«سولار إمبالس 2» أنجزت بنجاح رحلتها التاريخية حول العالم

أنجزت طائرة «سولار إمبالس 2»، العاملة بالطاقة الشمسية، جولتها التاريخية حول العالم دون قطرة وقود، بعد رحلة شكلت تحديا تكنولوجيا وبشريا، ويؤمل منها أن تؤدي لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.

وهبطت الطائرة بقيادة السويسري برتران بيكار، على وقع التصفيق والهتافات عند الساعة 04,05 (الساعة 00,05 ت غ) فجر الثلاثاء في مطار البطين قرب أبوظبي، المكان الذي بدأت منه رحلتها في التاسع من مارس/ أذار 2015. وخلال الأشهر الـ16، قطعت الطائرة 43 ألف كلم عبر أربع قارات معتمدة فقط على الطاقة الشمسية.

ورحلة العودة إلى أبوظبي هي المرحلة الـ17 في جولة الطائرة، وبدأتها من القاهرة فجر الأحد. وقطعت «سولار إمبالس 2»، خلال هذه المرحلة، 2763 كيلومترا في أكثر من 48 ساعة، لتختتم بذلك جولتها حول العالم الهادفة إلى الترويج لمصادر الطاقة المتجددة.

وبعيد خروجه من قمرة القيادة، قال بيكار متوجها إلى مستقبليه، «المستقبل نظيف، المستقبل هو أنتم، المستقبل هو الآن».

وانضم إلى بيكار سريعا مواطنه أندريه بورشبرغ، الذي تناوب معه طوال هذه المغامرة على قيادة الطائرة التي تتسع لشخص واحد.

وقال بيكار للصحفيين، «إنه لأمر شيق بالفعل» أن نحلق على متن طائرة «لا تصدر ضجيجا أو تلوثا».

Solar Impulse 2, the solar powered plane, piloted by Swiss pioneer Andre Borschberg is seen during the flyover of the pyramids of Giza on July 13, 2016 prior to the landing in Cairo, Egypt in this photo released on July 13, 2016. Jean Revillard/SI2/Handout via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. NO RESALES. NO ARCHIVES. TPX IMAGES OF THE DAY

وكانت عملية هبوط الطائرة هادئة وشبه صامتة. ولا يسمع من «سولار إمبالس» سوى الصوت الخافت لمراوح محركاتها الكهربائية الأربعة.

وأضاف بيكار (58 عاما)، الذي لم يظهر عليه التعب على رغم تمضيته 48 ساعة جالسا في المقصورة الضيقة، «قد يبدو لنا ذلك ضربا من ضروب الخيال العلمي لكنه في الواقع حقيقة اليوم».

وأضاف، «أمر واحد أريد لكم أن تتذكرونه: أكثر من إنجاز في تاريخ الطيران، سولار إمبالس، حققت إنجازا في تاريخ الطاقة».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب في اتصال مع بيكار، قبيل ساعات من الهبوط، عن «إعجابه الكبير» بهذه التجربة.

وأضاف، «إنه يوم تاريخي ليس لكم فقط بل للبشرية جمعاء».

وبعيد الهبوط، عقد في خيمة ضخمة بالمطار ستبيت فيها الطائرة، مؤتمر صحفي شارك فيه ألبير الثاني، أمير موناكو التي تستضيف مقر التحكم بالطائرة، ونائبة الرئيس السويسري دوريس لوثارد، ورئيس مجلس إدارة مبادرة «مصدر» الإماراتية للطاقة النظيفة سلطان الجابر، إضافة إلى الطيارين اللذين استقبلا بالهتاف والتصفيق.

ورأت لوثارد، أن الإنجاز «يأتي في وقت يحتاج العالم إلى التفاؤل»، وأنه «يمنح الأمل.. ثمة سبب للتفاؤل، سبب للعمل لحياة أفضل».

أما ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فقال عبر «تويتر»، «نأمل بعد نجاح رحلة سولار إمبالس 2، أنها قد نقلت رسالة أبوظبي إلى العالم، بضرورة الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة».

The solar-powered plane Solar Impulse 2, piloted by Swiss aviator Bertrand Piccard, is pictured during take-off at John F. Kennedy International Airport in New York, U.S. in this handout received June 20, 2016. Christophe Chammartin, Jean Revillard/SI2/Handout via REUTERS   ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY.       TPX IMAGES OF THE DAY

  • «مجرد بداية» ..

