سياسي أمريكي: «معاهدة إبراهيم» نقلة نوعية وزلزال سياسي «مضبوط الوقع»

قال  السياسي والمسؤول الأمريكي، الدكتور وليد فارس، الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، إن من يظن أن اتفاقيتي السلام اللتين وقعتهما الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع إسرائيل، تحت معية الولايات المتحدة، هما خطوات ديبلوماسية عادية، أم مبادرات سياسية لمكاسب حكومية ومادية، ولو كبيرة، هم مخطئون. فهذه الاتفاقيات التي اُطلق عليها اسم «معاهدة إبراهيم» هي نقلة نوعية وزلزال سياسي «مضبوط الوقع»، آتية من عمق التحالف العربي، وبمنطق استراتيجي تغييري جارف، وهذه هي قراءتي من واشنطن.

مواجهة إقليمية «قومية» مع إسرائيل

وأضاف الدكتور وليد فارس، كبير الباحثين في «هيئة الدفاع عن  الديمقراطيات» في الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار الكونجرس في الإرهاب، إن الصراع العربي- الإسرائيلي كان مواجهة إقليمية «قومية» مع إسرائيل منذ عام 1947، ومر بحروب مدمرة عدة، واحتلالات، وملايين اللاجئين، وعنف، وعنف مضاد، وتفجرت حروب أهلية بسبب الحرب الأم، من الأردن إلى لبنان، وكانت لهذه المواجهة الكبرى آثار تاريخية على التنمية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لشعوب المنطقة، وعلى السياسة العالمية لأقل من قرن، من دون التوصل إلى حلول نهائية بأي اتجاه.

حالة ديموغرافية يستحيل حلها بالحروب

فذهب الراديكاليون في المنطقة العربية إلى حدّ رفض الحلول المطروحة من المجتمع الدولي، وطال الزمن ومرت العقود وتجذر واقع اللاجئين الفلسطينيين داخل الدول العربية، ومع إطالة الزمن بسبب التموقع الراديكالي، تصلّبت الوقائع الديموغرافية على أرض الواقع، بشكل تستحيل معه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وهذه حالة ديموغرافية قد عصفت بمناطق وشعوب كثيرة غير الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، فمن إيرلندا الشمالية، إلى ألمانيا وبولندا، إلى البلقان والقوقاز، وقبرص، وشبه القارة الهندية والسودان وصولاً إلى أقاليم كردستان في أربع دول شرق أوسطية. عندما تطول القضايا «الإثنو- قومية» تتثبت الديموغرافيات بشكل يستحيل حلها بالحروب في هذا الزمن.

المنطقة تغيرت جذرياً

وقال المسؤول الأمريكي، في مقال نشر بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية: إن ما يُسمى بالربيع العربي قد فجّر مجرة من القضايا والتحولات التي كتمتها الأنظمة القديمة والمؤسسة الفكرية الرسمية لعقود. الإنسان العربي يريد التحرر الآن، في كل مكان، ابتداء من نفسه ومدينته وبلده، التاريخ تطور وأحداثه جارفة، وباتت تجرف القضايا التقليدية والعاطفية الرمزية، وجاء تفجير الحروب الداخلية، وانتشار القوى التكفيرية، والتوسع الإيراني الاستعماري، لتخلط الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة.

المنطقة تغيرت جذرياً، الأوطان العربية باتت تدافع عن نفسها «قومياً» وشعوبها تطورت نسبياً باتجاه التكنولوجيا، فبات صعباً أن تبقى في حال نفسية تركز فقط على ما كان في الماضي، أضف إلى ذلك أن التهديد الإيراني للدول العربية بات وجودياً، والتهديد الديموغرافي للشعوب العربية أكبر حجماً من أي تهديد آخر، إن الميليشيات الإيرانية قد دمرت وقتلت في العراق وسوريا واليمن ولبنان أضعاف حجم كل فلسطين، وتهديد نظام طهران للجزيرة العربية والهلال الخصيب أكبر بكثير من تهديد إسرائيل لفلسطين، حجماُ واقتصاداً وشعباً.

القوى الإخوانية ضربت مجتمعات العالم العربي

أضف إلى ذلك أن القوى الإخوانية والجماعات التكفيرية قد ضربت مجتمعات العالم العربي بكامله وأرهبته على آلاف الكيلومترات من القدس، وهي تجهد لإسقاط كل الحكومات التي تعارضها وكل المجتمعات التي تتجه باتجاه الإصلاحات الليبرالية، والذي أثّر في «القضية الفلسطينية» في خضم انفجار المخاطر الكبرى الحديثة على المنطقة العربية المتطورة، فتم الاستيلاء على المقود الاستراتيجي الفلسطيني وتجييره ليس باتجاه تفاوض ذكي مدعوم عربياً لانتزاع مكاسب للفلسطينيين، بل باتجاه تهديد المعتدلين الفلسطينيين، والدول العربية المعتدلة على السواء.

والآن تنتقل إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني نفسه، والعملية انطلقت كثورة في العلاقات الدولية قادها التحالف العربي بأركانه الأساسية، مصر، المملكة العربية السعودية، والامارات، خصوصاً منذ قمة الرياض في مايو (أيار) 2017، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومن أهم توصيات القمة، دحر الراديكاليات في المنطقة، ورد الإنفلاش الإيراني وتوفير الأطر لحل المسألة الفلسطينية.

ثورة دبلوماسية عربية

ويؤكد د.وليد فارس ـ الأستاذ في جامعة الدفاع الوطنية، وشغل منصب مستشار العلاقات الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب إبان الحملة الانتخابية عام 2016، ومستشار الأمن القومي للمرشح الجمهوري، ميت رومني خلال الانتخابات الرئاسية 2012، كما قام بدور استشاري لعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي ـ أن هذه الثورة الدبلوماسية العربية  سوف تتحرك من موجتين:  من مصر والأردن اللتين وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل في الماضي، وهذا العام عبر مبادرتين شجاعتين من قبل الإمارات والبحرين لتوقيع معاهدة إبراهيم مع إسرائيل، وقد تلحقها دول عربية أخرى. التحالف سيخط برامج إنقاذ المنطقة عبر ثورة دبلوماسية لإقامة تكتل السلام، القادر على تعبئة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالاتجاهات التالية:

مواجهة إيران، عدوة السلام في المنطقة..وعزل الإخوان، ناشري التطرف..ودعم الفلسطينيين كفصيل من التحالف العربي..والعمل مع الإسرائيليين، كشريك سلام للتحالف، لإقامة دولة فلسطينية.

 

التحالف العربي  يقود الفلسطينيين إلى فلسطين

وطريق كهذا سيضع الفلسطينيين على الطريق السريع باتجاه دولتهم الفتية، الحديثة، المستقرة، المزدهرة، بدلاً من التجربة الخاسرة عن طريق إيران والتكفيريين..التحالف سيقود الفلسطينيين إلى فلسطين تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وعلى تواصل مباشر مع العالم العربي.

إن ما يقوم به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة من مبادرة في واشنطن من التوقيع على «معاهدة إبراهيم»، ومن قبلهم قادة مصر والأردن، هو ليس فقط تعزيزاً للسلام، وتوحيداً للقدرة العربية المشتركة، بل إنتاج الفرصة التاريخية لقيام الدولة الفلسطينية، وقيادة عرب القرن الـ21 إلى المستقبل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]