في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن القدس خط أحمر، وأنه لن يُقبل بأي حال من الأحوال إجراء الانتخابات العامة دون حضور القدس وأهلها ترشيحا ودعاية وانتخابات حسب الاتفاقيات الموقعة، جدد سياسيون وفصائل فلسطينية رفضهم أي مقترح لتأجيل الانتخابات يمكن أن تقدم عليه السلطة الفلسطينية.
كذلك أجمع مراقبون على أن هناك إصرارا فلسطينيا جماعيا شاملا على ضرورة إجراء الانتخابات و في حال تقرر تأجيل الانتخابات يجب تشكيل جبهة إنقاذ أو خلاص وطني يقف على رأسها الأمناء العامون للفصائل.
قرار وطني
وفيما يتعلق بالأنباء الذي تتحدث عن قرار التأجيل قال القيادي في حركة فتح قدوره فارس، “إن لقاء فلسطينيا موسعا سيعقد بعد يومين من مختلف الفصائل ليناقش موضوع التأجيل من عدمه، لأن القرار لن يكون فتحاويا خالصا بل هو قرار وطني، علينا أن ننتظر بضعة أيام وسيتم بلورة موقف ينسجم مع موقع القدس الثابت في وجدان وعقل أبناء الشعب الفلسطيني كافة.
وأوضح فارس في حديث لقناة “الغد” أن اللقاء سيعقد ليس من باب أن يملي كل طرف رأيه على الآخر، نحن نعلم أن موقف القوى والفصائل متماثل مع موقفنا في حركة فتح، وإذا كان هناك أي تصورات من شانها أن تعزز حضور مدينة القدس، بالتأكيد ستحظي بدرجة عالية من النقاش، لكن في النهاية يجب أن يتبلور موقف وطني جماعي سواء إذا ذهبنا اتجاه التأجيل، أو جعل عملية الانتخابات أو يوم الانتخابات وما قبلها أيام مواجهة وصراع مع الاحتلال في ميدان مدينة القدس.
من جهته قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول: “إذا اتخذ قرار التأجيل في اجتماع قيادي قادم علينا أن نبحث في اليوم التالي في كيفية إنهاء الخطوات التي تنهي هذا الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية لشعبنا الفلسطيني”.
وأضاف الغول في تصريح له، يجب أن يبحث الآن من قبل الفلسطينيين هو ما الآليات التي تمكن فرض هذه الانتخابات في القدس، وهذا البند الوحيد الذي يجب أن يُفعّل وليس البحث عن تأجيل الانتخابات، لأن إسرائيل لا تريد إجراء الانتخابات في القدس.
إسرائيل وإفشال الانتخابات
وأمام الحديث عن احتمالات التأجيل قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: “تريد إسرائيل وتعمل على إفشال الانتخابات الفلسطينية، مقابل إصرار فلسطيني جماعي شامل على ضرورة إجراء الانتخابات بمشاركة حقيقية ترشيحاً واقتراعاً لأهل القدس.
وأوضح عوكل أن الانتخابات معركة ينبغي أن يفوز بها الفلسطينيون رغم الرفض الإسرائيلي لمشاركة أهل القدس، المعركة شاملة بما في ذلك القدس، التي لا مجال أبداً لإجراء الانتخابات دون مشاركة أهلها ترشيحاً واقتراعاً، ولأن هذه المعركة هي لمصلحة الفلسطينيين لا بد من كسر العناد الإسرائيلي، وثمة وسائل مختلفة لضمان مشاركة المقدسيين في الاقتراع بعد أن أصبحوا جزءاً من معظم القوائم الانتخابية، التي تسلمتها لجنة الانتخابات المركزية.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، “إن الانتخابات الفلسطينية التشريعية قيد التأجيل وبغض النظر عن الأسباب والتخريجة التي ستتأجل بسببها، ولكن هذا لا يعني أن نفقد اتجاه البوصلة فالمعركة بالأساس مع المحتل”.
وأوضح عبيدات، أن هذا يتطلب فور الإعلان عن إلغائها أو تأجيلها، الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة لمجلس وطني جديد وحدوي يتم فيه التخلص من كل من أدخلوا لعضوية هذا المجلس بطرق “اللفلفة” و”الفهلوية” والاعتبارات الشخصية والحزبية وتطهيره من كل ما علق به من درن وفائض العجزة الذين يحتلون مقاعدهم على حساب مناضلين وشبان منتصرين.
48 ساعة للحسم
ومن المقرر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا موسعا الخميس المقبل لبحث مسألة تأجيل الانتخابات بعد التزام إسرائيل الصمت حيال السماح للفلسطينيين بإجرائها في مدينة القدس المحتلة.
وترفض فصائل وشخصيات فلسطينية تأجيل الانتخابات وسط دعوة لفرضها بالقوة على غرار ما قام به شبان القدس بإزالة الحواجز الإسرائيلية عند باب العامود.
وخلال 48 ساعة سيحسم الجدل بشأن الانتخابات التشريعية المقررة في الثاني والعشرين من الشهر القادم، حيث يشهد مقر الرئاسة وسط رام الله اجتماعا ستحضر فيه الهيئات القيادية، لاتخاذ القرار الحاسم إذا كانت تبدأ الحملة الانتخابية أو يتم تأجيلها أو إلغاؤها أو تشكيل حكومة جديدة.