وقف محللون سياسيون، أمام سياسات “حزب الله” ، اللاعب الأساسي لدولة “ولاية الفقيه” في إيران، التي أدت بشكل رئيسي إلى الأجواء التي أحيطت بالتفجير المدمر للعاصمة اللبنانية في “مرفأ بيروت”، مساء الثلاثاء الماضي.
ويدفع لبنان ، ثمنا غاليا، نتيجة لدور حزب الله سواء في الداخل اللبناني أو في منطقة الشرق الأوسط، وأدى الحزب عبر سلاحه، إلى ضياع الدولة ومؤسساتها، ليتحول لبنان إلى دولة “فاشلة”، بحسب مراقبين.
محلل: حزب الله يتحمل مسؤولية حادث مرفأ بيروت
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي سامي محاسنة، إن حزب الله يتحمل مسؤولية حادث مرفأ بيروت، لافتا إلى أن كل ما يتعلق بسيناريو التفجير، سواء كان من إسرائيل، أو من أطراف داخلية لها مصلحة في تأجيج الحالة اللبنانية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، في ملعب الحزب.
وأشار إلى أن من يتحمل المسؤولية الأولى عن التفجير، هي الحكومة التي جاء بها حزب الله والرئيس ميشال عون، وما يجري بالساحة اللبنانية تتحمل مسؤوليته ميليشيا حزب الله التي تأخذ الدولة إلى سياق العمل الميليشياوي ولم تمنح البلاد حقها في أن تكون دولة منذ سنوات كثيرة، في ظل أخذ الحزب البلاد رهينة من أجل استحقاقاته و”شعبوياته”.
ولفت إلى أن التوقيت دائما وأبدا، يكون له حسابات مهمة، لاسيما أننا مقبلون على القرار الحاسم في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري، فضلا عن وجود استحقاقات في الإقليم فيما يتعلق بالصراع وحالة المد والجزر في العلاقة بين إسرائيل من جهه، وسوريا وإيران عبر ذراعها حزب الله
وكان قد أصدر مجلس الوزراء اللبناني اليوم الأربعاء ، عدة قرارات أبرزها إعلان حالة الطوارئ في العاصمة لمدة أسبوعين كما اتخذ عددا من الإجراءات الاحترازية والتعويضية لجميع متضرري الحادث.
كذلك قرر المجلس فتح اعتماد استثنائي لمعالجة آثار الكارثة، وطلب تشكيل لجنة إدارية للتحقيق في أسباب الانفجار ومحاسبة المتسببين.
لبنان دولة بلا غطاء دولي بسبب ممارسات الحزب
بينما أوضح المحلل السياسي إيلي يوسف ، أن لبنان أصبح حاليا دولة بلا غطاء إقليمي أو دولي بسبب ممارسات الطرف المحلي حزب الله ،والولايات المتحدة نزعت يدها عن هذا البلد.
وقال إن هناك تصنيف يفصل بين قوى “14 آذار” و”8 آذار” ، وللأسف الطرف الذي يمثله رئيس الجمهورية وهو “التيار الوطني الحر”، بات جزء من الحركة السياسية التي يمثلها حزب الله بالبلد.
وتابع:” أنصار تيار المستقبل في بيروت، هاجموا اليوم محتجين حاولوا التظاهر في الوسط التجاري الذي شهد انفجار الأمس، وهذا المشهد يعطي صورة عن المسؤوليات السياسية التي يتشارك فيها الأقطاب الذين يحكمون منذ 30 سنة”.
وأكد أن الحديث عن إمكانية وجود أداء سياسي أخر من الطبقة الحاكمة هو رهان خاطئ، والرهان يجب أن يكون على قوى جديدة ينتجها الشارع، وهذا يستغرق عملية طويلة تتعلق باستحضار مصالح اللبنانيين ، لافتا إلى أنه منذ حرب 1975، والبلد ينتج مرة تلو أخرى طبقته السياسية، وكفى اللبنانيين هذه التجارب، وما جرى بالأمس، هو أكبر ثمن دفعه اللبنانيون جراء انتماءاتهم السياسية الطائفية، متسائلا:”إلا يكفي تدمير العاصمة حتى يعرف اللبنانيين مدى الضرر بالتمسك بالطبقة السياسية الحاكمة؟!”.
إقامة جبرية
وكانت قد أفادت مراسلة الغد في بيروت، اليوم الأربعاء، بأن الحكومة اللبنانية قررت وضع كل المسؤولين في مرفأ بيروت تحت الإقامة الجبرية إلى حين انتهاء التحقيقات.
فيما أقر مجلس الوزراء أقر في جلسته الاستثنائية التي عقدت في القصر الجمهوري في بعبدا، إعلان حالة الطوارئ إثر انفجار مرفأ بيروت.
وأعرب قادة دول عربية وغربية عن تضامنهم مع لبنان بعد الإنفجار العنيف الذي هزّ العاصمة بيروت الثلاثاء وأدى إلى سقوط عشرات القتلى وأكثر من 3000 جريح.
ووقع الانفجار في مرفأ العاصمة وتسبّب بأضرار جسيمة في الممتلكات والأبنية.
وتوالت ردود الفعل العربية والعالمية المتضامنة مع لبنان. وأبدى قادة فرنسا وقبرص والاتحاد الأوروبي رغبتهم بالمساعدة.
