 كيلومتر، وتعهد الرئيس الأمريكي بالشروع في بناء جدار حدودى طوله 1000 ميل من الأسمنت أو الفولاذ، وكلف بعمل ثمانية نماذج أولية لهذا الجدار، وقبل حكم ترامب كان هناك 654 ميلا من الحواجز المتنوعة، وتم إحلال بعض الحواجز القائمة فقط..وقد وافق الكونجرس على 124 ميلا من الحواجز الجديدة وتغيير القديمة، و من بين ما تم الموافقة عليه تم بناء 40 ميلا من الحواجز أو البدء فيها، وستكون أول امتداد للحواجز الحالية، والتصميم الشائع للحواجز حتى الآن هو الشرائح الفولاذية والتي يبلغ ارتفاعها ما بين 18 إلى 30 قدما، ووفق الكونجرس مؤخرا على تمويل حواجز بالنظام القائم بالفعل، و لم تتم الموافقة على تخصص أى أموال للنماذج التى يريدها ترامب.
معاناة 800 ألف موظف أمريكي
لم تبد حتى اآن مؤشرات لحل أزمة تمويل « سور ترامب» العظيم، مع حالة «العناد» المتبادل بين ترامب والديمقراطيين، والذين انضم إليهم عدد من الجمهوريين، مما جعل المخرج الوحيد أمام الرئيس ترامب هو «إعلان حالة طوارىء وطنية»، ولا يلتفت أحد من داخل الكونجرس لتداعيات الإغلاق الحكومي الجزئي لفترة طويلة، والذي يؤثر علي 800 ألف موظف، منهم 380 ألفا دخلوا في إجازة غير مدفوعة، فيما يعمل 420 ألفا من دون أجر، وبدأت علامات الضجر والتململ تظهر عليهم إذ بات الكثير منهم يدعي الإصابة والمرض. حتي لا يذهب إلي عمله.
- في الوقت نفسه قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العدول عن المشاركة في منتدي دافوس الاقتصادي العالمي الذي سيعقد من 21 إلي 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، في مدينة دافوس السويسرية، بسبب الخلاف المستمرّ بينه وبين المعارضة الديمقراطية علي بناء الجدار الحدودي مع المكسيك .. ومن جهة أخرى رفض الرئيس المكسيكى، اندريس مانويل لوبيز، التدخل فى النقاش الدائر حاليا داخل الولايات المتحدة بشأن تمويل الجدار الحدودي، مؤكدا أنه «مسألة أمريكية داخلية، ولن يتدخل فى هذا النقاش».
الإغلاق قد يستمر شهورا
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، أن البيت الأبيض طلب من فيلق المهندسين فى الجيش الأمريكى بحث تحويل أموال من ميزانيته لتمويل الجدار وتحديد سرعة بدء البناء فى ظل إعلان حالة طوارئ.. ويقول منتقدو استراتيجية إعلان الطوارئ إنها قد تكون غير قانونية، ومن المؤكد تقريبا أن الديمقراطيين سيطعنون على تلك الخطوة أمام المحكمة وسيشمل ذلك اتهاما بمحاولة الالتفاف على سلطة الكونجرس المتعلقة بتخصيص وإنفاق الأموال الوطنية..وسينقل ذلك النزاع بشأن الجدار إلى المحكمة مما يتيح إعادة فتح مؤسسات الحكومة المغلقة بالكامل بينما يجرى نظر القضية وهو ما قد يستغرق شهورا.