مازالت توابع البيان الذي أصدره الدكتور محمد البرادعي، النائب السابق لرئيس الجمهورية، وشمل توضحيًا للعديد من الأمور التي تولي فيها منصبه رسميًا وشارك في العمل العام (14يوليو-14 أغسطس 2013) تثير جدلًا واسعًا في مصر، حيث وجُهت له انتقادات لاذعة من قبل سياسيين مصريين على مختلف انتماءاتهم الأيدلوجية.
وعلق أسامة هيكل، وزير الإعلام المصري الأسبق، ورئيس لجنة الإعلام بالبرلمان، على البيان قائلًا، «التوقيت غير مريح»، موضحًا في تصريحات صحفية، أن «فكرة التعامل مع الإخوان مرفوضة، وإذا كان البرادعي يقدمها بالنيابة عن الإخوان فهو أمر غير جيد».
بينما قال مدحت نجيب، رئيس حزب الأحرار، إن «بيان البرادعي وتبرؤه من 30 يونيو، رغم كونه شريكا أساسيا فيها يؤكد على خيانته للدولة المصرية، وكذلك تنفيذه لأجندة خارجية من أجل إسقاط مصر وتشويهها أمام الرأي العام العالميۜ.
وأكد نجيب، في بيان، أن «إصدار البرادعي بيان ضد الدولة مطالبا فيه غفران الإخوان الإرهابية في هذا التوقيت يثير حالة من الريبة داخل النفوس، ويؤكد بأن هناك اتفاقاً في وجهات النظر بين البرادعي والتنظيم الدولي للإخوان في الخارج، لمحاولة إثارة الفتنة ضد السلطة من أجل إسقاط الدولة وتفتيتها»، كما طالب بوضع البرادعي على قوائم ترقب الوصول للسفر، وتقديمه لمحاكمة جنائية عاجلة بسبب تآمره على الشعب المصري.
وقال أيمن نور، زعيم حزب «غد الثورة»، إن «حزبه يُثمن ما ورد من حقائق هامة في بيان الدكتور محمد البرادعي، آملين تفهم الجميع في أهمية الاصطفاف الوطني ولم شمل شركاء يناير»، مضيفًا «شهادة البرادعي حول الخداع وتعمد العنف واختطاف الثورة تؤكد أن تأتي متأخرًا خيرًا من أن لا تأتي، ومصر بحاجة للجميع».
بيان من حزب غدالثوره
يثمن غدالثورة ماورد من حقائق هامه
في بيان د.محمدالبرادعي
آملين تفهم الجميع لاهميه الاصطفاف الوطني ولم شمل شركاء يناير.— Ayman Nour (@AymanNour) November 1, 2016
《حزب غدالثوره》
شهاده د.البرادعي حول÷
الخداع وتعمد العنف واختطاف الثوره
تؤكد÷
"أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي"#مصر_بحاجه_للجميع#إتحدو— Ayman Nour (@AymanNour) November 1, 2016
بينما يري رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، أن البرادعي يتصور أن مظاهرات 11/11 ستكون الثورة الجديدة، وعنده هذا الوهم الذي لن يتحقق، وأتحداه لو خرج في الشارع 100 واحد».
وفي السياق ذاته، تساءل المحامي الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عبر توتير عن سبب تأخر نشر هذا البيان لمدة 3 سنوات، ولماذا لم ينشره البرادعي فور رحيله، وماذا فعل غير التغريدات لمقاومة الدكتاتورية، وقال عيد للبرادعي «نحترمك لكنك أخطأت».
بيان البرادعي
لماذا تأخر نشر هذا البيان 3سنوات،و لماذا لم تنشره فور رحيلك؟
وماذا فعلت غير التغريدات لمقاومة الدكتاتورية؟
نحترمك لكنك اخطأت— Gamal Eid (@gamaleid) November 1, 2016
في حين رحب المستشار السابق لحملة السيسي، حازم عبد العظيم، بالبيان، وقال «قليل من الرجال يستطيع أن ينشر شهادته وهو حي، ورغم تأخرها شكرا لـ د.البرادعي وأرجو ان تتقبل اعتذاري عن فترة ضبابية اختلط فيها الحق بالباطل».
قليل من الرجال يستطيع ان ينشر شهادته وهو حي ورغم تأخرها شكرا لد.البرادعي وارجو ان تتقبل اعتذاري عن فترة ضبابية اختلط فيها الحق بالباطل #مصر
— Dr. Hazim Abdelazim (@Hazem__Azim) November 1, 2016
فماذا كسب البرادعي بسبب موقفه ؟ خسر منصب رفيع ! تعرض لكل انواع التشويه القذر هو وعائلته !ما حدش سأل نفسه لماذا لم يسير في الطريق السهل؟ #مصر
— Dr. Hazim Abdelazim (@Hazem__Azim) November 2, 2016
واستمرت ردود الأفعال حول البيان تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حتي اليوم الأربعاء:
#البرادعي لم يطمع يوما في أي منصب سياسي ،قالها مرارا ولم يصدقه الكثيرون ببساطة لأننا اعتدنا من سياسيينا الكذب!.