وبدأ بيكار وبورشبرغ متأثرين ودامعين خلال المؤتمر الصحفي، لاسيما بعد عرض شريط مصور عن مختلف المراحل التي قطعتها رحلة «سولار إمبالس 2»، خلال الأشهر الماضية.

وبحسب بورشربرغ (63 عاما)، ستستمر الطائرة في إجراء رحلات تجريبية حول العالم لنشر رسالة مفادها، أنه «من الممكن استخدام مصادر الطاقة المتجددة ليس جوا فحسب للطيران بل برا أيضا».

وقال أمير موناكو، «هذه ليست نهاية المغامرة بل هي مجرد البداية».

وتعد «سولار إمبالس 2»، فريدة من نوعها، إذ لا يتجاوز وزنها وزن شاحنة صغيرة، إلا أن باع جناحيها يوازي باع جناحي طائرة «بوينغ 747». وهي حلقت بسرعة وسطية قدرها 80 كيلومترا بالساعة.

والطائرة مزودة 17 ألف خلية ضوئية تغطي جناحيها وأربعة محركات تغذيها بطاريات تخزن الطاقة، ما يجعلها قادرة على استخدام الطاقة الشمسية المخزنة خلال النهار للتحليق بشكل متواصل ليلا.

وكان بيكار أكد سابقا، أنه أطلق المشروع في 2003، «لأمرر رسالة مفادها أن التكنولوجيا النظيفة قادرة على تحقيق المستحيل».

وقال الثلاثاء، «كل أمر ممكن. فلم لا نحلم ونحاول مجددا؟»، داعيا إلى إنشاء لجنة دولية للتكنولوجيا النظيفة «تقدم المشورة للحكومات»، و«تساهم في مكافحة التغير المناخي».

واليوم، أعلنت شركة «نستله» التي وفرت للطيارين مؤونتهما الخاصة من الغذاء خلال الرحلات عبر أكياس صغيرة مشابهة لتلك التي يزود بها رواد الفضاء، أنها ستستند إلى البحوث الغذائية التي أجريت من أجل «سولار إمبالس 2»، لتطوير أغذية «ملائمة ومغذية» للمسنين.

Solar Impulse2, a solar powered plane piloted by Swiss aviator Andre Boschberg, flies over the Gemasolar Thermosolar Plant in Seville, Spain after taking off towards Cairo, Egypt, from the San Pablo airport, July 11, 2016. Amalie Decloux, Jean Revillard/SI2/Handout via Reuters   ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. NO RESALES. NO ARCHIVES . THIS PICTURE WAS PROCESSED BY REUTERS TO ENHANCE QUALITY. AN UNPROCESSED VERSION WILL BE PROVIDED SEPARATELY.  TPX IMAGES OF THE DAY

  • «تحد بشري» ..

وشكلت الطائرة تحديا بشريا بقدر ما كان تقنيا.

وقال بورشبرغ الثلاثاء، «اليوم هو يوم عرفان، عرفان للفريق، الزملاء، الأصدقاء الذين تخلوا عن حياتهم الخاصة لجعل المشروع حقيقة».

وبعد انطلاقها العام الماضي، تنقلت «سولار إمبالس 2» بين أربع قارات، وعبرت المحيطين الهادئ والأطلسي. وحققت خلال رحلتها إنجازات غير مسبوقة منها رقم قياسي جديد سجله بورشبرغ لأطول رحلة طيران منفردة من دون توقف (نحو 118 ساعة بين اليابان وهاواي). وكانت أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي (بين نيويورك واشبيلية بقيادة بيكار في يونيو/ حزيران).

وقال بيكار الثلاثاء، «كان مشروعا صعبا جدا، وكثيرون شككوا به. التحدي الأكبر هو الوصول إلى طائرة قادرة على التحليق لأيام وليال من دون إعادة التزود بالوقود، لأنها لا تحتاج إلى الوقود».

ورغم إيمانهما بالمشروع، يقر الطياران بأن صنع طائرات تجارية عاملة بالطاقة الشمسية لا يزال بعيد المنال، وأن الأكثر واقعية هو طائرات تعمل بالطاقة الكهربائية، وهو ما تخوض مؤسسات كبرى مثل «إيرباص»، أو وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، تجارب حوله.

وكتب بورشبرغ على مدونته، «بما أن تخزين الطاقة الكهربائية بات متاحا، فلا شك أن تقنية الدفع الكهربائي ستعتمد تدريجا على نطاق واسع».

أما بيكار فأكد أنه لا يزال يشعر أنه «في حلم».

وأضاف، «بالكاد أصدق أننا حققنا ذلك.. علينا أن نعي أنه الواقع».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]