“حماية السيادة الوطنية” .. جملة رددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليجد بها مبررا لإسقاط مقاتلة روسية بعد اتهامات باختراق مجالها الجوي.
ويبدو أن مفهوم سيادة الدول مختلف بالنسبة لتركيا، التي ما لبثت أن أرسلت قوات برية عتادها 150 جنديا وعددا من الدبابات والمدافع إلي محافظة نينوي بالعراق، بما اعتبرته الحكومة العراقية انتهاكا لسيادتها الوطنية داعية إلي احترام حسن جوارها، في الوقت الذي أكدت فيه تركيا أن هذه القوات تقوم بمهام تدريبية منذ عامين ونصف لجيش إقليم كردستان وفق اتفاق إطاري بين الجانبين.
وفي تعليق لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو علي انتهاك سيادة العراق، قال إن تركيا ليس لديها أطماع في أراضي أي دولة معربا عن استعداد بلاده تقديم كافة أشكال الدعم للجيش العراقي والشرطة إذا ما طلبوا ذلك.
ورغم دعم إدارة أوباما لحق تركيا في حماية سيادتها الوطنية حين أسقطت الطائرة، فإنها أكدت علمها بالخطوات التي اتخذتها تركيا نحو العراق مكتفية بالتأكيد علي أن القوات التركية لا تعمل ضمن عمليات التحالف الدولي في العراق.
ليست هذه المرة الأولي التي تتهم فيها تركيا بانتهاك سيادة الدول، فقد اتهمت في فبراير الماضي بانتهاك الأراضي السورية حين توغلت قوات تركية قوامها حوالي 600 جندي علي متن سيارات ودبابات مصفحة في عملية عسكرية عبرت خلالها من مدينة عين العرب “كوباني” الواقعة علي الحدود التركية السورية وقطعت مسافة حوالي 35 كيلو كتر جنوبا حتي وصلت إلي ضريح سليمان شاه الذي يقع علي ضفاف نهر الفرات.
وبررت القوات التركية دخولها إلي سوريا بحماية رفات جد أول حاكم للدولة العثمانية والتي كلف بنقلها إلي تركيا، في الوقت الذي اعتبرت فيه الحكومة السورية ذلك،في بيان لها، “عدوان سافر” علي أراضيها.
وتسعي تركيا إلي توسيع عملياتها ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا في الوقت الذي أكد فيه مسؤول أمريكي، أمس السبت، أن واشنطن أوقفت طلبا لتركيا منذ فترة طويلة بدور أكثر فاعلية في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا، وذلك بسبب الأزمة الأخيرة بين تركيا وروسيا.