— Mohamed Emam (@memam8) November 1, 2016
هل تعلم أن البرادعي الكائن الوحيد في الحياة اللي اجتمع علي نقده السيساوية والاخوان والثوار؟ 🙂
— Ahmed Ragab (@Ragab) November 1, 2016
بيان د.محمد البرادعي بيصالح به الاخوان على امل انه لو ١١/١١ نجحت يبقى عامل حسابه ولحق مكان ولو فشل يبقى العيار اللى ميصبش يدوش .
— Samira Ibrahim #فى_الشارع (@SamiraIbrahim4) November 1, 2016
2_عينه البرادعي وحازم نماذج عايشه علي خديعه او اكذوبه ان الزمن غدر بيهم ومخدوش فرصتهم
كل واحد فيهم بيمثل المثل الاعلي لشباب تيارين مختلفين— Samira Ibrahim #فى_الشارع (@SamiraIbrahim4) November 1, 2016
يعني بتوع حمدين قالو عنك كداب والسلفين قالو كذاب. ، والاخوانجية كمان بيقولو كذاب
البرادعي لم يجد من يحنوا عليه او يرفق به ?— Sara Fahmy (@sarafahmmy) November 1, 2016
وقال البرادعي، في بيان أصدره مساء أمس، الثلاثاء، أنه فوجئ باحتجاز محمد مرسي رئيس الجمهورية حينها، خلال الاجتماع مع كافة ممثلي القوى السياسية في يوم 3 يوليو 2013، رغم أن المفهوم من الاجتماع أنه كان اجتماعًا لبحث الوضع المتفجر على الأرض، وأن هذه جعل الخيارات المتاحة محدودة تمامًا وليس من بينها إمكانية إجراء استفتاء على انتخابات مبكرة.
وواصل البرادعي، في بيانه، أنه بناء على الوضع الجديد عمل على تجنب الاقتتال الأهلي والحفاظ على السلمية والتماسك المجتمعي من خلال خارطة طريق «تمت ضياغتها في عجالة، وبنيت على افتراضات مختلفة بالكامل عن تطورات الأحداث بعد ذلك، وأنه قبل بهذه الخارطة التي شملت انتخابات برلمانية ثم رئاسة مبكرة ولجن للمصالحة الوطنية، إضافة إلى سعيه للوساطة مع مؤيدي الرئيس السابق بمعرفة وتوافق الجميع، للتوصل إلى أطر للتفاهم وتجنب العنف الذي بدأ يتصاعد في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس السابق وقوات الأمن، لافتا إلى أن الهدف من وجوده في المنظومة الرسمية هو التوصل لصيغة تضمن مشاركة كل أبناء الوطن في الحياة السياسية بحسب بيان 3 يوليو، لكن للأسف أن الأمور أخذت منحني آخر تمامًا بعد استخدام القوة لفض الاعتصامات، وهو الأمر الذي اعترض عليه داخل مجلس الدفاع الوطني.
وأضاف البرادعي، «أصبح من المستحيل على الاستمرار في المشاركة في عمل عام يخالف كل قناعاتي ومبادئي وخاصة قدسية الحياة وإعلاء قيمة الحرية والكرامة الإنسانية حتي وإن كان ذلك عكس التيار العام والهيستيريا السائدة في ذلك الوقت، مشيرا إلى أنه بعدما قدم استقالته، فوجيء بازدياد حدة الهجوم الشرس عليه بدلًا من احترام حقه في الاختلاف، وضرب مثلا بالهجوم عليه من خلال إذاعة مكالماته الخاصة ومن بينها مكالمة مع وزير أمريكي بعد قيام الثورة مباشرة يطلب منه أن تقوم حكومته بتقديم مساعدات اقتصادية لمصر، إضافة إلي تشويه دوره خلال توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالتفتيش على برنامح العراق النووي، والذي نفي أي أدلة تشير إلي إحساء العراق لبرنامج نووي ما دفع أمريكا لشن حرب غير شرعية عليها.
واختتم البرادعي بيانه قائلًا «لا غنى عن الذكر أن رأيي كان وما زال هو أن مستقبل مصر يبقى مرهونًا بالتوصل إلى صيغة للعدالة الانتقالية والسلم المجتمعي وأسلوب حكم يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلم والعقل».
